اِجعل قرارك مشبعاً بالحزم ( 3 )
خاص بموقع ( بوابـة الشـرق الأوسـط الجديـدة )
” إن نصف المشكلات التي تسبب القلق منشؤها أن الناس يحاولون اِتخاذ القرارات قبل أن تتوفر لهم المعلومات الكافية التي تتيح لهم اِتخاذ قراراً ما ” كريم الشاذلي
بدأنا في المقال السابق بالخطوات الأساسية التي تُفضي بنا إلى اِتخاذ قرار سليم وللخطوات السابقة تتمة لا تقل أهميتها عن سابقتها فتعالوا بنا نتعرف عليها
….
* اِحذر من اتخاذ أي قرار وأنت في مزاج سيء ؛ كأن تكون متوتراً أو غاضباً فهذا يجعل قرارك فريسة لحالتك النفسية وبالتأكيد لن يكون قراراً صائباً أبداً ؛ إذ أنّه من أحد شروط اِتخاذ القرار السليم هو أن تكون مسترخياً وهادئاً تماماً ؛ وبعيداً عن التوتر وعن كل المؤثرات الخارجية؛ إذن لابد أن تتخذ القرار وأنت في حالة انفعالية هادئة لأنّه ثبت علمياً أن الانفعال يشوّه التفكير المنطقي العقلاني بنسبة 80%.
* اِعلم أنّ كل قرار مبني على العاطفة هو قرار خاطئ ؛ إذ لابد لكل قرار سليم أن يكون وسطاً بين العقل والعاطفة ؛ وفي نفس الوقت لا بأس أن تُعير سمعك قليلاً للصوت الداخلي الخاص بك ولكن ليس على حساب العقل؛ فليكن هناك توازن بين الاثنين.
* مرّر قرارك على فلاتر أربعة : عقيدتك ، قيمك ، واقعك ، وأخيراً إحساسك وإياك أن تتجاوز أحد هذه الفلاتر لأنّ الندم سيكون حليفك بعد ذلك.
* لا تبحث عن قرار مثالي بل ابحث عن قرار مناسب ؛ لأنّه ببساطة لا يوجد ما يسمى ” قرار مثالي ” دون أي أخطاء أو تضحيات أو بذل من مال أو وقت أو جهد؛ بل اِبحث عن أنسب القرارات وعندما تجده خذه دون تراجع!
* تمعّن في السيناريو الأسوأ ؛ أي ماهو أسوأ شي ممكن أن يحدث لو اتخذت هذا القرار ، وقم بوضع حلول بديلة في حال حدوث ما هو الأسوأ !!
* أعطي لنفسك وقتاً كافياً قبل أن تتخذ القرار النهائي ولا تتعجل فإن في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.
” كم من مواقف كثيرة في حياتنا اِحتجنا فيها أن نفكر لدقائق ولم نفعل وكم من مواقف فكرّنا فيها لدقائق غيّرت أشياء كثيرة !! ” وقديماً قالت العرب ” الخطأ زاد العجول.
* كن واثقاً بنفسك بما يكفي لحسم القرار ودحر ثلاثي الفشل : الخوف والتردد والتأجيل.
* كن قوياً بما يكفي لتحمّل مسؤولية قراراتك ؛ وذلك بعد اتخاذك كل التدابير لقرارت صائبة.
* وأهم شيء بعد أن تكون قد أنجزت كل الخطوات السابقة أن تقوم بصلاة ركعتين استخارة تستخير فيها الله عز وجل فوالله وجدت لها العجب في حياتي فقد صدق من قال ” ما خاب من استخار “.
* هكذا تكون قد قمت تقريباً بكل الخطوات المهمة وكل التدابير اللازمة لقرار صائب ولم يبقَ عليك إلا حسم القرار ووضعه موضع التنفيذ !!
* وضع القرار موضع التنفيذ : للأسف تقول الاحصائيات : أنّ 75% من قرارتنا تبقى حبر على ورق فقط ولا تدخل حيّز التنفيذ حتى بعد كل الخطوات السابقة .قال الله عزوجل في كتابه الحكيم { فإذا عزمتَ فتوكّل على الله } ولله درّالامام علي كرّم الله وجهه إذ قال : لا تجعلوا علمكم جهلاً، ويقينكم جهلاً، إذا علمتم فاعملوا، وإن تيقنتم فأقدموا . ”
وختاماً أقول : فيما لو قمت بتطبيق كل ما ذكرناه ثم تبيّن أن قرارك لم يكن صحيحاً ؛ وطبعاً نسبة حدوث ذلك لا تتعدى 1% وهي نسبة لا تُذكر ، لكن إن حدث ذلك فلا تندم ؛ يكفي لك شرف المحاولة واكتساب شيء لا يقدّر بثمن ألا وهو ” الخبرة ” !!
تمنياتي للجميع بقرارات صائبة في كل حياتهم تسمو بهم نحو القمم.
لكم مني أجمل التحيات
* مدربة تنمية بشرية
www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet