اليقظة العربية الثانية الواقع العربي يترجم التحولات إلى تحديات (عديد داويشه)
عدد الصفحات: 288 صفحة
تأليف: عديد داويشه
عرض ومناقشة: محمد الخولي
الناشر: مؤسسة نورتون، نيويورك، 2013
يتسم هذا الكتاب بالمنهج المتميز الذي اتبعه المؤلف، وهو أستاذ جامعي مرموق ومن أصل عربي، وهو المنهج الذي يربط عضوياً ودينامياً بين مراحل الماضي من التاريخ القريب للأمة العربية وبين المراحل المحدَثة الراهنة، التي شهدت، وما برحت تشهد، الانتفاضات والتظاهرات والاحتشادات والاحتجاجات، على اختلاف ساحاتها وأساليبها وشعاراتها ومطالبها، ومن هنا جاء اختيار عبارة العنوان، لتحكي عن يقظة العرب الثانية.
وفي إشارة لا يخطئها القارئ المثقف إلى يقظة العرب الأولى، التي عرض لها المفكر القومي جورج أنطونيوس في كتابه الصادر تحت العنوان نفسه منذ 75 عاماً، وروى فيه عن الإرهاصات التي ظلت مبشِّرة بنهضة عربية، شهدتها مراحل مغيب القرن 19 ومطلع القرن العشرين، وكانت تطمح وقتها إلى استقلال العرب عن أنماط الاستعمار المختلفة:
التركي والإنجليزي والفرنسي والإيطالي وغيرها، وبهدف إقامة دولة عربية موحدة، ثم يحلل كتابنا واقع الانتفاضات الراهنة في عدة ساحات عربية، وقد اندلعت شرارتها بانتحار الشاب البو عزيزي في أسواق تونس، ومن ثم انداحت آثارها وبأساليب متباينة من تونس إلى مصر، ومن ثم إلى ليبيا واليمن بكل ما حفلت، ولا تزال تحفل به، من إيجابيات، وأيضاً من سلبيات أثّرت في الحاضر، وبعضها لا يزال واعداً بالتأثير في المستقبل.
أجيال من بعد أجيال من أبناء الأمة العربية، ظلت تعيش وتعمل وتفكر وتبدع، على مدار القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. الأمر المؤكد أن هذه الأجيال في أقطار المشرق العربي بالذات – كانت تستشعر حنيناً يدفعها إلى أن تهفو إلى ذكريات الحضارة العربية، التي استضافات بنور الإسلام، سواء في العصر العباسي الثاني- زمن عبد الله المأمون أو في عصر الأندلس الإسلامية التي حفظت للعالم- كما هو معروف- تراث الحضارات الكلاسيكية الرائعة وفي مقدمها عن طريق الترجمة والشرح والتعليق- إبداعات اليونان واللاتين على السواء.
ولقد جاءت حملة نابليون الفرنسية على المشرق عند مغيب القرن الثامن عشر، بمثابة جرس إنذار، أو فلنقل ناقوس تنبيه للأمة العربية، كي تستجمع إرادتها، وتنفض عن كواهلها غبار الاستعمارية العثمانية التركية التي كانت قد سيطرت على مقاليد العرب منذ اجتاحت جحافل سليم الثاني بلاد الشام، ومن بعدها مصر في الفترة 1516-1517 للميلاد.
هكذا بدأت تباشير الحراك العربي من أجل بناء الدولة الحديثة، مع استلهام تجربة أوروبا بعد إنجازات الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي، وهو ما ترجمته الأمة العربية في بعثات محمد علي في مصر، وأيضاً في جهود الوزير خير الدين في تونس، ثم في إسهامات عائلات مسلمة ومسيحية من ربوع الشام، في عمليات إحياء وتطوير التراث الثقافي اللغوي الذي أبدعته الأمة العربية عبر عصور الازدهار.
من هنا، شهدت العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، تباشير نهضة حقيقية واعدة بكل معنى، في دنيا الصحافة والنشر والتعليم والدعوة، إلى إقرار الحريات وممارسة الترجمة والفن الإبداعي الشعر والمسرح بالذات.
ويمكن القول إن هذه الحركة النهضوية رافقتها مشاعر من الحنين الشوق إلى أن تفيق الأمة من سبات القرون السابقة، من أجل أن تستشرف آفاقاً جديدة بكل معنى.
وربما عبّرت عن هذه المشاعر القصيدة الشهيرة التي نشرها الشاعر نجيب الحداد، الذي رحل عن العالم عام 1899، بمطلعها الذي ظل يتردد على لسان الملايين من فتيان الأمة وفتياتها على مدار عقود، والمطلع هو: تنبّهوا وأفيقوا أيها العَرَب.
ثم وجدت هذه الدعوة ترجمة لها في شعار كان بمثابة السلاح الفكري- العقيدي لأجيال العروبة، وخاصة في مرحلة التوق إلى الاستقلال، وانتشار دعوات التوحّد القومي وبناء الدولة- القومية، والشعار تلخصه العبارة التالية: يقظة العرب.
ظلت هذه العبارة بمثابة كلمة الساعة كما يقولون، وخاصة بعد أن طالعتها أجيال النصف الأول من القرن العشرين عنواناً لكتاب مهم، بل تأسيسي كما نسميه، حمل اسم مؤلِّفه جورج أنطونيوس (1893- 1942)، المثقف اللبناني الأصل والمولود في الإسكندرية.
حيث درس في كلية (مدرسة) فيكتوريا، ثم تخرج مهندساً في جامعة كامبردج البريطانية، وبعد مهام عديدة جمعت بين العمل السياسي وجهود الترجمة لرجالات العرب الكبار (عبد العزيز آل سعود نموذجاً)، وبفضل المحاضرات التي ألقاها أنطونيوس في الولايات المتحدة عن تاريخ العرب ونهضتهم كما يقول المؤرخ خير الدين الزركلي (في موسوعة الأعلام) – تبلورت جهود جورج أنطونيوس في كتابه عن يقظة العرب الصادر عام 1938، وقد كان، ولا يزال، مرجعاً معتمداً لكل من تابع بمنطق البحث العلمي مسيرة الأمة العربية نحو التقدم، يستوي في ذلك العرب (مثل ساطع الحصري)، فضلاً عن مواكب من المستعربين والمستشرقين.
لا عجب أن يكون كتاب أنطونيوس المذكور ماثلاً بقوة في ذهن مؤلف الكتاب الذي نطالع محتوياته في سطورنا الحالية، وبحيث عمد المؤلف إلى استلهام، بل استعارة، العبارة التي باتت مأثورة في أدبياتنا السياسية والبحثية أيضاً، ومن ثم جاء عنوان كتابنا الصادر في مطلع العام الجاري على نحو يقول: "اليقظة العربية الثانية".
وفيما كانت اليقظة الأولى معنية إلى حد ليس بالقليل بقضايا الإحياء والانبعاث والتجديد، فإن اليقظة الثانية التي ما برحنا نعايشها إن لم نكابدها أيضاً- تحولت كي تعني بقضايا مستجدة، بل وحالّة (بتشديد اللام)، وهذه القضايا يلخصها العنوان الفرعي لهذا الكتاب على النحو التالي: الثورة الديمقراطية والتحدي الإسلامي من تونس إلى دمشق.
وبرغم أن مؤلف كتابنا، الدكتور عديد داويشة لم يشأ لأمر ما- أن يشير إلى كتاب سابقه جورج أنطونيوس، وهو ما أخذه عليه نقاد كتابه (ومنهم جون ووتر بري في مجلة "فورين أفيرز"- عدد يونيو- 2013)، إلا أن المحللين ما زالوا يحمدون للكتاب الذي بين أيدينا، أنه ركّز اهتماماته على الانتفاضات التي شهدتها الساحات العربية في السنوات القليلة الماضية، وخاصة ما يتعلق بمآلات هذه الأحداث وبالنتائج التي أسفرت وما برحت تسفر عنها.
البداية انتحار
يبدأ الكتاب بما يتصوره نقطة البداية في اليقظة العربية الثانية، وكانت نقطة ملتهبة بكل معنى، إذ تمثلت كما يوضح المؤلف – في حادثة انتحار الشاب البوعزيزي حرقاً في أسواق تونس العاصمة: كان ذلك في ديسمبر 2010، وهو ما أشعل بدوره موجة من الانتفاضات والتحركات والاحتجاجات الشعبية الغاضبة عبر ربوع شمال أفريقيا (المغارب العربية) والشرق الأوسط بشكل عام.
جاءت هذه الانتفاضات على خلاف ما كانت تشهده هذه الربوع العربية في سالف الأزمان: سبقتها انتفاضات، أصبحت تاريخية بكل معنى، بعد أن ظلت تشهدها العقود الأولى من القرن العشرين وحتى منتصف القرن المذكور، وكانت في معظمها موجهة ضد الاستعمار الأجنبي ومواريثه الاستعمارية، وكانت تطالب بالاستقلال السياسي والتحرر الوطني، وترفع في معظمها شعارات يحدوها الطموح لدرجة الحلم في بعض الأحيان، حلم الأمة العربية الموحدة، وحلم المجتمع العربي الناهض الجديد، القائم على أسس العدل والمواطنة وتكافؤ الفرصة إلى حد ليس بالقليل.
انطوت صفحات هذا الملف، وحلّت أيام القرن الواحد والعشرين، لتكتشف جماهير في المغرب والمشرق ضرورات التخلص من مواريث ما بعد الاستقلال، وكان في مقدمها تركة فادحة من الحكم الوطني إن شئت – لكنه ظل متصفاً بمصادرة الحريات، والتضييق على أبناء الوطن، واتساع الهوة المخيفة الفاصلة بين الذين يملكون والذين لا يملكون، على نحو ما كتب يوماً مثقف ومفكر بارز اسمه دكتور طه حسين.
الأخطار المحدقة
يتابع كتابنا دعوات التغيير التي بدأت مع شهر يناير من عام 2011 (25 يناير بالذات في مصر)، ويصفها بأنها جاءت لتمثل حالة من أهم التحولات التاريخية في زماننا.
مؤلف الكتاب يورد ملاحظة لها أهميتها في هذا السياق، وهي أن هذه التحولات تمضي على أساس وتيرة غير مسبوقة من الإيقاع السريع، وبحيث يكاد تتغير معها بين يوم وليلة، أبعاد المشهد السياسي في هذا البلد العربي، أو ذاك (مصر نموذجاً)، وخاصة بعد الإطاحة بما يصفه المؤلف بأنه "حكم الطغاة" في عدد من الأقطار العربية، مع ذلك لا يفوت المؤلف أيضاً أن يرصد وينّبه إلى طبيعة الأخطار المحدقة بالنتائج المتحققة.
حيث تتحول التحولات إلى تحديات، فيما تعمد فصول هذا الكتاب إلى تشكيل منظور علمي تحليلي يطّل منه المؤلف، والقارئ أيضاً، على أبعاد المشهد الراهن على صعيد أقطار اليقظة الثانية، كما قد نسميها، فإذا بهذه الإطلالة تُطلع الدارس على الأبعاد التالية، على نحو ما يسردها مؤلف الكتاب.
إن نجاح الانتفاضات التي حدثت ما بين تونس إلى اليمن، يجّسد ظاهرة ديالكتيكية، يمكن أن يطلق عليها الوصف التالي: جَدَل النجاح، وبمعنى أن للنجاح ثمناً لا بد من دَفعه، وأيضاً بمعنى أن الإنجاز يفضي- كما يؤكد مؤلف الكتاب- إلى تحديات يأتي في مقدمها مثلاً أن تُشَّمر السواعد من أجل بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية، وأن تتحفز العقول وتنهض الأفكار من أجل التعامل مع قضية بالغة المحورية، يلخصها مؤلف الكتاب في مقولة "التوافق بين الإسلام والديمقراطية"، ثم التوافق بين هذا كله وبين المطالب المشروعة والاحتياجات الملّحة للجماهير التي طالت معاناتها جراء الظلم، بقدر ما طال شوقها إلى العدل.
المنظومة العربية بخير
نلاحظ أيضاً أن من إيجابيات هذا الكتاب، ما يذهب إليه المؤلف من أن الانتفاضات أو هي حالات التمرد، كما يصفها في بعض سياقات كتابه – لم ينتج عنها ظواهر وأنساق يُعتد بها على صعيد المنظومة العربية.
خاصة عندما يعمد المحلل السياسي إلى دراسة هذه الحالات المستجدة على الساحات العربية من منظور الخلفيات التاريخية التي عاشتها أقطار عربية شتي، أدت بها التغيرات التي شهدتها عقود ما بين الخمسينيات إلى السبعينيات والتسعينيات إلى حالات من الانسداد السياسي والاحتقان الشعبي، الذي ما لبث أن تحّول ليصبح وقوداً لثورات من الغضب الجماهيري الجامح، الذي ظل يعبر عن نفسه في حالات شتي.
وخاصة في السنوات الأولى من الألفية الثالثة، فيما ظلت الأقليات الحاكمة سادرة في تحالفها مع احتكارات الثروة بعيدة عن القراءة الواعية والصحيحة لمفردات وتطورات وتفاعلات المشهد السياسي، وهو ما أدي من جهة أولى إلى إهمال احتياجات الملايين من المحرومين، فيما أفضى من جهة ثانية، وعلى وجه الخصوص، إلى إغفال مطالب أجيال استجدت من شباب الجنسين ممن شبوا، بطبيعة الحال، على التعاطي مع تكنولوجيا المعلومات، ومع إمكانات الإعلام الإلكتروني والتواصل الاجتماعي اللحظي حتى لا ننسى- وهو ما زود هذه الأجيال الطالعة بعقليات ومبادرات بعيدة كل البعد عما كانت تفكر فيه فئات الحاكمين.
بين الحرية والصندوق
في هذا السياق بالذات، يحيل مؤلف هذا الكتاب إلى ما سبق إلى بلورته نظرياً المفكرة حنّه أرندت، في نظريتها التي تقول بما يلي: إن أي فعل ثوري يستحق هذا الوصف، لا بد وأن يفضي بالضرورة إلى الحرية.
وبديهي أن الأمر لا يقتصر بالذات على الجانب السياسي من الحرية، متمثلاً، كما هو معروف، في الممارسات الديمقراطية التي تحفل بمفاهيم ومصطلحات ليس أقلها الانتخابات والأصوات والدساتير وعملية الاقتراع والصندوق… إلخ، ولكنها تمتد لكي تشمل أيضاً الجوانب الاقتصادية- الاجتماعية من الممارسة السياسية.
حيث تظل الديمقراطية وسيلة لتحقيق العدل الاجتماعي والأمن المادي والمعنوي، وليست مجرد غاية في حد ذاتها، وكم من ممارسات سياسية اتخذت شكل الديمقراطية، وانطوت على تكريس الصندوق إياه الذي امتلأ يوماً حتى حافته بأصوات الناخبين الألمان الذين اختاروا ديمقراطياً بالطبع – أن يحملوا مرشح الاشتراكية الوطنية (الحزب النازي) إلى مقعد الرئاسة في بلادهم.
وبعدها فتح التاريخ المعاصر دفاتره ليسجل بالطبع ما جلبه المرشح المنتخب حسب المشروعية الديمقراطية – أدولف هتلر (1889- 1945) من ويلات الصراع والعنف والدمار على بلاده والعالم خلال الحرب الكونية الثانية (1939- 1945).
على كل حال، يعمد مؤلف هذا الكتاب إلى الربط بين الجذور والنتائج، وهو لا يلبث يرجع إلى ما يعرف باسم "اليقظة العربية الأولى" تلك التي أفضت كما هو معروف – إلى ما شهده العقد الخمسينيات وعقد الستينيات من القرن العشرين، من محاولات قام بها الجيل العربي آنذاك من أجل تأسيس مشروع قومي عربي، يتم تفعيله في مراحل ما بعد الاستقلال.
ويحاول أن يأخذ بأسباب التنمية الاقتصادية الاجتماعية، وإن كان هذا المشروع كما يلمح مؤلف الكتاب – قد تكسرت موجاته واندفاعاته على صخور شهدت أزمات في الممارسة الديمقراطية، وتجسدت من ثم في أشكال سلطوية من نظم الحكم وممارساته.
وعلى أساس هذه الخلفية، يقارن المؤلف بين ما أصبحت عليه الساحات العربية، التي شهدت انتفاضات السنوات القليلة الماضية، حيث لا تزال الديمقراطية الحقيقية عبر فروعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل والسلوكية والمفاهيمية، بحاجة إلى تأسيس وترسيخ وترجمة في أرض الواقع العربي.
والحق أن كثيراً من محللي هذا الكتاب ما زالوا يحمدون للمؤلف قدرته على النفاذ من سطح الأحداث العربية إلى أعماقها، وهم يعترفون في هذا السياق بالميزة التي يتفرد بها المؤلف شخصياً، من حيث كونه من أصل عربي، ومن ثم تأتي قدرته على الإحالة إلى المراجع في أصولها العربية، فضلاً عن تمكنه من المتابعة الوثيقة الفاهمة والواعية لمجريات وتطورات الأحداث، التي تجري على أرض الواقع العربي، بكل ما يكتنفها من تعقيدات، وكل ما تصادفه مسيراتها من منعطفات غير متوقعه في كثير من الأحيان.
ومن الطريف أن يلمح بعض المفكرين الأميركيين، الذين قدموا تحليلات نقدية لهذا الكتاب، إلى أن فصوله وقد أشارت إلى يقظة عربية أولى في القرن العشرين، ثم يقظة عربية ثانية في أيامنا الراهنة من القرن الواحد والعشرين، ربما تشير إلى أن الساحات العربية ربما تشهد يوماً مزيداً من حالات انتفاضات اليقظة المستجدة، وهو ما يشهد لأمة العرب بقدر لا يخفى من الحمية والوعي والحيوية السياسية في جميع الأحوال.
المؤلف في سطور
عديد داويشة أكاديمي أميركي من أصل عربي، ولد في العراق، وبدأ دراساته الجامعية دارساً للهندسة المدنية في إنجلترا، وبعدها اتجه إلى دراسة العلوم السياسية في جامعة لانكستر، ثم حصل على الدكتوراه من مدرسة لندن المرموقة للاقتصاد، وبحكم هذه المؤهلات الأكاديمية المتنوعة، فضلاً عن إلمامه الطبيعي باللغة العربية، انخرط المؤلف في سلك التدريس في كبري الجامعات الأميركية.
وخاصة جامعة برنستون وجامعة جونز هوبكنز، وفي سياق هذه المهام الجامعية والبحثية، حصل على عدة جوائز وزمالات دراسية، وكانت في مقدمها زمالة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومركز البحوث الخارجية في واشنطن، إلى جانب مؤسسة كارنيجي للبحوث في نيويورك.
وكان طبيعياً أن يكرس المؤلف جانباً كبيراً من جهوده الأكاديمية على البحوث التي تتناول قضايا الوطن العربي والشرق الأوسط، خاصة وأنه كان يجري دراساته منذ سنوات الثمانينيات والتسعينيات، بكل ما حفلت به من متغيرات طرأت على أحوال المنطقة من النواحي السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص، ولكنه ظل يتناول الشرق الأوسط من زاوية السياسة الدولية.
ومن ثم، فقد عكف على إعداد وإصدار ما يزيد على 80 مقالة بحثية، مع المشاركة في أكثر من كتاب مع غيره من صفوة الأكاديميين، أما الأعمال الكاملة التي تحمل اسمه، فقد بلغت 12 كتاباً، آخرها كتاب اليقظة العربية الثانية.