الفرق بيننا وبينهم
سألتني ابنتي: ماما ما الفرق بيننا وبين الغرب ؟؟؟؟
للوهلة الأولى كانت الأجوبة حاضرة في ذهني كما تلقنتها من كل من هو حولي ومن مجتمعي ومن البيئة التي أعيشها …
انهم متطورون .. مبدعون .. يحترمون الانسان ..!!
ونحن .. ؟؟!!
عندها صفنت :
تعودنا أن نقول نحن عندنا الفساد والتخلف والاستبداد والمعاناة ..
الفرق بيننا وبينهم أنهم فصلوا الدين عن الدولة والسياسة ونحن ما زلنا نتناحر أيها أفضل وأقرب الى الجنة الموعودة من الطوائف والديانات ..؟؟!
الفرق بيننا وبينهم أنهم وصلوا الى المريخ، ونحن لم نعد نستطيع الوصول الى الحارة المجاورة بسبب حرب على سلطة وتسلط على رقاب العباد .. !
الفرق بيننا وبينهم أنهم جعلوا من العالم قرية صغيرة ونحن جعلنا وطننا الرائع أوطانا وكانتونات ..!!
ولكن ولكي نكون منصفين يا ابنتي .. وبعد أن عركتنا الحياة وكشفتناالحرب .. فاكتشفنا من نحن حقيقة .. دعينا نقيم الأمور من عدة جهات كي لا نظلم أنفسنا .. ولا نتمادى في تقزيم الذات ..
سأحاول أن أركز على الايجابيات ..
نعم ، فرغم غياب القانون والتسيب والفساد نحن نمتلك الدفء بالعلاقات .. نمتلك الحضارة والعراقة وتراكم آلاف السنين من التجارب والذكريات .. نمتلك الذكاء الفطري .. والقدرة على التأقلم ومطاوعة الحياة .. نمتلك الإيمان المتوارث على المبادئ الأخلاقية والمحبة .
نعم يا ابنتي … فرغم كل ما ظهر من كوارث وسقوط أخلاقي وسيئات .. سببها غياب القانون وازدواجية المعايير والحكم الأمني والاستبداد ..نحن شعب اذا وجد في مكان فيه ما يكفي الحرية والقانون والانضباط … يتأقلم ويحترم القانون ويندمج ويبدع ..
الفرق بيننا وبين الغرب أننا نملك الانسان، ولكننا نفتقد لتطبيق القانون .. وأننا نملك الحضارة والثروات ، ولكننا نفتقد للقيادات والسياسات التي تستثمر في الانسان ومن أجل الانسان، وليست تسّخر الانسان لخدمة مصالح الأفراد…
الفرق بيننا وبينهم هو مجرد إعادة ترتيب أولويات، وتصحيح القانون والسياسات والعقليات ..
نحن شعب مبدع خلاق .. نريد من يحترم ويقدر هذه الطاقات ويسخرها لخدمة الوطن والمواطن …
واذا استطعنا التخلص من الطائفية والاستبداد والفساد .. نستطيع أن نكون أفضل ..
أتمنى يا حبيبتي ألا تكون أحلامي بعيدة المنال .. وألا أسمع منك ومن أخوتك ….كلمة هيهات !!!!!!!!
