المسرح السوري هل ذهب إلى لبنان لمخاطبة السوريين !
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
جاء عرض مسرحية “ستاتيكو” السورية على مسرح لبناني كواحدة من أهم المبادرات التي قامت بها جهة رسمية سورية تتعلق بمخاطبة السوريين في لبنان عبر الفن، بغض النظر عن حجم الحضور الذي سارع إلى مشاهدتها في يومي العرض .
وهذه المبادرة تتلخص بمخاطبة الانسان السوري أينما كان من خلال المسرح، فما المانع من أن تتجه فرقة مسرحية سورية لتقدم عرضا للسوريين في لبنان أو غير لبنان، وحتى في المخيمات السورية هناك دون الحاجة إلى جولات استعراضية من هذا الفنان أو ذاك يريد أن يظهر أكثر من رغعبته في التعاطف؟!
ربما ينبغي التفكير جديا بخلق نوع من التواصل مع هذه الأعداد الهائلة من اللاجئين، ويمكن أن يفتح هذا التواصل على الجانب الفني والاجتماعي والصحي لأن الاستهداف الأساسي لمكونات الإنسان السوري هو استهداف ثقافي وحضاري أصلا.
إن خطوة وزارة الثقافة الأخيرة بإيفاد فرقتها المسرحية لتعرض في مسرح المدينة في بيروت حققت هدفين دفعة واحدة إذا كانت مقصودة ومخطط لها، الأول هو تقديم المسرح السوري على خشبة مسرح لبنانية، والثاني هو دغدغة عواطف السوريين في التوجه إلى حضور مثل هذه العروض المسرحية، وزيادة دفق الحنين إلى المنتج الوطني السوري في صيغته المسرحية.
ومسرحية ستاتيكو، التي أنتجها المسرح القومي، هي من تأليف شادي دويعر، وإعداد وإخراج: جمال شقير، ولعب الأدوار فيها :
سامر عمران
نوار يوسف
محمد حمادة
سيمون مريش
وتناقش المسرحية رغبة الإنسان بالموت وتعلقه بالحياة، فتقدم “جدلية الرغبة بالموت عبر شخصية “حكم” التي لعبها كفاح الخوص إلى جانب كل من الممثلين نوار يوسف ومحمد حمادة مسجلاً على شريط كاسيت وصيته الأخيرة قبل أن يقدم على الانتحار ليتدخل كل من جاره وصديقته في تعطيل خطته للموت بعد لجوء الأخيرة إلى شقته للاختباء عنده”.
ونقرأ على بروشور العرض الذي يوزع قبل دخول المسرحية أنه “إذا كان هناك سبب للموت هناك أسباب عديدة للحياة” ، وقد لخصت فكرة المسرحية صحفيا بأنها ” وفي ظل الأزمات الراهنة وفي ظل ما يحدث من ويلات ومآس في كل إتجاه، وفي ظل القسوة الفظيعة التي تسيطر على العالم، ينمو الإحباط وتنمو الخيبات وينمو شعور القهر والانكسار حتى يصبح كل ما يحدث فوق طاقة التحمل، ذلك ما دفع بحكم للرغبة بالانتحار ودفع به ليسجل شريط انتحاره معلنا فيه تبريه من كل نتاج البشرية منذ بدايتها.
وفي تصريحات لكاتب المسرحية الكاتب “شادي دويعر” توصيف حياة أغلب الناس حيث”حالة ظلم حكم هي حالة ظلم للناس التي تموت دون سبب، الناس التي تحب الحياة وتحب العيش لكن الموت يأخذها ظلماً. النهاية فكرت فيها طويلاً وجائني عدة آراء للنهاية، لكن وجهة نظري ــ كما يقول شادي في تصريحه الصحفي ــ باللامنطق الذي عملت به لا يسمح لي القول من هؤلاء ومن أرسلهم فأنا أقدم عرضا واقعيا عبثيا بإغراء الواقع لكن بعبثية الحياة التي تؤثر على الشخصيات وتشوههم.