تحليلات سياسيةسلايد

تحذير أممي من تكريس الانقسام السياسي لتعطيل مبادرات إنهاء ازمة ليبيا

يستعد مجلسي النواب والدولة في ليبيا لحضور اجتماع تشاوري تحتضنه القاهرة من 22 الى 25 فبراير/شباط الجاري، بدعوة من البرلمان المصري، فيما تواصل لجنة العشرين الاستشارية التي شكلتها البعثة الأممية في ليبيا برعاية القائمة بأعمالها ستيفاني خوري، اجتماعاتها في طرابلس من أجل حل الأزمة في البلاد، يأتي ذلك في ظل تحذيرات من محاولات تكريس الانقسامات السياسية في التعامل مع المبادرات لإنهاء الجمود السياسي واجراء انتخابات وطنية شاملة.

وأثارت المبادرة الاستشارية التي تعمل على وضع مقترحات لتذليل الصعوبات في القوانين الانتخابية في ليبيا انقسامات حولها داخل مجلس الأمن الدولي، فيما دعت الهيئة الأممية أعضاء المجلس لتيسير مهمة الممثلة الخاصة المعينة حديثا هانا تيتيه لاستكمال جهود حل الأزمة ودعم الليبيين لتوحيد مؤسسات الدولة.

وقال مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن خوري تنتهج “أساليب عمل غريبة يرفضها الليبيون، منها إنشاء اللجنة الاستشارية دون موافقة الشعب الليبي أو مجلس الأمن، داعيا إلى تصحيح هذا الخلل وإحياء جهود وساطة الأمم المتحدة عبر المبعوثة الأممية الجديدة، ما يعكس الموقف الروسي غير المتفائل بانفراج قريب للوضع الليبي.

كما حذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو من استمرار هذه الانقسامات للسيطرة على مؤسسات الدولة والتي تعيق التقدم في المصالحة الوطنية، مشيرة إلى النزاع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة الذي بات غير قادر على الوفاء بدوره المؤسسي.

وفي فصل جديد من فصول الانقسام داخل مجلس الدولة، تسابق المتنازعان على رئاسة المجلس محمد تكالة وخالد المشري في الإعلان عن إرسال وفود للمشاركة في المحادثات المرتقبة مع البرلمان المصري في القاهرة لبحث حل للأزمة السياسية الليبية، ما يشير الى أن المؤسسة أصبحت بـ”رأسين”، وفق محللين وهو ما عزز رؤية المجتمع الدولي بعدم توفر إرادة الفرقاء الليبيين في التوصل إلى حل.

ويرى مراقبون أن الدعوة المصرية لمجلسي النواب والدولة التي يبدو أنها تسعى الى تقريب وجهات النظر بين المجلسين، إلا أن تزامنها مع حراك البعثة الأممية في مبادرتها السياسية القائمة قد يثير أسئلة حول موقف القاهرة منها.

وكان المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند قد استبق وصول تيتيه إلى طرابلس وجلسة الإحاطة في مجلس الأمن، بعقد سلسلة لقاءات مع كل من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة.

وحسب منشور على حسابه على منصة اكس، أكد نورلاند خلال لقائه عقيلة أهمية التوصل إلى اتفاق الأطراف الليبية على ميزانية موحدة، وتحقيق تقدم في المفاوضات الشاملة لتشكيل حكومة واحدة قادرة على إجراء الانتخابات، حسب تدوينة على حساب السفارة الأميركية.

ووصلت رئيسة البعثة الأممية في ليبيا هنا تيتيه الخميس الى طرابلس لاستلام مهامها رسميا بعد نحو شهر من تعيينها، متعهدة بالعمل مع الفاعلين الإقليميين والدوليين لمساعدة البلد المضطرب سياسيا.

وحسب بيان البعثة عبر موقعها الالكتروني، قالت تيتيه “سوف أتولى قيادة جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة بالبناء على العمل الذي قام به أسلافي وزملائي في البعثة”، موضحة أنها ستواصل “إيجاد السبيل نحو حل يقوده الليبيون ويملكون زمامه، ولن يتحقق هذا دون العمل بشكل فاعل مع جميع المواطنين”.

 

 

ميدل إيست أون  لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى