بين قوسينكتاب الموقع

الإنكار ….. !!!

الإنكار التغيير حتمية الحياة تمر به البلدان والمجتمعات والأفراد بشكل دوري، فيأتي إما نتيجة طبيعية للتطور الانساني أو نتيجةتمرد الانسان على واقع لم يعد ينسجم مع طموحه ومتطلباته العصرية … إنه نزعة الانسان والكائنات الحية للتأقلم والتطور والتحديث …
وما نقول عنه إرادة الشعوب وإصرارها بصنع التغيير .. وطريقة تعامل الأنظمة الحاكمة مع رغبة شعبها بالتغيير، هو ما يحدد شكل هذه القوة لتكون إما مدمرة هدامة أو ابداعية وخلاقة وبناءة ..
فكلما تعاملت الأنظمة مع رغبة شعوبها بالتطور والتغيير بإيجابية، واستوعبت هذه الحاجة بشكل  واعٍ ومنفتح ناضج .. كلما استفادت من هذه القوة في الاعمار والبناء والتطوير .. وكلما قاومت هذه الأنظمة إرادة شعبها .. وصدتها وقمعتها كلما تراكمت هذه القوة لتتحول الى رد فعل عنيف تنعكس آثاره سلباً على البلد ليتحول الى قوة هدامة مدمرة.
هذا الواقع، الذي ما زالت تنكره أنظمة الاستبداد المتنوعة الأشكال والألوان، يؤكده واقع حياة هذه المجتمعات الانسانية وتاريخ الشعوب.. وما التحرر من هذه الأنظمة إلا الخطوة الأولى نحو استثمار هذه القوة لبناء مجتمع ديمقراطي حر، وتسخير طاقاته في عملية إعادة الهيكلة والاعمار بما يتماشى مع طموحات هذا الشعب وقدراته. وما يحصل اليوم في بلدان الربيع العربي ما هو إلا دليل صارخ على قوة الشعوب وقدرتها على التغيير .. وما مقاومة أنظمة الحكم لهذه الرغبة الشعبية، إلا أكبر دليل على قصر نظر سياسة هذه الحكومات التي لا ترى أبعد من كرسي الحكم، والتي لا تدرك أن مقاومتها لرغبة الشعب وقمعها له باستخدام أساليب العنف والتخويف والترهيب ، لا تكبح الشعب ولا تلجم قوته ورغبته بالتغيير، إنما تحرفها عن مسارها الطبيعي، من حيث تدري أو لا تدري، فقط لتصبح قوة مدمرة مهدمة تقتلع الأخضر واليابس وتساهم بتدمير البلد .. وليتحول حق الشعب بالتغيير الى حرب بقاء  .. بين نظام حاكم يرفض هذا الحق وشعب يملك الحق.. مما يبيح استخدام كل أساليب الحرب القذرة من سلاح مدمر الى تحريض
النزعات الطائفية .. إلى إعلان الجهاد …. إلى الاستعانة بقوى خارجية لمدها بالدعم والسلاح … ليتحول البلد الى ساحة صراع وحرب .. وليتحول الضحية الى جلاد .. ولتصبح الضحية الوحيدة هي الشعب والبلد.
فالأنظمة القمعية لا تستطيع أن تستوعب حقوق الشعب وكرامته .. ولا تقبل أن تعترف بالتغيير إلا من خلالها وعن طريقها ..  لتبقى غصة السؤال في حلقنا: لم لا تستطيع هذه الأنظمة أن تكون جزءاً من عملية التغيير الحتمي و شريكة فيه بدل رفضه وانكاره ومقاومته .. ؟؟؟ فتوصل البلد الى مرحلة تدميرية كارثية .. و تزرع كما” مخيفاً من الأحقاد وروح الانتقام لتورثها لأجيال وأجيال  … لا تترك إلا بقايا وطن .. وركام انسان يحتاج إعادة بنائه سنوات وسنوات لينهض من جديد …
ومع ذلك فمهما طال الزمن .. وتطاولت الصراعات وتأزمت الحروب الداخلية  مع أنظمة حاولت كبح جماح شعبها إلا أن الشعب اذا أراد الحياة يوماً، فلا بد أن يستجيب القدر.

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى