‘العربجي’ باسم ياخور يولد من رحم الظلم
ينتظر محبو الدراما السورية بفارغ الصبر أن تبدأ رحلة “العربجي” في رمضان وهي قصة نار وُلدت من رحم الظلم، وفق طاقم عملها.
والمسلسل ملحمة درامية برؤية جديدة تدخل في تفاصيل هذه المهنة التي عاشت طويلا في دمشق، مستعرضة الكثير من الأحداث التي يواجهها العربجية.
و”العربجي” مهنة تمثل شريحة من الرجال الذين يقومون بنقل الناس بين أحياء المدينة الواحدة أو بين المدن، وكان العربجية في الغالب ينتقدون لمعاملتهم الحيوانات بقسوة، كما كانوا يتسمون بالمزاج الحاد والغلظة في التعامل مع الغير، كما يتميزون بسطوة اللسان الفاحش، وهذا ما جعلهم مضرب المثل بخشونة السلوك، لكن الأمر لا يلغي روح الشهامة والنخوة الموجودة لديهم، والعربجي في الغالب، رجل قوي شهم جريء، يحمي من يركب معه ليوصله إلى مقصده بأمان، خاصة لو كان الركاب من النساء.
ويقدم المسلسل بشكل أساسي حكاية عبدو العربجي يلعب دوره النجم باسم ياخور الذي يقطن في حي النشواتي، وهو رجل يحمل معاني الرجولة والشهامة التي تربى عليها، يعيش في بيئته البسيطة بعيدا عن المشاكل اليومية، لكن القدر يسوقه إلى تقاطعات مصيرية مع أحداث حارة في الحي، يتصارع فيها الخير والشر. ويصبح أمام مفترق طرق وفي مواجهة أزمة مفاجئة تكاد تودي به إلى سقطة أخلاقية، فيما لو تخلى عن الضعفاء الذين كان يجب أن يدافع عنهم.
و”العربجي” بعدسة المخرج سيف سبيعي وبقلم كل من عثمان جحى ومؤيد النابلسي وإنتاج غولدن لاين، ويضم تخبة من النجوم منهم باسم ياخور وسلوم حداد وديمة قندلفت ونادين خوري وميلاد يوسف وفارس ياغي وروبين عيسى وتسنيم باشا وشادي الصفدي وطارق مرعشلي.
ويخرج المسلسل عن كونه من أعمال البيئة الشامية الصرفة، كما أن أحداثه ليست موثقة بوقائع تاريخية محددة وصارمة، بل تكتفي بيئة العمل بتكوين فضاء مكاني وزماني محدد ليكون الحاضن لحكايا المسلسل.
وتحدث عن ذلك الثنائي باسم ياخور وسلوم حداد في مقابلة مشتركة عن “العربجي” مع الصحافي والناقد الفني أمين حمادة وقامت الشركة المنتجة للعمل بنشره عبر قناتها على موقع يوتيوب.
وقال باسم ياخور إن العربجي تجربة جديدة ببعض عناصرها، وهي محاولة للخروج عن النمط التقليدي الذي استمر للعديد من السنوات، متمنيا أن “تكون الرؤية في هذا العمل قد شجعت الآخرين فعلا على صناعة نوع مختلف وفتحت العيون حتى يكون هناك تغيير”.
وأشار إلى أنه “تم الإعلان عن المسلسل منذ عام ببوستر تشويقي مختلف، فقيل لنا حينها لقد خرجتم من حالة دراما البيئة الشامية، وبالفعل العربجي تجربة جديدة، لكنها مكلفة من الناحية المادية أكثر من التجارب السابقة”.
وتناول باسم ياخور الإطار العام لقصة المسلسل قائلا “القصة ببساطة يمكن لأي شخص يسير في الشارع مهما كانت مهنته أو مهما كان بسيطا أن يتحول إلى بطل حقيقي عندما يخضع لشرط وامتحان يمس عائلته وكرامته وكرامة أولاده، فيتحول هذا الشخص إلى نمر جريح”.
والفكرة اليوم هي كيف يتحول هذا الإنسان البسيط العادي بسبب الظروف والإكراه، إلى شخص بإمكانات مدهشة في الدفاع عن نفسه وعن عائلته.
ولفت إلى أن “هذا العمل هو قصة لم يتم فيها التقيد بحقبة تاريخية.. هو مقاربة لمرحلة ما وليس مطابقة”، قائلا “تم الاتفاق على استثناء هذه الحالة من خلال الديكور والملابس والسينوغرافيا”.
كما أشار إلى خروج “العربجي” عن خط اللهجة المبالَغ فيها، موضحا “أنا ضد المبالغة في استخدام اللهجة، للأسف الكثير من الأعمال الشامية اتجهت للمبالغة.. مما جعل الأمر في بعض الأحيان بمثابة الاستعراض”.
ويرى سلوم حداد أن “الاختلاف يكون في المفردات وليس في اللهجات”، معتبرا أن “المبالغة في اللهجة الشامية هي فخ قد يكون أحد أسبابه الانتماء إلى مكان ما أو إلى حارة”، مضيفا “العربجي ليس فنتازيا شامية هو عمل سوري ينتمي إلى بيئة ما”.
وأوضح أن “المواجهة بينه وبين باسم ياخور ستبلغ في هذا العمل ذروتها”، مشيرا إلى أنه في تجاربهما السابقة في العمل معا كانت هناك بعض المواجهة كما في مسلسل (خاتون)، أما في (على صفيح ساخن) فكانت العلاقة متغيرة، بينما في (العربجي) تصل المواجهة بينهما إلى الذرة في تحد مباشر.
وتابع أن “المسلسل مشروع أتنمى له كل النجاح، فنحن نقدم تجربة مختلفة أرجو أن يقتدي بها الآخرين”.