بوتين يمهل مشتري الغاز الروسي ‘غير الأصدقاء’ يوما للدفع بالروبل
أمهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس من وصفها بالدول غير الصديقة والتي تشمل دول الاتحاد الأوروبي حتى الأول من ابريل/نيسان لفتح حسابات بالروبل لدفع ثمن الغاز الروسي.
وكان وزراء الطاقة في مجموعة السبع قد أعلنوا قبل أيام رفضهم الدفع بالروبل مقابل الغاز من روسيا، بينما لا تملك تلك الدول ودول الاتحاد الأوروبي بدائل للاستغناء عن إمدادات الطاقة الروسية، معتبرين أن القرار الروسي مخالف لبنود الاتفاقيات الموقعة بين الأطراف المعنية.
وقال بوتين في تصريحات متلفزة “عليهم فتح حسابات بالروبل في مصارف روسية. ستُسدد المدفوعات من هذه الحسابات مقابل عمليات تسليم الغاز اعتبارا من يوم غد، الأول من أبريل”، مضيفا أن التخلف عن الدفع سيؤدي إلى “إيقاف العقود القائمة”.
وكان بوتين قد وجه قبل أيام الحكومة الروسية ووزارة الطاقة بجعل مدفوعات مشتري الغاز الروسي من الدول “غير الصديقة” بالروبل وأمهلهما أياما للانتهاء من هذا الأمر، في قرار جاء لدعم العملة المحلية التي تراجعت بشكل حاد في ظل العقوبات الغربية ومنها عقوبات تشمل القطاع المصرفي.
ويقول محللون إن قرار الدفع بالروبل من شأنه أن يحقق الاستقلالية المالية لروسيا وهو هدف تعمل عليه موسكو منذ سنوات وانخرطت فيه الصين التي تلعب دورا مهما في كسر الهيمنة المالية الأميركية والأوروبية وتعزيز دور العملتين المحليتين الروبل الروسي واليوان الصيني.
ولم يستبعد الرئيس الروسي أن تحاول الدول الغربية إيجاد أسس جديدة لمعاقبة بلاده، مضيفا أن روسيا يجب أن تهدف إلى الاحتفاظ بالوظائف وإيجاد أخرى جديدة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الولايات المتحدة تستفيد من الاضطرابات العالمية.
وتتحسب عدة دول أوروبية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط إلى سيناريو قطع الروس لإمدادات الغاز عن أوروبا وهو ما سيدفع أسعار الغاز إلى مستويات قياسية ومفزعة.
وتستورد الدول الأوروبية 40 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة من روسيا بينما تعد ألمانيا من أكبر مشتري الغاز من موسكو بنسبة تصل إلى 45 بالمئة.
وانقطاع إمدادات الغاز الروسي ستسبب مشكلات كبيرة للاقتصادات الأوروبية في ظل غياب بدائل، بينما يطالب الأوروبيون الولايات المتحدة بضمانات تدفق الغاز الأميركي لدولهم حتى الشتاء القادم وهو أمر يبدو صعبا ومكلفا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس الخميس إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده راجعت عقودها مع روسيا بشأن واردات الغاز وستواصل الدفع باليورو وأحيانا بالدولار، مضيفا في مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي كارل نيهامر أن ألمانيا تأمل في أن تتخلى عن واردات النفط والفحم الروسية هذا العام، لكن الأمر سيستغرق وقتا أطول لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
وتابع أنه يجب سد الثغرات الموجودة في العقوبات المفروضة على موسكو بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا لمواصلة الضغط على بوتين.
وأعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير من برلين أن فرنسا وألمانيا “تستعدّان” لاحتمال توقف روسيا عن تسليم الغاز، في وقت تطلب فيه موسكو دفع ثمن الغاز بالروبل اعتبارا من الأول من أبريل/نيسان، وهو ما يرفضه الأوروبيون.
وقال لومير في مؤتمر صحافي مع وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك “من الممكن أن يستجدّ وضع غدا لن يعد هناك فيه غاز روسي، في ظروف خاصة جدا. علينا الاستعداد لهذه السيناريوهات، ونحن نستعدّ لها”.
وتراجع اليورو الخميس وسط أجواء ترقب مرتبطة بتطورات الوضع في أوكرانيا والتقدم المحدود في محادثات السلام، في حين هوت الكرونة النرويجية مع انخفاض أسعار النفط بشدة وبعدما قرر البنك المركزي شراء عملة صعبة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تستعد لهجمات روسية جديدة، في حين من المقرر استئناف محادثات السلام غدا الجمعة.
وانخفض اليورو 0.5 بالمئة مسجلا 1.1105 مقابل الدولار بعد بلوغ أعلى مستوى منذ الأول من مارس/آذار عند 1.1184 دولار في وقت سابق من الجلسة.
وصعد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 0.3 بالمئة إلى 98.150. وهبط الروبل 8 بالمئة مقابل الدولار ليسجل 81.82 روبل للدولار.
ويركز المستثمرون على الخطوات المقبلة للبنك المركزي الأوروبي بعد بيانات تضخم قوية. وتراجعت الكرونة النرويجية 1.6 بالمئة مقابل اليورو مسجلة أدنى مستوياتها منذ 18 مارس/آذار حين بلغت 9.7162 كرونة لليورو ونزلت 2.1 بالمئة مقابل الدولار إلى 8.7485 كرونة.
وبالنسبة للعملات الأخرى المرتبطة بالسلع الأولية تراجع الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي بنحو 0.4 بالمئة. وانخفضت الكرونة السويدية مقابل اليورو على نحو طفيف لتتراجع قليلا عن أعلى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني حين بلغت 10.3059، وهو مستوى سجلته الأربعاء، مع إعلان البنك المركزي أنه سيشدد السياسة النقدية هذا العام.