تحليلات سياسيةسلايد

بعد “حوافز” لحماس.. لماذا تُريد مصر فجأةً “إنقاذ نتنياهو”؟..

حاولت سلسلة اتصالات ضاغطة على قيادات المقاومة الفلسطينية خلال الساعات القليلة الماضية من جهة مسئولين مصريين كبار الدفع باتجاه صفقة بملامح جديدة تنهي تشدد المقاومة في مسالة الوقف الشامل لإطلاق النار مقابل هدنة لسقف زمني طويل نسبيا بالتلازم مع اجراء مباحثات واتصالات مكثفة تلتزم بالتفاوض على وقف شامل لاطلاق النار قبل نهاية فترة الهدنة.

وأبلغت دوائر مصرية جبهة المقاومة الفلسطينية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع المصريين بدوره بصورة وضعه الداخلي في الائتلاف الحاكم.

وطلب نتنياهو حسب معلومات من رام الله من السلطات المصرية تقدير ظروف طاقمه الوزاري  وأبلغ بأنه لا يستطيع الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار لأن ذلك سيؤدي إلى سقوط حكومته فورا.

وطالب نتنياهو مصر بالتدخل لمساعدته في إنجاز الصفقة اعتبرها في اتصالاته عادلة ومنصفة وتتضمن مكافآت مجزية لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس.

ولم يحدد رئيس وزراء الكيان تلك المكافآت لكنه  أبلغ المصريين عبر مبعوثين له أرسلهما الى القاهرة قبل عدة أيام بأنه يستطيع تقديم وعد باتجاهين هما:

أولا: الافراج عن عدد كبير جدا وشخصيات بارزة من الأسرى الفلسطنيين في سجون الكيان وثانيا تمديد فترة هدنة طويلة نسبيا قد تصل الى شهر كامل وإدخال كمية وافرة جدا من المساعدات لأهالي قطاع غزة مقابل الافراج عن جميع من يصفهم بالمختطفين وتسليم جثث المتوفين منهم.

ضغط الجانب المصري من جهته لكي يحصل من نتنياهو على التزام بان تعقد صفقة هدنة لمدة شهر بدعم أمريكي وغربي  وبان  يوافق في الاثناء بعد الاتفاق على الهدنة  وخلال ثلاثة مراحل من اجرائها عمليا بتشكيل وتكليف وفد يجلس في القاهرة وينفاوض على ما اسماه الوسطاء الاسرائيليون بـ” وقف أكثر شمولا لاطلاق النار وانسحابات من العديد من المناطق”.

قدّرت أوساط المخابرات المصرية بأن ما يعرضه نتنياهو حرصا على بقاء حكومته هو فرصة جيدة ولاحظت أوساط فلسطيينية أن الجانب المصري بدأ يتبنى خلال الساعات القليلة الماضية رواية نتنياهو للقيود التي تمنعه من وقف شامل لاطلاق النار.

وما اقترحته الدوائر المصرية هنا خلف الكواليس أن الصفقة جيدة وتحتوي الآثار الإنسانية الكارثية  في القطاع واعتبر المصريون مواصفات العرض الجديد فرصة حقيقية ينبغي اغتنامها على اساس ان سقوط حكومة نتنياهو جراء رفض الصفقة والهدنة مسالة ليست متاحة ولن تحصل وحتى ان حصلت فلن تستفيد المقاومة شيئا والصراع سيمتد مع حكومة مؤقتة جديدة وبالتالي اعتبر الجانب المصري تلك الصفقة فرصة ومغرية.

وانتقلت الخطوات المصرية خلال اليومين الماضيين من مستوى النصح والإرشاد والتوسط الى مستوى الضغط على المقاومة مع تقديم خدمات اضافية معروضة أهمها ان تتولى مصر استصدار غطاء أمريكي كبير لادخال كل احتياجات اهل القطاع خلال فترة شهر واحد وان تلتزم مصر ثانيا بإجبار نتنياهو على التفاوض الدائم خلال فترة الهدنة على فكرة ومقترحات وقف شامل لاطلاق النار.

وما اقترحته القاهرة بالتفصيل هنا  ان نتنياهو يظهر مرونة تجاه التوقف عن اعتبار تقويض حركة حماس وانهاء المقاومة هدفا علنيا.

المقاومة وجدت نفسها ازاء هذه المقترحات تحت الضغط مجددا ما بدا لافتا للنظر ان دولة قطر لم تشترك في الاشتباك لصالح عرض نتنياهو الذي تبناه الوسيط المصري، وهو الأمر الذي دفع المقاومة على الأرجح لتأكيد انها ليست بصدرر قبول  اي صفقة هدنة جديدة بدون الشرط الاول والاساسي وهو الوقف الشامل لإطلاق النار وانسحاب كل القوات الاسرائيلية الى حدود ما قبل 7 اكتوبر.

الطاقم السياسي في حركة حماس اعتبر العرض المصري اقرب الى سيناريو لانقاذ حكومة نتنياهو ومنعها من السقوط وإنزالها عن الشجرة وتحديدا في الفترة التي تبرز فيها خلافات حادة داخل حزب الليكود ويتحرك فيها ايضا الشارع الاسرائيلي بصخب لإقالة الحكومة والاطاحة بها.

المقاومة وجدت انها ليست معنية بحل مشكلة نتنياهو وان قدرتها على استقبال المواجهة قائمة لكن الحوار حول هذه التفاصيل يشعل الأجواء والمناخات والضغوط والتداخلات خلف ستائر الاتصالات.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى