مصير المفاوضات لإبرام صفقة توقف العدوان على غزة بصورة مؤقتة سوف يكون معلق بنتائج اجتماعين: الأول سيعقد هذا الأسبوع في الدوحة وهو الأهم والحاسم، والثاني سوف يعقد بناء على نتائج الأول وسيكون في القاهرة واذا ما حلت بعض العقد في الدوحة، فان اجتماع القاهرة سيكون لإعلان الاتفاق النهائي وموعد دخوله حيز التنفيذ.
حسب اغلب المصادر فان الأجواء تتجه نحو الوصول الى اتفاق، رغم الشروط والتهديدات الإسرائيلية ومحاولة نتنياهو التصريح لوسائل الإعلام الإسرائيلية عن سقوف عاليةـ بالمقابل تبدو المقاومة متحفظة عن الدخول في أي نوع من الإشارات الإيجابية، ولا تتحدث مصادر المقاومة عن أي تفاصيل تخص سير المفاوضات. ومرد ذلك الى وجود حذر شديد لدى المقاومة من تفصيلات و بنود الورقة الفرنسية المعدلة، او بالأدق المجزأة.
المفاوضات لإبرام صفقة – مقترحات اجتماع الدوحة
الحديث جرى في باريس ويستكمل في الدوحة. حول تنفيذ مرحل أولى من مقترح يتضمن ثلاث مراحل مختلف عليها بين المقاومة وإسرائيل. وتصر المقاومة في المرحلتين الثانية الثالثة على وقف شامل للحرب. وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة.كما والشروع في إعادة الاعمار أيضا. بينما ترفض إسرائيل التفاوض في المرحلة الثانية حول وقف الحرب. وتعرض انسحاب جزئي من المدن فقط . وليس انسحابا كاملا من غزة. كما وترفض إعادة الاعمار أيضا.
لذلك محاولة الوسطاء الحالية تركزت على تنفيذ المرحلة الأولى من ورقة المقترحات مع إضافة تعديلات عليها. وحسب ما تسرب حتى الآن من خطوط عريضة فان الاتفاق يتلخص في هدنة طويلة الأمد “ربما ستة أسابيع”. تبادل اسرى، جزء من الاسرى لدى المقاومة الحديث عن أربعين اسيرا إسرائيليا. مقابل مضاعفة اعداد المفرج عنهم من الاسرى الفلسطينيين مقارنة بالهدنة الأولى. والتفاوض هنا يجري حول أسماء معتقلين فلسطينيين من ذوي الاحكام العالية.
والسماح للسكان بالعودة من الجنوب الى شمال القطاع. كما والسماح بإدخال المساعدات بما فيها المساكن الجاهزة لإيواء من فقدوا منازلهم والتفاوض يجري على عدد الشاحنات والية التوزيع. وهناك بند يتم التفاوض حوله ولم يحسم بعد يتعلق بحدود الانسحابات الإسرائيلية من القطاع. والمناطق التي يمكن ان يخليها الجيش الإسرائيلي.
المفاوضات لإبرام صفقة -المقاومة امام مفترق طرق
وفق هذه البنود المقاومة امام مفترق طرق، هل هذا سوف يعني تكرار الهدنة الأولى دون اتفاق شامل على وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة، وإعادة الاعمار وعودة عجلة الحياة، وبالتالي عودة الحرب بشكل اقسى؟ خاصة ان الجانب الإسرائيلي، ونتنياهو بشكل خاص، يتحدث بان العملية العسكرية على رفح جنوب القطاع حتمية، ان لم يحصل اتفاق الآن سوف يذهب اليها فورا، واذا حصل سوف تؤجل الى ما بعد الهدنة، بمعنى انها قائمة بكل الأحوال.
ام تعول المقاومة على ما يشبه التصورات الامريكية ومعها بعض الوسطاء بالرهان على ان هدنة طويلة الأمد سوف توفر الظروف لاتفاق شامل لوقف الحرب، وسيكون العودة الى الحرب من جديد امرا صعبا، وان الهدنة الطويلة ستحدث تفاعلات داخل إسرائيل يمكن ان تغير النهج القائم. وبكل الأحوال فان الصفقة لا تشمل الا الافراج عن جزء من الاسرى لدى المقاومة، وبالتالي يبقى لدى المقاومة أوراق قوة “الجزء المتبقي من الاسرى، مع اهم الأوراق وهو الصمود في الميدان وافشال تحقيق إسرائيل أيا من أهدافها”.
الاطار الزمني في اذهان الوسطاء، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري، ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، لإنجاز الصفقة هو خلال أسبوعين أي قبل حلول شهر رمضان المبارك، وهذا ما تدفع اليه الإدارة الامريكية بشكل خاص.
الورقة العربية الامريكية للوضع الفلسطيني
حسب المعطيات. فان الصفقة سوف تمضي نحو التنفيذ، رغم الصعوبات والعقبات والمحاذير. وهي فرصة لاختبار ما ستكون عليه الصورة المقبلة، سواء ما سيجري من مفاوضات خلال مدة الهدنة. او نوايا إسرائيل ما بعد انقضائها. وما يعزز هذا الاتجاه هو بدء حركات سياسية من نوع خاص. ومنها العمل الذي يجري على انجاز ما سمي بالورقة العربية الامريكية للوضع الفلسطيني، والتي تسرب منها بعض التصورات من قبيل دمج حركة حماس في اطار منظمة التحرير.
يتزامن هذا مع تقديم الحكومة الفلسطينية في رام الله برئاسة “محمد اشتيه” استقالتها لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن مع حراك وأفكار واقتراحات من اجل تشكيل حكومة تكنوقراط تمارس مهامها في الضفة وغزة معا بالتوافق مع حماس، مقابل أفكار فلسطينية تدفع نحو حكومة توافق وطني وليس حكومة تكنوقراط، وهذا يتزامن أيضا مع بدء الحوار الفلسطيني الفلسطيني في موسكو بحضور كل الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح وحماس لأول مرة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي. هذه المسارات كلها تشكل نوعا من ترتيبات الوضع الدائم لما بعد الحرب، والحكم عليها سيكون مرهون بالنتائج.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية