تحليلات سياسيةسلايد

بعد فشل جولة القاهرة.. حركة حماس “غاضبة” من الوسطاء بسبب “فخ” نتنياهو وبايدن ودول جديدة تعرض وساطتها..

نادر الصفدي

بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي عُقدت أمس الأحد في العاصمة المصرية القاهرة، في التوصل لأي اتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة، بدأت حركة “حماس” تتجه إلى تغيير استراتيجيتها في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي الذي يُعطل أي صفقة ويضع العقبات أمام أي اتفاق.

 

وقد تتجه حركة “حماس” وفق المعلومات المتوفرة لـ “رأي اليوم”، إلى إغلاق باب التفاوض بشكل كامل مع إسرائيل، في ظل المماطلة التي تُمارس بهذا الملف منذ أشهر طويلة، ومواصلة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، نصب الفخاخ واللعب بالألفاظ والجمل لتعطيل أي توافق.

وتعلم “حماس” جيدًا أن كافة المبادرات أو الأوراق التي تُطرح وخاصة من الطرف الأمريكي، تصب مجملها في صالح إسرائيل المتمسكة بإطالة أمد الحرب على سكان غزة حتى الرمق الأخير، لكنها حاولت أن تعطي مرونة كافية دون تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها منذ اليوم من إعلان الحرب.

وتشعر حركة “حماس” بحالة من “الغضب” من الوسيطين المصري والقطري على وجه الخصوص، بسبب دورهما الرئيسي في إقناع الحركة بالتجاوب مع المبادرات والأوراق التي تقدم من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، وجميعها يتم التلاعب بها ووضع شروط وعقبات جديدة تصب في صالح إطالة عمر الحرب التماشي مع نتنياهو ومخططاته.

والآن باتت “حماس” مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأن أمل التوصل لاتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق النار بغزة “بعيد المنال”، وان دخولها بخيارات أخرى أكثر صرامة في التعامل مع ملف المفاوضات قد يجبر نتنياهو في النهاية على الاستسلام والتنازل عن الشروط الجديدة التي وضعتها ونسفت مفاوضات القاهرة الأخيرة.

ومن ضمن الخيارات كذلك المتاحة أمام حركة “حماس”، إدخال وساطات جديدة بملف المفاوضات خاصة أن عدة دول عرضت وساطتها على رأسها الإمارات وسلطنة عمان وتركيا وحتى روسيا، وهو ما يشكل قوة ضغط جديدة على إسرائيل للتعامل بإيجابية مع الملف الشائك والمعقد، والذي فشلت مصر وقطر بإحراز أي تقدم فيه خلال الشهور الماضية.

وأمس الاحد، انتهت جولة المفاوضات في القاهرة دون تحقيق أي تقدم، وأشار مسؤول إسرائيلي كبير إلى أنه على الرغم من أن المحادثات كانت إيجابية، إلا أن الخلافات لا تزال قائمة.

وعاد فريق المفاوضات الإسرائيلي المكون من رئيس الموساد ديفيد بارنياع ورئيس الشاباك رونين بار ومسؤول ملف الأسرى نيتسان ألون إلى إسرائيل من القاهرة، وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن فرق عمل من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر و”حماس” ظلت في القاهرة لمواصلة المحادثات والعمل على تضييق الفجوات وإغلاق مختلف القضايا التي لا تزال مفتوحة في الخطوط العريضة لصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي لموقع “والا” العبري: “لا يزال هناك طريق يجب قطعه قبل التوصل إلى اتفاق”.

ومن جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق إن وفد الحركة غادر القاهرة أيضا يوم الأحد، بعد يومين من المحادثات مع وسطاء من مصر وقطر.

وأشار عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” إلى أن أعضاء وفد الحركة طلبوا من الوسطاء الضغط على إسرائيل، وشددوا على أن “حماس” تطالب بأن يكون هناك انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة، ووقف دائم لإطلاق النار، وحرية التنقل للسكان الفلسطينيين من وإلى شمال القطاع، وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار ثم صفقة تبادل أسرى.

وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر الوجود الإسرائيلي في ما يسمى بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، وهو شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.

وقال مصدر مصري إن الوسطاء طرحوا عددا من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يمر عبر وسط قطاع غزة، لكن الطرفين لم يقبلا أي منها.

وأضافت المصادر أن إسرائيل أبدت أيضا تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم حيث طالبت إسرائيل بخروجهم من غزة إذا تم الإفراج عنهم.

وقالت حماس إن إسرائيل تراجعت عن التزامها بسحب قواتها من هذا المحور ووضعت شروطا جديدة أخرى منها فحص الفلسطينيين النازحين في أثناء عودتهم إلى شمال القطاع الأكثر اكتظاظا بالسكان عندما يبدأ وقف إطلاق النار.

وأمام هذه التطورات يبقى التساؤلات مطروحة..

هل دور الوساطة إطالة عمر الحرب؟ ومن الوسيط الجديد القادر على الضغط على نتنياهو؟ ومتى ستنتهي حرب غزة وبأي ثمن؟

صحيفة راي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى