الكيان يعتبِرها التهديد الأوّل والأخطر واتفاق بين واشنطن وتل أبيب: إسرائيل تضرب إيران بسوريّة وأمريكا بالعراق ووزير الأمن بينيت: سأُخرِج طهران من بلاد الشّام خلال عامٍ

 

نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وسياسيّةٍ واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، ذكرت صحيفة “يسرائيل هايوم” العبريّة أنّ جيش الاحتلال يقوم في هذه الفترة بالذات بالتخطيط لإنشاء جبهةٍ جديدةٍ في هيئة الأركان العامة تركز على معالجة الموضوع الإيراني، وأنّ إحدى الإمكانيات التي درستها هي ضمّ “قيادة العمق” الخاصّة بإدارة العمليات البعيدة المدى في العمق الاستراتيجيّ خارج المساحة الجغرافيّة للقيادات المناطقية، إلى هذا الهدف، على حدّ تعبير المصادر الرفيعة في كيان الاحتلال.

وأضافت الصحيفة، نقلاً عن المصادر ذاتها، أضافت أنّ رئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي ومنذ تولّيه منصبه في قيادة جيش الاحتلال وصف الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بأنّها التحدّي الأساسي للجيش الإسرائيليّ، مشيرة إلى أنّ قائد الجيش الذي سبق الجنرال كوخافي، الجنرال غادي آيزنكوط وأيضًا الجنرال بني غانتس، ركزّا النشاطات الأمنيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ السريّة على إيران، لكنّ الجنرال كوخافي، بحسب المصادر الرفيعة في تل أبيب، يتوقع أنْ تشتد المشكلة الإيرانيّة في السنوات المقبلة، على حدّ قولها، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه كجزءٍ من ذلك، يقود الجنرال كوخافي عملية لإنشاء قيادةٍ خاصّةٍ في الأركان العامة الإسرائيليّة للشؤون الإيرانيّة، كما أكّدت المصادر في حديثها للصحيفة العبريّة.

وبحسب الصحيفة فإنّ الأمر يتعلق بعملية موضع خلاف، لأنّه يتوقع أنْ تُنتزع صلاحيات ووسائل من جهتين تقودان اليوم الصراع ضد التهديد الإيرانيّ: سلاح الجو الإسرائيليّ وشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، مُضيفةً أنّه في سياق الخطة، يدرس رئيس أركان الاحتلال ضمّ “قيادة العمق” إلى “قيادة إيران”، وقيادة العمق التي أنشأت خلال فترة الجنرال بيني غانتس.

وشدّدّت المصادر عينها على أنّ النشاط الرئيسيّ للقيادة وخططها التشغيليّة يعتبر على الساحة الشماليّة، التي أصبحت فيها إيران مهيمنةً كثيرًا في السنوات الأخيرة، حسب تعبير المصادر بتل أبيب، التي أضافت أنّ خطوة كوخافي هذه اصطدمت بتحفظاتٍ داخل الجيش وخارجه، حيثُ ركّزت الانتقادات ليس فقط على مشكلة الصلاحيات الداخلية في الجيش التي لم تتضح بعد، لكن أيضًا على نية إنشاء مقر مخصص لقضية محددة – الأمر الذي تجنبه الجيش سابقًا، وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ مسؤولين كبار في جيش الاحتلال الإسرائيليّ قالوا إنّ الموضوع لم يحسم بعد، حتى لو أنّ فكرة إنشاء القيادة قد صودق عليها مبدئيًا من وزير الأمن.

في سياقٍ ذي صلةٍ، اعتبر وزير الأمن الإسرائيليّ نفتالي بينت، وهو قائد حزب (يمينا) العنصريّ-المُتطرِّف، اعتبر أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران مسؤولة عن 70 بالمائة من مشاكل كيان الاحتلال الأمنيّة، على صعيد التمويل وتسليح حزب الله اللبنانيّ والجهاد الإسلاميّ وحماس في فلسطين، على حدّ قوله.

وخلال خطابٍ انتخابيٍّ له، قال وزير الأمن بينت إنّ الحديث يجري عن إستراتيجيّةٍ غيرُ حكيمةٍ، ولذلك يجب نقل الجهود لضرب الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران نفسها بشدّةٍ عبر تحويل سوريّة لما يُسَّمى “منطقة مقتل”، مضيفًا: أريد إخراج إيران من سوريّة خلال عامٍ، على حدّ قوله.

وبحسب موقع “زمان إسرائيل” العبريّ، قال وزير الأمن بينت أيضًا إننّا في مسارٍ وصفه بضرب الرأس، أيْ القوّة الإيرانيّة، مضيفًا أنا لا أتحدث بالضرورة عن حربٍ شاملةٍ غدًا مقابل إيران، بل أنّ الأمر أشبه بالحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكيّة في القرن العشرين، وأردف قائلاً إنّ الجيش الإسرائيليّ بدأ بزيادة الهجمات على البنى التحتية والمواقع الإيرانية في سوريّة، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، بحسب وزير الأمن الإسرائيليّ: قواعد، بطاريات صواريخ، متوعدًا باستمرار ذلك وبقوّةٍ، كما أكّد أمام الجمهور الذي صفقّ لأقواله العنتريّة والحربجيّة.

وتابع وزير الأمن الإسرائيليّ قائلاً إنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة وكيان الاحتلال الإسرائيليّ اتفقا على تنظيم العمل، بحيثُ تكون الأخيرة بموجب ذلك مسؤولةً عن مهاجمة إيران في سوريّة، في حين تعمل الولايات المتحدة ضدّها في العراق، طبقًا لأقواله.

وبحسب الموقع العبريّ، فإنّه على الرغم من أنّ وزير الأمن تحدث مطولًا عن إيران، إلّا أنّه لم يتطرّق إلى إمكانية أنْ تقوم الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بالردّ عسكريًا على الهجمات ضدّها، مشددًا على أنّه سيقوم بكلّ جهدٍ من أجل عدم إرسال الجنود للمواجهة مع حزب الله في لبنان أوْ مع “حماس” في غزّة، لأنّ ذلك غير حكيم، مُختتمًا حديثه بالقول: هذا لعب في ملعبهم وأنا أريد نقل اللعبة إلى ملعبنا، كما أكّد الوزير بينيت.

صحيفة رأياليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى