ادمان العصر …!!
ادمان العصر …!! بعد أن شعرت بفشل المحاولة معزية نفسي بشرفها.. لجأت إلى محرك البحث الافتراضي ، طالبة حلاً لمشكلة الادمان على الأجهزة الألكترونية والعوالم الافتراضية ،التي بات ولدي أقرب إلى إدمانها وهم في أعمار صغيرة ، ما أطلقت عليه (تعلق شبه مرضي) بالتكنولوجيا التي فتحت لهم أبواب تسلية وتلهاية كبيرة قد تستغرق يوماً بطوله، وفتحت لي باب القلق والخوف على طفولتهم المطبوخة على نار قوية، قد تسبب احتراق هذه المرحلة وانتقالهم بسرعة إلى مرحلة النضج غير الملائم لسنين عمرهم الصغيرة، فينتقلون من عالم البراءة واللعب والمرح ويبلغون عالم الكبار قبل الأوان .. عالم يفتقدون فيه إلى ألعابهم الحسية وأفكارهم الابداعية ،وتخيلاتهم الفكاهية ..
فكرت للحظات ماذا أفعل لأحمي طفولتهم من غزو الانترنت الهمجي والأرعن غير المراعي لحساسيتهم ، والمعتمد على نهم عقولهم للمعرفة والاستكشاف والمعرفة ..
فمهما حاول الأهل وضع ضوابط وقتية وفكرية .. يبقى هذا العالم مفتوحاً على مصراعيه ، تتسلل المعلومة من حيث لا يدري الأهل وتبقى كتابة بضع كلمات كافية للوصول إلى أكثر المعلومات خطورة وحساسية على استيعابهم ..
فاليوم لم يعد يهمنا كيف تصل المعلومة ..فمن السهل جداً الحصول عليها .. ولكن أصبح الأهم كيف نحميهم من هذه المعلومات المباشرة والفجة والمشوهة أحياناً ..؟؟
وكيف نصححها بطريقة لا تزيد استياءهم أو نفورهم .. ؟؟
في خضم بحثي، وجدت العديد من المعلومات والتعليمات التي تقول كيف نسيطر على ولعهم بهذا العالم الالكتروني من خلال تحديد ساعات اللعب والاتصال ومراقبة المواقع والألعاب التي يمارسونها .. ومنحهم خيار اللعب بالهواء الطلق ومع الأصدقاء، وانخراطهم بجلسات عائلية وأسرية .. ليعود إلى ذاكرتي كم كانت طفولتنا جميلة حين كنا نلعب بالحارة مع أولاد الحي، ونتبارى بالدحل والركض والدراجات الهوائية ، وكم كنا نقضي وقتاً بالقراءة والمطالعة بانتظار ساعة واحدة من المسلسلات الكرتونية التي تحمل في صورها المتحركة وشخصياتها المحببة فكراً انسانياً راقياً ،تسيل له دموعنا وتتحرك مشاعرنا .. ومعلومات تناسب عمرنا وتفتح باباً واسعاً لخيالاتنا … واليوم يقبع أطفالنا ضحايا مسلسلات كرتونية مشوهة الشخصيات، منحرفة الفكر تقوم على القتل والضرب والعنف ، من خلال قنوات مفتوحة ٢٤ ساعة متواصلة لبث أفكار مشوهة .. أو خلف شاشات الكمبيوتر والبلاي ستيشن وإلى ما هنالك من اختراعات حديثة يدمن عليها الطفل ويفرح الأهل بملئ وقت أولادهم حتى الثمالة .. ثم بعد فترة تبدأ الشكوى من حالات الغضب والعنف التي يعاني منها الطفل ، ويبدأ نعي ادمانهم على الالكترونيات ..!!
ادمان العصر
لايمكننا إنكار تطور التكنولوجيا وتغير العصر وضرورة الاستفادة منه في التعلم والاكتشاف .. ولكن يبقى على الأهل واجب الانتباه على شراء الألعاب التي تنمي عند الطفل ثقافة اللاعنف وحب التعلم .. ومراقبة الأفلام التي يحضرها الطفل مراعين الفكرة والهدف والصورة الجميلة .. إضافة إلى مراقبة المواقع الالكترونية التي يرتادها الأطفال، وعدم السماح لهم بقضاء وقت طويل عليها على حساب درسهم وعلاقاتهم الاجتماعية التي تكون شخصياتهم وتنمي حسهم الانساني .. خاصة في عصر الفوضى والفلتان الأخلاقي الذي نعيشه اليوم بكل المقاييس … وهم من أكثر المتضررين نفسياً وعقلياً .. لأن الحدث عار أمامهم عن أي ستر أخلاقي وانساني … والعنف مستباح .. والاجرام مبرر ..
أحببت أن أشارككم معاناتي واستنتاجاتي .. لأنني اكتشفت أنها مشكلة و ادمان العصر وليست مشكلة فردية.. وأننا بحاجة إلى الانتباه عليها ومعالجتها قبل أن تقضي علينا .. لنستفيد من التكنولوجيا لخير ومصلحة أطفالنا لا لنشوه طفولتهم ..
23.04.2014