تركيا بين الرسائل السياسية و الترسبات القومية ..أحداث السوريين في أنقرة
الأحداث التي عاشها السوريون في أنقرة في الأسبوع الماضي كانت خطيرة للغاية ومثيرة في نفس الوقت يمكن أن تنقذ حزب العدالة من الضعف الذي يمر به أو ترمي بالحزب إلى الهاوية!!!! السؤال الذي يطرح نفسه ما حدث في أنقرة هل هي حادثة بزغت عن ترسبات قومية تركية ضد التواجد الأجنبي في تركيا؟ أم هي أحداث مفتعلة لأهداف سياسية؟ الحكم على ما حدث صعب للغاية ولا يمكن التكهن بالأسباب والنتائج! حيث تم تكسير نوافذ محلات ومنازل السوريين في أنقرة وحرق بعض سيارتهم وغيرها من أعمال العنف ضد السوريين.
كيف بدأت الأحداث؟ .
خلافات بين مجموعة سورية وأخرى تركية كلاهما يتاجر في المخدرات!! تحول الخلاف إلى عراك نتج عن مقتل تركي. ونشبت مظاهرات ضد مقتل التركي من قبل سوري في وسط العاصمة أنقرة. والدعوة للمظاهرات صدرت عن التشكيل السياسي الذي يدعى “اولكو اوجاقلاري” والذي يعني موطن الذئاب أي موطن الأتراك المقرب إلى حزب الحركة القومية بقيادة دولت بهتشالي، المناصر للحكومة!!! واشترك في المظاهرات مناصرون لحزب الإيي بقيادة مرال أكشنار المعارض للحكومة!!! والقاسم المشترك للحزبين هو النداء للقومية التركية. هل هذا بداية استقطاب لمرال أكشنار إلى اتفاق الجمهور؟ أم انسحاب دولت بهشتالي من الاتفاق؟؟؟
جميع التحليلات السياسة استغربت من تصرفات الشرطة التركية، حيث افاد العديد من الصحفيين أن الشرطة التركية كان باستطاعتها اخماد ما حدث خلال ساعات، ولكنها تأنت وتصرفت بشكل ناعم حتى أخر لحظة.
انتشر فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر به صوت يقول هذا المنزل للسوريين على مسمع الشرطة ولم تتحرك أي قوة أمنية!!!! تم القبض على أكثر من سبعين متهما في هذه الاحداث أكثر من نصفهم لديهم سوابق متعددة.
كما هو معروف أن قوات الأمن تتبع إلى وزير الداخلية سليمان صويلو رغم أنه أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية إلا أن حزب الحركة القومية بقيادة دولت بهاتشلي يدافع عنه أكثر من أعضاء الحزب، هل هي رسالة إلى أردوغان بأن وزير الداخلية حصن منيع!!!
أحداث محطة القطار في أنقرة في عام 2015 التي تسببت بوفاة 109 مواطن وإصابة أكثر من 500 مواطن أخر، حتى يومنا الحاضر لم تضح الصورة بشكل كامل بما يخص هذه العملية.
هل حكومة حزب العدالة قامت بها أم ركب الحزب الموجة واستفاد منها؟.
كما هو معروف بأن أول خسارة تكبدها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات هي انتخابات حزيران 2015 وقام الرئيس رجب أردوغان بإعادة الانتخابات في شهر تشرين الثاني، حادث محطة قطار أنقرة حصل في شهر تشرين الأول من نفس العام!!! واستغل حزب العدالة الاستقرار السياسي والأمني نتج عن فوز حزب العدالة في الانتخابات المكررة في تشرين الثاني من نفس العام!!!! هل سيستطيع حزب العدالة والتنمية استغلال هذه الاحداث بحجة الاستقرار السياسي والأمني في انتخابات مبكرة في العام المقبل؟ ..هل أرسل الرئيس أردوغان الرسالة إلى الشعب التركي من أجل الحصول على دعم سياسي للحزب؟؟؟؟
بغض النظر هل ما حدث كان رسالة إلى الرئيس أو رسالة له أو صدفة جميع المؤشرات تشير بأن تركيا على حافة الهاوية!! لذلك يجب على الساسة الأتراك التنازل عن المصالح الشخصية والحزبية والتركيز على مصالح تركيا، لا فائدة من مواطن بدون وطن.