اللقاء الـ”تاريخيّ” بين عبّاس وغانتس في رام الله هو الأوّل..
كما كان متوقعًا تناول وسائل الإعلام الإسرائيليّة على مختلف مشاربها اللقاء الـ”تاريخيّ”، الذي جمع وزير الأمن الإسرائيليّ، بيني غانتس، ورئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، في مدينة رام الله المُحتلّة بالضفّة الغربيّة، مُشدّدّةً على أنّ هذا هو اللقاء الأوّل الذي يُعقَد بين وزير إسرائيليٍّ مع رئيس السلطة منذ العام 2010، ومن هنا تمكن أهميّته، كما أكّدت المصادر الرفيعة في كيان الاحتلال.
وأكّد الإعلام العبريّ أنّ اللقاء الأخير، أيْ قبل لقاء غانتس-عبّاس، عُقِد في العاصمة الأمريكيّة واشنطن بين عبّاس ورئيس الوزراء الإسرائيليّ آنذاك، بنيامين نتنياهو وذلك في إطار المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينيّة.
صحيفة (هآرتس) العبريّة، المحسوبة على ما يُطلَق عليه الـ”يسار الصهيونيّ”، لفتت في عنوانها الرئيسيّ إلى أنّ اللقاء جاء على خلفية الأزمة الاقتصاديّة الصعبة التي تعصف بالسلطة الفلسطينيّة، مُوضِحةً في الوقت عينه أنّ غانتس أكّد رسميًا أنّ إسرائيل على استعدادٍ لاتخاذ عددٍ من الخطوات بهدف تقوية الاقتصاد الفلسطينيّ في الضفّة الغربيّة، بحسب تعبيره، مُضيفةً أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ تلقّى إشعارًا عن اللقاء وعمّا دار فيه.
وبحسب البيان الإسرائيليّ الرسميّ، فإنّه تمّ عقد اللقاء بمشاركة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، الجنرال غسّان عليّان، عن الجانب الإسرائيلي، وكل من وزير الشؤون المدنيّة في السلطة الفلسطينيّة حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينيّة، اللواء ماجد فرج.
وشدّدّت المصادر في تل أبيب على أنّ اللقاء أتى في أعقاب عودة رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نفتالي بينيت، من زيارة إلى الولايات المتحدة، واجتماعه مع عدد من المسؤولين في مقدمتهم الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، يوم الجمعة الفائِت.
وطبقًا للمصادر فإنّ إعلان غانتس عن نيّة إسرائيل تقديم المُساعدات الاقتصاديّة للسلطة الفلسطينيّة هي عمليًا ترجمةً لتصريحات بينيت في واشنطن بأنّه لا ينوي بأيّ شكلٍ من الأشكال الشروع في أيّة مفاوضاتٍ سياسيّةٍ مع السلطة الفلسطينيّة، وهو على استعداد لبحث الأمور الاقتصاديّة فقط.
وقال مصدرٌ إسرائيليٌّ مُطلِّعُ جدًا على ما جرى لصحيفة (هألاتس) قال إنّ اللاعبين المركزيين الثلاثة: الإدارة الأمريكيّة، السلطة الفلسطينيّة وحكومة بينيت-لبيد، على اقتناعٍ تامٍّ بأنّه في الظروف الراهنة لا يُمكِن بأيّ حالٍ من الأحوال الشروع في مسارٍ سياسيٍّ علنيٍّ بين حكومة الكيان وسلطة رام الله، لافِتًا في الوقت ذاته أنّ عددًا من الأفكار بين الجهات الثلاث قد تمّ تبادله بشكلٍ سريٍّ، بعيدًا عن الأضواء، على حدّ تعبيره.
وكشف المصدر الإسرائيليّ النقاب عن أنّ الجميع تلّقوا تعليماتٍ بضرورة الحافظ على السريّة الكاملة، مؤكِّدًا أنّ الاقتراحات التي تتّم دراستها في ها الوقت بالذات ستعود إيجابًا على الحياة اليوميّة للفلسطينيين في الضفّة الغربيّة، على حدّ قوله.
في السياق عينه، قالت صحيفة (يسرائيل هايوم)، العبريّة-اليمينيّة والمُتشدّدّة، قالت اليوم الاثنين إنّه خلال لقاء غانتس-عبّاس في رام الله قال غانتس لعبّاس إنّ إسرائيل على استعدادٍ لاتخاذ عددٍ من الخطوات بهدف تقوية اقتصاد السلطة الفلسطينيّة، كما ناقش وزير الأمن الإسرائيليّ ورئيس السلطة الفلسطينيّة قضية تعزيز التنسيق الأمنيّ بين الطرفيْن، وتحديد الواقع الأمنيّ، والمدنيّ والاقتصاديّ في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكم الذاتيّ في رام الله، كما اتفقا، بحسب الصحيفة العبريّة على مواصلة الاتصالات بهدف دفع هذه القضايا قدمًا، على حدّ تعبير المصادر الرفيعة في تل أبيب.