الفضائية السورية : اعتزال نجمة برنامج سلطة الصحافة !

كل برامج التلفزيون تعتمد على عنصر أساسي هو ((التقديم))، والتقديم هو مفتاح أي رسالة إعلامية من أي نوع برامجي، سواء كان هذا النوع ثقافيا أو حواريا أو منوعا أو حتى سياسيا، فكيف إذا كان البرنامج يتعلق بالصحافة، فهل ساهم التقديم بنجاح برنامج (( سلطة الصحافة )) على الفضائية السورية ؟!

مقدمة البرنامج هي مذيعة الأخبار السورية ((رشا الكسار))، والبرنامج كان نوعا من الخطوات التي تم الاتفاق عليها في التلفزيون عندما اشتعل ((الربيع)) العربي وراح يحرق الشجر والحجر والناس ويهيئ الفرصة لداعش، محاولا ارتداء شرعية التغيير التي تسعى إليها شعوب المنطقة، ولذلك أنتجت الفضائية السورية من هذا البرنامج أكثر من مائة وخمسين حلقة ..

المقدمة ((رشا الكسار)) تحيي فريق عمل البرنامج دائما، وتنفرج أساريرها مع كل كل عبارة تعبر عن هموم الناس، لأن البرنامج قاسي الملامح، يقطب الحاجبين أحيانا، وأحيانا يبتسم ابتسامة سخرية تثير الضيق عند أولئك الذين يكرهون أن تظهر ملفاتهم فيه ..

والبرنامج ينتقي من الصحافة مايهز بدن المسؤولين عن الغلاء والفساد والاحتكار، وبطبيعة الحال يعتمد البرنامج على ماتنشره الصحف، فيقوم المعدون بالتنقيب ((إذا صحت العبارة)) عن تلك التي تتعلق بالسلطة الرابعة وهيبتها في التدخل في قضايا الناس، ولذلك يبدو البرنامج باهتا فيما لو لم يقدم بطريقة جديدة تنفض الغبار عن مقالات وتحقيقات منشورة لا يقرأها إلا عدد قليل من الناس ..

مقدمة برنامج ((سلطة الصحافة)) قررت في الفترة الأخيرة متابعة الدراسة في العلوم السياسية، وهي خريجة كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية، فقد ساهمت على هامش قراءتها لنشرة الأخبار ببرامج حوارية سياسية، من بينها : حوار اليوم ، في صحف الغرب، ماوراء الجدار ((يتحدث عن المشهد الاسرائيلي)) ثم تبنت إعداد وتقديم برنامج (( الجمعة الخامسة)) على الفضائية نفسها فإذا هي تغرق في السياسة أكثر من قبل ..

أحد عمداء جامعة دمشق، قال عن رشا الكسار إنها تذكره بمقدمة البرامج المعروفة ((جيزيل خوري))، وربما لا تود هي هذه المقارنة، لكن المشاهد حر برأيه وبمقارناته، كما تقول دائما .. والسؤال الآن : هل ستعتزل رشا الكسار تقديم البرامج ريثما تنتهي دراسة العلوم السياسية ، أم أنها ستخفف من الظهور كحد أدنى ..

هناك مجموعة واحدة فقط تتمنى اعتزال رشا الكسار هي تلك التي ترى صورتها في برنامج سلطة الصحافة، وقد قست العبارات التي تقدمها بتعبيرية صادقة، وهي تدعو إلى محاكمة الفساد وتشديد العقوبات على الغش والاحتكار والتدليس إلى درجة تشبه تلك الآليات المشابهة للتعامل مع الإرهاب !

في الآونة الأخيرة، تزايدت الإشاعات حول المذيعة رشا الكسار ، وكانت ((إشاعة الإعتزال)) أقربها إلى التصديق، لأنها قررت فعلا متابعة الدراسة في العلوم السياسية، وفي جواب واضح على الموضوع قالت : اكيد لن اعتزل طالما مازلت قادرة على العطاء في هذا المجال لأن الإنسان يبقى في سعي دائم للعمل والعلم والرزق وهذا المجال يقدم لي الفائدة والمتعة والمعرفة وأحاول أن أعطي فيه كما يعطيني..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى