انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأمريكية بروما..و جولة ثالثة ستعقد الأسبوع .. وإسرائيل تُلوح بالضربة العسكرية

انتهت الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما بشأن برنامج طهران النووي، مع الاتفاق على عقد جولة ثالثة، الأسبوع المقبل.
وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، عبر منصة إكس، انتهاء الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة روما، مؤكدة أن جولة ثالثة ستعقد الأسبوع المقبل، دون تحديد مكان.
وانطلقت، ظهر اليوم، الجولة الثانية من مفاوضات البرنامج النووي في مقر إقامة السفير العماني بروما، حيث مثّل الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، مهندس الاتفاق النووي لعام 2015.
فيما ترأس الوفد الممثل للجانب الأمريكي، المبعوث الرئاسي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.من المقرر أن تستأنف الولايات المتحدة وإيران المحادثات السبت بشأن البرنامج النووي لطهران، بعد أسبوع على جولة أولى وصفها الجانبان بأنها “بنّاءة”.
ستستضيف روما المحادثات التي يشارك فيها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وتتوسط فيها سلطنة عمان، وهو ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن بعيد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتأتي الجهود الدبلوماسية الأخيرة بعد أن اعتبر ترامب الملف النووي الإيراني أولوية عقب عودته إلى الرئاسة في كانون الثاني/يناير.
واستأنف ترامب سياسة “الضغوط القصوى” عبر فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، وبعث في آذار/مارس رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى عقد محادثات نووية تحت طائلة تنفيذ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
قال ترامب الخميس “لست في عجلة من أمري” للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا “أعتقد أن إيران ترغب في الحوار”.
من جهته، قال عراقجي وهو أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، الجمعة إن إيران “لاحظت قدرا من الجدية” لدى الأميركيين خلال الجولة الأولى، لكنه شكك في نواياهم.
وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو “رغم أن لدينا شكوكا جدية بشأن نيات الجانب الأميركي ودوافعه، سنشارك في مفاوضات الغد على أي حال”.
– “مرحلة حاسمة” –
في مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة لوموند الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك قنبلة نووية.
خلال فترة ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران الاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب، قبل أن تتراجع عن التزامهاتها تدريجا.
كان عراقجي مفاوضا في اتفاق عام 2015. أما نظيره في روما ويتكوف، فهو قطب عقارات كلفه ترامب أيضا بإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهو أعلى بكثير من حد 3,67 في المئة المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.
وحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الجمعة الدول الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستفعّل “آلية الزناد” التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
وينتهي خيار تفعيل هذه الآلية في تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام.
وكانت إيران حذّرت في وقت سابق من أنها قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تم تفعيل هذه الآلية.
وقال غروسي الذي أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين خلال زيارة لطهران هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة وإيران “في مرحلة حاسمة” في المحادثات و”لا نملك إلا مهلة قصيرة” للتوصل إلى اتفاق.
– “غير قابل للتفاوض” –
أصر المسؤولون الإيرانيون على أن تركز المحادثات فقط على البرنامج النووي ورفع العقوبات.
وقال عراقجي إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة “مرجح” إذا امتنعت واشنطن عن “طرح مطالب غير معقولة وغير واقعية”، دون الخوض في التفاصيل.
ويرى محللون أن الولايات المتحدة ستسعى إلى إدراج مناقشات حول برنامج الصواريخ البالستية الإيراني بالإضافة إلى دعم طهران لفصائل مسلحة في الشرق الأوسط.
وأكد عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”، وذلك بعد أن دعا ويتكوف إلى وقف التخصيب الكامل. وكان ويتكوف قد اكتفى في تصريح سابق بمطالبة إيران بالعودة إلى سقف التخصيب المحدد في اتفاق عام 2015.
بدوره، قال الحرس الثوري الإسلامي الإيراني الثلاثاء إن القدرات العسكرية للبلاد تقع خارج نطاق المناقشات.
وذكرت وكالة “إرنا” الرسمية للأنباء أن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية من بين “خطوطها الحمر” في المحادثات.
من جهتها، أكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها “مسار تحرك واضحا” لمنع ذلك.
وقال خامنئي الثلاثاء إن الإيرانيين يجب ألا يعلقوا آمالهم على التقدم في المفاوضات التي “قد تسفر أو لا تسفر عن نتائج”.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية