المجزرة نوع من الحل

“على فلسطين ، في هذا اليوم ، 15 أيار، ذكرى اغتصابها…أن تنتظر. فأنا مشغول بمجازر أخرى”.
_________________________________________

مع مرور الوقت، وتكرار الرائحة، وتشابه النيران…تتعود على حريقك. هذا ما تؤكده بلادتنا أمام القتل.

في البداية… القتل المخفف الرشيق الذي لا يتعدى قتيلين، وليكونااخوين، ثم نتعود على الزيادة إلى رقم خمسة، ونستسيغ إضافة ملاحظة “إن هؤلاء أب وأم وأولادهما”.

وبعد مرور أفكار، وسياسات ،واجندات، وثارات…تصبح استباحة الدماء هي ما صار اسمه ، عبر العصور،… “المجزرة”. وانت هنا لا تريد ولا تستطيع تعداد القتلى، ولا فرز الأصناف المثيرة (سابقاً) للرأي العام كالنساء والشيوخ والأطفال. هنا تحديداً يتزايد انقسام المجتمع السوري ، حول الإدانة وتحميل المسؤولية. ويزداد الانقسام حسب نوع المجزرة الطائفي والجهوي،وحسب المرتكب وصوره ودعاياته وشهود جريمته. وتصبح المجزرة ،في النهاية ، “مهزلة”. لأن الدم السوري يجري تصنيفه، تمهيداً لتكثيره عبر زيادة كمياته المهدورة من كل طرف ، وحسب الطلب.

الدم لم يعد بضاعة سريه .

في هذه الحرب… ستجد عدداً، بلا حدود، لأنواع و طرق ارتكاب الجرائم بحق فرد، وجماعة، وممتلكات، وتاريخ، وطبييعة، ومدن، وقرى، وحيوانات …وبحق الأزمنة الثلاثة (الماضي، الحاضر، والمستقبل).. ولن نستطيع التفريق بين أنواع المجرمين مهما تغيرت ألبستهم، وعقائدهم، وأسلحتهم، وانتماءاتهم، فكلهم متساوون موحدون بالعنف،الذي بمجرد أن يبدأ ، يخرج من القانون، ويحطم الموازين، ويكسر الاعتبارات.

بمرور السنوات لا نتوقع إلا الزيادة، ولأن الحرب لا تنتهي إلى نتيجة يصبح العنف وسيلة سهلة لخلق حالة القتال بلا هدف. ولتشغيل مفاعيل جانبية في الوحشية الكامنة في كل مقاتل، درءاً لعطالتها الخطرة…يجب ان يظل دخان البنادق ساخنا.

ثمة عنف مأجور، أو مدفوع الثمن، ثمة تسهيلات لايصال العنف الى مستوى ونوع من الكارثة البيئيه. الايصبح ممكنا التعايش او العيش المشترك.

وهناك ما هوالاسوأ في طبيعة هذه الحرب ويمكن توقعه .( وقد تحولت إلى صراع ميليشياوي في الأرض، ودولي في جنيف)…ان تتحول إلى لعبة مغانم وأسرى وسبايا، وتبادل جثث،ومخطوفين، وأنخاب وصلوات، وان تصبح خارج نطاق تغطية الأقمار الصناعية، لفرط زوربة جغرافيتها. وخارج نطاق التحليل لفرط قلة عقل مشغليها.

المجازر ستزيد…لأن عبثية أهداف الحرب ستزيد. والإدانات لا تنفع، والعراك من أجل نوع ومصدر الإدانات أقل نفعاً.

أتدري؟,,,, بنظر الطرفين…المجازر هي الحل ؟

إن التشبث بالنصر، ايضا ، هو عنف مضمر، ليس في ساحات القتال، بل في بيوت الأبرياء، ومساكن نشاط حياتهم من مهدوم إلى الأكثر تهدّماً.

الحل، بلغة العنف …هو إركاع مدنية الحياة ، وتخفيض سقفها إلى مجرد البقاء حياً ولو بطعام كلب…

التشبث بالنصر… دون نصر هو النوع الاسوأ من أحدث طبعة لصناعة المجازر.

أليس هناك من يعتقد أن الكيماوي هو الحل؟

لقد كانت الذرة، ذات يوم، كذلك ، هي الحل !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى