تحليلات سياسيةسلايد

الكيان يكشِف: الجيش أجرى تدريبًا يُحاكي (يوم القيامة)..

زهير أندراوس

سيناريو يوم القيامة: نقلاً عن مصادر وازنةٍ في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة كشف موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، اليوم الثلاثاء، النقاب عن أنّ جيش الاحتلال أجرى تدريبًا يُحاكي تعرّض الكيان لقصفٍ صاروخيٍّ مُكثّفٍ يُوقِع القتلى والجرحى ويُدمّر المنشآت بالغة الحساسية في العمق في حال نشوب حربٍ مع إيران ومع “توابعها”، وذلك ردًّا على قيام إسرائيل بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للبرنامج النوويّ الإيرانيّ.

وتابعت المصادر عينها قائلةً للموقع الإخباريّ-العبريّ إنّ القصف الصاروخيّ سيُوقِع قتلى وجرحى، ويؤدّي لتدمير آلاف المنشآت، بما في ذلك القواعد العسكريّة، كما أنّ التدريب العسكريّ حاكى تدميرًا لمنشآت الكهرباء والمياه، وقيام آلاف العاملين والموظفين بالهرب من أماكن عملهم الحساسة، مثل المستشفيات، ولذا، شدّدّت المصادر، تمّ اتخاذ القرار بإنشاء مقرّات للجبهة الداخليّة في الكيان للتعامل مع سيناريو (يوم القيامة).

وفي التفاصيل، أكّد المراسل العسكريّ للموقع، أمير بوحبوط، أنّه في الأسبوع الماضي تمّ إجراء التدريب الذي جاء تحت اسم (القبضة الساحِقة)، والذي تمّ خلاله التدّرب عل توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لإيران، والذي سيؤدي لردّ فعلٍ قاسٍ من الإيرانيين وممًا أسمتهم المصادر الإسرائيليّة بالمليشيات الشيعيّة المُوالية للجمهوريّة الإسلاميّة في العراق، وسوريّة ولبنان وقطاع غزّة، لافتةً إلى أنّ الضربات القاسية من الأعداء ستكون في منطقة حيفا وفي شمال الدولة العبريّة، والتي ستكون مصحوبةً بأعمالٍ مُخلّةٍ للنظام والأمن العام، على ما يبدو من طرف فلسطينيي الداخل، الذين يُشكّلون الأغلبية الساحِقة في الشمال، إذْ تصِل نسبتهم إلى حوالي 85 بالمائة من إجماليّ عدد السكان بالشمال.

ونقل الموقع عن مصدرٍ عسكريٍّ إسرائيليٍّ، لم يذكر اسمه، إنّ إسرائيل أجرت التدريب المذكور وأنّها تقوم بالاستعداد لمواجهته بمنتهى الجديّة، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ كثافة القصف الصاروخيّ على العمق الإسرائيليّ في حال نشوب الحرب ستؤدّي لزرع الدمار الكبير بعمق الكيان، كما أنّ إسرائيل ستتعرّض لقصفٍ وتدميرٍ لم تشهد له مثيلاً منذ إقامتها في العام 1948.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح المصدر الإسرائيليّ أنّ القصف الصاروخيّ سيؤدّي لإحداث شللٍ في جميع المرافق داخل الكيان وسيؤدّي لتعطيل الحياة اليوميّة وعمل الوزارات الحكوميّة، كما أنّ القصف سيؤدّي لتعطيل شبكة الكهرباء في الكيان، لافتًا إلى ما جرى قبل أسبوعٍ ونصفٍ عندما انقطع التيّار الكهربائيّ في مناطق عديدة من إسرائيل، حوالي نصف الكيان، بسبب موجة الحرّ الشديدة.

ومضى الموقع قائلاً، نقلاً عن نفس المصدر، إنّ حدوث هذا السيناريو الخطير سيؤدّي لزيادة كبيرةٍ في عدد المواقع المُدمرّة بالعمق الإسرائيليّ، وهذا الدمار، أوضح، لم تشهده إسرائيل من ذي قبل، على حدّ وصفه.

ولفت المصدر أيضًا إلى أنّه في حالة الحرب ستكون أمام المؤسسة الأمنيّة تحديّات جسام، مثل النقص في عدد الموظفين والعاملين في المواقع الأكثر حساسية في الكيان، والذين سيمتنعون عن القدوم للعمل المعتاد بسبب خشيتهم من سقوط الصواريخ، وذلك يشمل أيضًا السائقين، الصيادلة، العمّال في الشركات الحساسة والبنية التحتيّة، وهذه الأمور مجتمعةٍ، أوضح المصدر، ستجلِب الشلل في جميع المرافق الإسرائيليّة العامّة، طبقًا لأقواله.

علاوة على ما جاء أعلاه، أوضح الموقع، نقلاً عن محافل واسعة الاطلاع بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، أنّ تمّ التدرّب على وضعٍ خطيرٍ جدًا بحسبه سيؤدّي القصف إلى إيجاد تحدياتٍ خطيرةٍ يتعيّن على جيش الاحتلال الإسرائيليّ مواجهتها، علمًا أنّها ستكون المرّة الأولى في تاريخ الكيان، الذي ستضطر فيه القوى الأمنيّة للتعامل مع سيناريو من هذا القبيل، كما أكّدت المصدر للموقع العبريّ.

وأضاف الموقع أنّ الجيش تستّر حتى الحظة على كمية وعدد الخسائر التي ستلحق به في المواجهة القادمة، كما أنّه امتنع عن نشر التهديدات التي ستتعرّض لها إسرائيل على جميع الجبهات، ولكن مع ذلك، أضاف الموقع، سمحت الرقابة لوسائل الإعلام بالنشر أنّه في حال اندلاع المواجهة ستتعرّض إسرائيل من لبنان فقط إلى 3000 صاروخ في الأيّام الأولى للحرب، على حدّ تعبيرها.

يُشار إلى أنّ الجيش الإسرائيلي عمل على إعداد خطة طوارئ تقضي بإجلاء سكان من 93 بلدة، 64 في شمال البلاد و29 في جنوبها، في حال نشوب حروب في قطاع غزة أو لبنان، وفقا لما يسمى برئيس دائرة الجبهة الداخلية في شعبة العمليات في الجيش، بار كوهين.

واستعرض كوهين استعرض خلال اجتماع اللجنة جهوزية الجبهة الداخلية المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، خطة لإجلاء السكان، وأشار إلى أنّه تم وضع هذه الخطة في إطار استخلاص العبر من العدوان على غزة في صيف العام 2014. وتحمل هذه الخطة اسم (مسافة آمنة).

وقال كوهين إنّ (مسافة آمنة) هي خطة وليست أمرًا عسكريا، إذ أنّ تطبيقها بشكل كامل أو جزئي يخضع لترجيح رأي المستوى السياسي أثناء الأحداث. وتشمل الخطة المبادئ والوسائل لإجلاء محتمل لكل واحد من البلدات التي تبعد أربعة كيلومترات عن الحدود الشمالية وحدود قطاع غزة، وكلاهما في الوقت نفسه إذا دعت الحاجة لذلك.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى