الوقت يضيق على العرب : مخاوف من الانهيار الكبير !
الغريب أن العرب الذين تحولت هزيمة حزيران عام 1967 إلى منعطف أساسي تحولت فيه السياسة العربية فأنتجت تضامناً، أثمر شكلاً من العمل العربي وجد صورته في حرب تشرين عام 1967، العرب هؤلاء يعيشون اليوم مجموعة من الهزائم يمكن أن تقاس بأضعاف هزيمة حزيران، ولكنهم ينكفئون عن العمل العربي المشترك، وتتشظى سياساتهم إلى درجة تنذر بالهاوية .
ما الذي حصل للعرب، وما الذي ينتظرهم؟!
كانت القضية المركزية في عرف السياسة العربية هي قضية فلسطين، وعلى أساسها وضعت تصورات السياسات العربية كلها، فخوّن العرب بعضهم من أجل فلسطين، وأثنى التاريخ على بعضهم من أجل فلسطين، وصارت فلسطين العنوان الأساسي للقمم العربية، ومفتاح الحديث عن المستقبل العربي الذي قيل أنه في خطر بسبب تلك القضية!
اليوم، فلسطين بكاملها في الغربال، والصفقة الكبرى حولها تعد بعناية، وتوالدت قضايا عربية أخرى، وصار السوريون والليبيون والعراقيون واليمنيون واللبنانيون لاجئين في أنحاء العالم.
فرّخت القضية الفلسطينية عشرات القضايا : القضية السورية، والقضية الليبية ، والقضية اليمنية، والقضية العراقية.. إلخ.
ولم نجد في عرف السياسة العربية التقليدية ما يشير إلى تنبه للخطر الأكبر، على العكس تماماً، انطلقت فكرة (الإقليم أولا)، وبالعامية : (ربي أسألك نفسي)، لكن الإقليم العربي لن يكون بمأمن ، ولن يترك على حاله إذا ظلّ حال العرب على ماهو عليه، وخاصة أن السياسات الدولية تقترب من بعضها البعض في نهب المنطقة العربية وتوزيع الأدوار فيها..
هل نحن على عتبة الانهيار الكبير ؟!
وإذا كان ذلك متوقعاً، فهل نحن قادرون على تصور شكله وأبعاده ومآسيه الجديدة؟
إن سوداوية الواقع العربي ، والتفاصيل اليومية لما يحصل فيه تنذر بالكارثة :
- كارثة في الاحتلالات .
- كارثة في المياه .
- كارثة في الحاجات البشرية .
- كارثة في التخلف .
- كارثة في الجوع والأمن الغذائي.
والفكرة هنا، أو ربما السؤال الأساسي، يفترض أن يكون :
هل ثمة ناجون من الغرق والانهيار؟!
أبدا . ذلك هو الجواب، وذلك هو الدافع الآن للحديث عن ضرورة موقف عربي يرسم أفق المرحلة القادمة من العمل العربي المشترك لوقف المأساة القادمة .