باب الحارة المفتوح دوما
أما آن لباب الحارة أن يغلق في المسلسل الملفق عن حارة لا وجود لها إلا في أذهان تجار المسلسلات التلفزيونية ؟
حين شاهدنا في رمضان منذ ما يقارب التسعة أعوام كما أذكر هذا المسلسل في جزئه الأول بل حتى في الأجزاء الثلاثة الأولى عنه فرحنا بما شاهدناه جميعا من العامة و من المثقفين و لكن ماعسانا نقول الأن و قد تجاوز عدد أجزائه عددا مديدا من السنين كافيا لإفساد حلقاته بالتكرار الممل و تزييف الوقائع التاريخية و تملق الجماهير العادية بالإكثار من أحداث العنف بين الحارات أو في الصدام مع المحتل إضافة إلى النكات السمجة و المتكررة مما يشكل ظاهرة ثقيلة على النفوس فمن هو المسؤول عن تكرارها إلى الآن ؟!
قيل لنا أن مؤلف الحلقات الأخيرة صرح في إعتراف له أن هذا التكرار صار مملا و سخيفا و لكن المنتج مازال راغبا في متابعة المسلسل مادام مطلوبا من الأقنية الفضائية بحجة أن الناس مازالوا يحبون مشاهدته و مفهوم من هذا الأعتراف أن المسلسل مازال يدرّ الأموال على منتجه!.
هذا تبرير غير مقنع بالتأكيد فالأسباب المادية وحدها لا تجيز تكريس التكرار الممل الذي يثبت تهمة الجهل و التخلف على الناس في بلادنا الغارقة حتى اليوم في تخلفها الحضاري و على الأخص في ميادين الإبداع الفكري و الفني كما في الصناعة و الزراعة و غيرها من ميادين التنمية الحضارية منذ ما يزيد على ألف عام من الإنحطاط .
ياحضرات المنتجين و المخرجين و الممثلين في باب الحارة لقد آن الأوان فعلا أن يغلق هذا الباب و على الأخص في تركيزه على المرأة الشامية كمخلوق جاهل متخلف مع أن التاريخ الحقيقي لتلك المرحلة كما أكدته لنا الكاتبة المرحومة ” إلفة الأدلبي ” أن نساء دمشق شاركن فعلا في المظاهرات ضد الإحتلال الأجنبي و كان لبعضهن أدوار هامة في التوعية الوطنية ضد الوجود الأجنبي بشكل مستقل عن الرجال أو بالتعاون الندي معهم فأين هي هذه المرأة المتنورة حضاريا في مسلسل باب الحارة الذي لا يضم سوى النساء داخل بيوتهن للأكل والطبخ و المشادات بين بعضهن أو الغزل مع رجالهن أو المحجبات العابرات في زواريب الحارة !؟
أهذا هو تاريخ دمشق فعلا كما يقدمه مسلسل باب الحارة ؟
ياللأسف المخجل !.. كل شيء عندنا في دمشق القديمة ما يزال خاضعا للتخلف و الجهل و التزييف كما في هذا المسلسل العجيب !.. أما آن لهذا الباب أن يغلق أخيرا؟!..