بين قوسينكتاب الموقع

الحرب النفسية … !!

الحرب النفسية … ليس بالرصاص والدبابات والصواريخ  وحدها تشعل حرباً ضروساً .. إنما بالكلمة ..!!!!
عندما تبدأ مصانع الفكر، ومعامل الكلمة بتوجيه كل طاقاتها لإشعال فتيل حرب ما .. فإنها تنجح دون تردد وتدمر بلداناً وأوطاناً ومجتمعات بأكملها .. إنها معامل تنتج أقوى سلاح عرفه التاريخ. هو سلاح الكلمة والصوت والصورة والشائعة .. معمل ترصد له مبالغ طائلة، لإنتاج أفكار ودعايات وأفلام، تجذب المشاهد وتسرق انتباهه ليتبناها رويداً رويداً، ويتقمص أفكارها . فتتحول هذه الأفلام والأفكار والمشاهد الى واقع تجهز له الأطراف القوة العسكرية والحربية اللازمة لبدء الصراع المسلح، والذي يعتمد كذلك في استمراريته على الحرب النفسية ..

الحرب النفسية ..هي فن حربي له مختصين وممولين ومحركين ..

وهي أحد أهم وأبرز الوسائل التي يعتمد عليها صناع الحروب لإشعال وإذكاء وإطالة أمد الحرب معتمدين على ركائز رئيسية وهي:

1-  تحطيم قيم وأخلاقيات الشعب الذي توجه إليه الحرب النفسية .. وضعضعة ثقته بالآخر وبحكومته.
2-  إرباك نظرته السياسية وقتل كافة معتقداته ومثله التي يؤمن بها، وخاصة المنظومة الأخلاقية ومنظومة العقد الاجتماعي والعيش المشترك الذي يعتمده دستور الدولة .
3- اللعب على وتر الطائفية أو العرقية أو القومية .
4- اللعب على التناقضات الفكرية بين الشعارات والتطبيق العملي .
5- بث الشائعات وفبركتها .
6- إجراء عملية غسل دماغ غير مباشرة بتكرار الصور والمشاهد والأفكار العدائية .
7- زيادة شقة الخلاف بين الحكومات وشعبها .
8- غرس بذور الفرقة بين أبناء الشعب الواحد باللعب على أوتار الاختلاف .

ويتم تسخير كل وسائل الاعلام الصوتي والمرئي والمسموع ، والتواصل والاتصال ، للعمل على شن حرب نفسية تهدف إلى تمزيق الروح المعنوية للطرف المستهدف ، وإضعاف عزيمته ، وبث الشائعات حول قوة الطرف الآخر، والانتصارات التي يحققها وإن كانت انتصارات وهمية ، فقط ولمجرد اللعب على نفسية العدو وإضعافها وإرباكها …
وتعتبر هذه الوسيلة من أنجح الوسائل لكسب المعركة .. وأكثرها أذية لأنها تلعب على المتناقضات والاختلافات العاطفية  ، فتبرر الأحقاد وتضخمها ، وتجمل نفسها على حساب تجريد الخصم من إنسانيته ، لتشتد الأحقاد وتتعمق الشروخات لتضمن استمرار الحرب .. إلى أن تصل الى مرادها ..!!
هذه  هي الحرب النفسية بشكل عام، وسندخل بتفاصيل عواملها ووسائلها وطرائقها أكثر في المقال القادم …

24.10.2013

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى