تراجع أسعار النفط بفعل مخاوف الطلب وارتفاع الدولار
تراجعت أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ خلال تعاملات الجمعة، وسط قلق متزايد بشأن مستقبل الطلب العالمي على الخام، خاصة من الصين التي تُعد أكبر مستورد للنفط. وأظهرت بيانات السوق أن خام برنت هبط إلى مستوى 72.47 دولارًا للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 68.99 دولارًا للبرميل، ليقترب بذلك كلا الخامين من تسجيل خسائر أسبوعية بنسبة 3%.
تشير التوقعات الصادرة عن شركة “سينوبك” الصينية، إحدى أكبر شركات التكرير في العالم، إلى أن واردات النفط الصينية قد تصل إلى ذروتها بحلول عام 2025، في حين من المتوقع أن يبلغ استهلاك النفط في البلاد ذروته عام 2027، مع تراجع الطلب على الديزل والبنزين نتيجة التحول نحو الطاقة النظيفة وتعزيز كفاءة استهلاك الوقود.
وأوضح إمريل جميل، المحلل الاقتصادي في مجموعة بورصات لندن، أن الأسواق النفطية تشهد حالة من الاستقرار الهش وسط توقعات غير مؤكدة بشأن نمو الطلب العالمي، خاصة مع قرب نهاية العام. وأضاف أن منظمة أوبك+ ستحتاج إلى تبني إجراءات أكثر حزمًا لضبط الإمدادات وتهدئة التقلبات في السوق. وأشار إلى أن المنظمة خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي للشهر الخامس على التوالي، ما يعكس تصاعد التحديات التي تواجهها.
علاوة على ذلك، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا لأعلى مستوى له منذ عامين، مما ألقى بثقله على أسعار النفط. إذ يؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة شراء النفط للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يقلل من جاذبية السوق. كما أن السياسة الحذرة التي يتبناها الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع الطلب على الخام.
من جهة أخرى، توقع بنك جي.بي. مورجان أن سوق النفط العالمي سيحقق فائضًا قدره 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2025، مع زيادة الإنتاج من خارج تحالف أوبك+ بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا خلال نفس الفترة. كما أشار البنك إلى أن مستويات إنتاج أوبك قد تظل ثابتة في ظل هذه التغيرات.
وفي تطور قد يؤثر على المعروض العالمي، أفادت تقارير صادرة عن بلومبرغ أن مجموعة السبع تدرس فرض قيود جديدة على أسعار النفط الروسي، إما من خلال تقليص سقف الأسعار أو تطبيق حظر شامل. هذه الخطوة، إذا تمت، قد تزيد من الضغوط على الإمدادات العالمية وتساهم في تقلبات إضافية بأسواق الطاقة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية
