اِحتضن الفشل كصديق ( 1 ) !!
خاص بموقع (بوابة الشرق الأوسط الجديدة)
كثيراً ماسمعتم وتسمعون عن قصص النجاح !! لكن هل سبق وأن تطرق إلى سمعكم همسات عن حكايات الفشل المثمر؟؟ هل تعلمون أنّه من دون الفشل لا يوجد نجاحات عظيمة ؟؟!! سوف تتفاجئون الآن عندما تعلمون أن للفشل فوائده !!
قال سام أرفين ” الهزيمة مثلها مثل النصر كلاهما مفيد فهما يحركان الروح لتخرج العظمة منها ” !! نعم هذا صحيح !! فلقد طالعت قصص الناجحين وقرأت الكثير عنهم ، فما مررت بأحد إلا وقد فشل عدة مرات قبل بلوغ القمم.
لقد علموا أن الفشل هو جزء أساسي من أي تجربة جديدة ، وتعاملوا معه على هذا الأساس فحققوا النجاحات الباهرة.
هل لي أن أتوجّه إليك بسؤال ؟؟..
هل فشلت في متابعة دراسة ما ؟؟ في تجارة معينة ؟؟ في مشروع ؟؟ في علاقات ؟؟ في بلوغ أهداف وتحقيق غايات ؟؟ لا تيأس ولا تقف مكانك !! وليكن في معلومك أن الفشل هو الثمن الطبيعي الذي ندفعه لنيل النجاح.
اخترت لك هذا المثال من بين آلاف الأمثلة لتعاين عن قرب ثمرات الفشل:
لقد تم استثمار ملايين الدولارات وقضاء أوقات طويلة في مشروع نظام تشغيل مشترك بين مايكروسوفت و شركة أي بي أم ، إلا أنّه فشل مئات المرات ، لكنّهم لم يستسلموا ، وأخذوا يجربون طرقاً وبرمجيات أخرى ، فكان من ثمرات الفشل وتحدّيه والإصرار على المتابعة ؛ أنهم اكتشفوا نظام جديد هو Windows NT الذي عوّض خسارتهم الفادحة وحققوا أرباحاً طائلة فيما بعد قدّرت بمليارات الدولارات !! وهذا ما جعل بيل جيتس رئيس مجلس إدارة مايكروسوفت يقول : عندما تواجه اِخفاقات لا تدعها تؤثر فيك سلباً ، فهي تدل على حاجتك إلى التغيير فحاول الاستفادة منها “.
جيتس وغيره من حوّلوا الإخفاقات إلى نجاحات فعّالة كان لديهم نظرة التعلّم من عثرات الفشل، لقد أدركوا أن الفجوة بين الإخفاقات قصيرة المدى والنجاح المطلق هي فجوة تحدي !
والآن …هل ما زلت تخشى الفشل ؟؟
إياك ..!! فالخوف من الفشل يؤدي إلى الشلل ؛ وأقصد هنا الشلل المعنوي ؛ وهوالتوقف الكامل عن المحاولة أوتجربة طرق أخرى وخوض غمار تجارب جديدة. إنّي لا أدعو، بالطبع، إلى تعمّد الفشل لكنّي فقط أنير الطريق أمام يائسين وقوعوا في شراكه وتوقفوا عن المحاولة ، فأقول لهم :
” تذكروا إنكم لا تغرقون إذا سقطتم في الماء لكن تغرقون إذا بقيتم هناك !!
إذن من الآن فصاعداً أنت لم تعد تخشى الفشل، آن الآوان لكي تحتضنه كصديق،وإليك بعض الهدايا التي يمنحك إياها هذا الصديق:
* الفشل يعطيك علامات اِرشادية تدلّك على أنّه ثمّة خطأ ما في طريقك ..إنّه يهمس في أذنك أن .. قف !.. عد ! ، وجرب طريقاً غيره لتصل إلى الطريق الصحيح !!
* الفشل يجعلك تخضع لاختبارات تدفعك نحو نضج أكبر ووعي أكثر ” فالأشياء التي تؤلم تعلّم “.
* يمنحك سماد تغذي به قوة عزيمتك لتنهض من جديد وتعاود المحاولة،مشتعلاً بروح التحدي.
* يعطيك مفاتيح تفتح بها أبواب لاستكشافات جديدة.فما الفشل إلا فرصة لتجربة طريق آخر كما قال هنري فورد.
* عندما تفشل لعدة مرات ثم تقف من جديد فهذا يمنحك قوة مضاعفة تستطيع بها التصدي لكل المخاطر القادمة المحتملة. فلَكَ أن تعلم أن شركة ناسا عندما أرادوا اِختيار موظفين كروّاد فضاء اِستبعدوا هؤلاء الذين لم يفشلوا في حياتهم أبداً ، لأنّ من وجهة نظرهم أنه من فشل عدة مرات ثم صمد وتصدى للفشل هو الوحيد من لديه القوة للصعود إلى القمر وتجاوز جميع المخاطر المفاجئة.
إذن لم يعد الفشل شبحاً يُخيفنا، بل سوف نستثمره ونحوّله إلى نجاح !!
ولكن كيف ؟؟؟ تابعوني في المقال القادم.
*مدربة تنمية بشريّة
https://www.facebook.com/lmatteet