تصحيح النظر بالليزر
الأخطار المستقبلية للجراحة غير معروفة وواحد من كل عشرة مرضي تفشل جراحتهم البداية كانت من بريطانيا عندما فجر المشرف العام علي العيادات العامة في بريطانيا مفاجأة من العيار الثقيل عندما أصدر تعليمات تقضي بالكف عن اجراء عمليات تصحيح النظر بواسطة الليزر بسبب وجود شكوك حول التأثيرات لمثل هذه العمليات.
جاءت تعليمات المشرف الحكومي علي العيادات في بريطانيا وتحذيراته بالكف عن اجراء ذلك النوع من العمليات كنتيجة ورد فعل لدراسة جديدة أثارت ضجة هائلة في العالم وأثارت الشكوك حول التأثيرات بعيدة المدى التي يمكن ان تنجم عن مثل هذه العمليات. وحسب تقديرات الدراسة خضع نحو 100 شخص في بريطانيا لعمليات تصحيح النظر بواسطة الليزر وتدعي المراكز والعيادات الخاصة التي تجري مثل هذه العمليات انه لا يوجد ضرر يمكن ان تحدثه هذه العمليات علي المدي البعيد لكن تقرير المشرف العام علي عكس ذلك حيث يحدد تقريره بصورة صريحة ان هناك شكوكا تحوم حول مدى سلامة عمليات الليزر على المدى البعيد وانه لم تتوافر حتي الآن معطيات يمكن ان تحدد غير ذلك بشكل قاطع.
ويشير التقرير ايضا الي ان عمليات الليزر يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف في النظر بدرجة خفيفة حتي متوسطة إلا انه لا يمكن الاثبات انه يمكن الحصول علي نتائج مؤكدة حول نجاح تلك العمليات في تحسين النظر وإن كان بالامكان اثبات العكس. الضجة الهائلة التي أحدثها تقرير المشرف علي العيادات العامة في بريطانيا القت بظلالها علي المنظمات والهيئات الطبية في العالم وأثارت اهتمام الملايين ممن قاموا باجراء هذا النوع من العمليات فمن جانبها اعلنت منظمة ليزر هاي أي وهي منظمة اقيمت علي يد أشخاص خضعوا لعمليات تصحيح النظر بواسطة الليزر ترحيبها بقرار المشرف مشيرة الي انه من شأن هذا التقرير ان يعزز الوعي العام المتصل بالمخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه العمليات.. كما اعلنت شركة التأمين الطبي في بريطانيا ‘ميديكال ديفينس يونيون’ عن مضاعفة عدد القضايا المرفوعة ضد عيادات تجري عمليات تصحيح النظر بواسطة الليزر منذ عام .1998واستمرارا للجدل حول ذلك النوع من العمليات نشرت المجلة الأمريكية لصحة العيون مؤخرا أن نسبة الفشل في عمليات الليزر هي واحد من عشرة وليس من ألف كما تنشر العيادات المتخصصة في هذا المجال في مختلف دول العالم. وقد حذر اتحاد المستهلكين في بريطانيا الذي يبلغ عدد أعضائه مليون عضو من ان المتوجهين إلي عمليات الليزر يخاطرون بنظرهم كما نشرت بعض الصحف البريطانية تحذيرات الكلية الملكية لطب العيون من وجود 20 نوعا علي الأقل من التعقيدات التي من الممكن ان تنتج عن عمليات الليزر في العيون وتتراوح ما بين فقدان النظر في الليل وحتي العمي الكلي.
ولكن ماذا عن اراء الأطباء والمتخصصين في العيون حول ذلك النوع من العمليات والتحذير الشديد من اجرائها؟ في البداية يؤكد الدكتور أيمن صلاح استشاري العيون ان عمليات تصحيح النظر بواسطة الليزر ليست حلا سحريا.. نعم هي أفضل العمليات التي ظهرت حتي الآن إلا انها لا تعني عودة النظر إلي مستواه الأصلي بل تختلف درجة النجاح من شخص لآخر وتتوقف وفقا للحالة النفسية للمريض الذي قام بإجراء الجراحة فأحيانا يري المريض ان العملية لم تسهم بشكل كاف في علاج عيوب الأبصار لديه لذا يحكم عليها بالفشل ومهما قيل حول التأثيرات السلبية إلا انها تبقي ثورة تقنية هائلة في عالم الابصار إلا انه يجب التأكيد علي ان أي تدخل جراحي يحدث في العين لن يعود بها الي حالتها الطبيعية الأولي ولابد وأن يكون لهذا التدخل آثار سلبية قد تظهر علي المدي القريب أو البعيد. وينصح الدكتور أيمن صلاح المريض الذي قرر اجراء عملية تصحيح النظر بواسطة الليزر بضرورة الجلوس مع طبيبه الخاص لفترة طويلة لمعرفة ظروف الجراحة والمأمول منها ودرجة الابصار التي سيحصل عليها بعد اجرائه لها وان يجب أن يدرك في قرارة نفسه أنه لن يحصل علي درجة الابصار التي يتمناها لذا لابد أن يتأقلم علي الوضع الجديد أو أن يلجأ للوسائل الأخري لتصحيح الأبصار. ويري الدكتور شاكر فؤاد استشاري العيون ان أي تدخل جراحي مهما كان بسيطا لا يخلو من احتمالية وجود مضاعفات وربما تزيد هذه الاحتمالية أو تنقص ويعتمد ذلك علي نوعية الجهة المستخدمة ومستوي مهارة الجراح اضافة الي طبيعة عين المريض مضيفا انه مهما أكدت الأبحاث أو الدراسات من ان نسبة نجاح عملية تصحيح النظر باستخدام الليزر الي 95 % إلا انها لا تغني عن لبس النظارة للرؤية القريبة والقراءة عند بلوغ سن الاربعين وبالامكان التخلص من النظارة للرؤية القريبة بعد مناقشة الموضوع مع الجراح بحيث يجعل احدي العينين صالحة للرؤية القريبة والأخري للبعيدة. ويضيف ان عمليات الليزر غير مناسبة اطلاقا للقرنية المخروطة واجراء أي منها لهذه العين يؤدي الي مضاعفات خطيرة جدا لذا لابد ان يحرص المريض الذي ينوي اجراء هذا النوع من العمليات علي الاستماع لشرح واف عن العملية والفوائد التي سيجنيها والسلبيات التي من الممكن حدوثها وان يشارك طبيبه في اختيار العملية المناسبة كذلك لابد من اخضاع المريض لفحص شامل للعين وذلك بغرض التأكد من عدم وجود أي حالة مرضية لديه بخلاف العيوب الانكسارية واذا ما تبين وجود أي التهاب نشط أو مشاكل تتعلق بالحساسية أو التهاب داخل العين يتم عند ذلك تأجيل الجراحة. ويؤكد الدكتور محمود لطفي اخصائي أمراض الرمد أن هناك نوعين من العمليات لعلاج قصر النظر باستعمال الليزر هي عمليات الليزر المبرمجة مسبقا بواسطة الكمبيوتر بمد كميات محدودة من أنسجة سطح القرنية وبذلك تصل العين الي قوة التركيز المتوافق مع طولها وبالتالي يتم تصحيح البصر والاستغناء عن النظارات الطبية والعدسات اللاصقة. ويضيف لضمان نسبة نجاح عالية لهذا النوع من العمليات لابد من اختيار الشخص المناسب بدقة وذلك عن طريق اجراء فحص مسبق في العيادة لقياس درجة قصر النظر، طول النظر، والاستجماتيزم وللتأكد من خلو العين من الالتهابات الخارجية والداخلية وبعد ذلك يتم اجراء تصوير طوبوغرافي يتم بواسطته تحديد العلاج المناسب ودرجة عيوب الابصار بدقة شديدة بواسطة الكمبيوتر.ويستطرد اخصائي العيون قائلا:العمر المناسب للعلاج باستخدام الليزر لا يقل بأي حال من الأحوال عن 18 سنة ولا يوجد حد أعلي للعمر مع ضرورة ان يكون قصر النظر قد استقر عند المريض حتي يكون هناك جدوي من العملية التي تعد بسيطة للغاية حيث توضع قطرات في العين لتخديرها ويستلقي المريض تحت جهاز الليزر لمدة تتراوح ما بين 10 50 ثانية وبعد ذلك يعود المريض الي بيته دون الشعور بأي ألم وبعد العملية ينصح المريض بعدم التعرض للضوء العالي لأنه قد يضايقه وهناك قطرات توصف للتقليل من أي شعور بعدم الارتياح في هذه الأيام بعد العلاج بالليزر أما في حالة عمليات الليزك أو السوبرليزك فيكون عدم الارتياح خلال الثلاث ساعات الأولي فقط بعد العلاج لأن السطح الخارجي للقرنية لم يلمسه الليزر وبالتالي فإن المريض يستطيع العودة لحياته العادية بكل سهولة في اليوم التالي للعملية كما ان من يستخدم العدسات اللاصقة يجب عليه عدم استخدامها قبل الفحص والجراحة لفترة تتراوح عدة أيام في حالة العدسات اللينة وفي حالة العدسات الصلبة لعدة أسابيع كما يجب عدم وضع مستحضرات التجميل عند منطقة العين يوم العملية وبعدها لمدة أربعة أيام.
ويؤكد استشاري العيون ان عملية تصحيح النظر باستخدام اليزر تعتبر غير مناسبة لأصحاب مقاسات النظر الذي يزيد عن خمس درجات بوجه عام كما انها تتميز بعدم دقة نتائجها اذا ما قورنت بعملية الليزك.
أبرز المضاعفات
ويؤكد الدكتور رأفت فريد أستاذ طب العيون بجامعة القاهرة ان ابرز المضاعفات الناتجة عن عمليات تصحيح النظر باستخدام الليزر تتلخص في امكانية اصابة القرنية بالتهاب بعد الجراحة وعلي الرغم من ندرة حدوث هذا الامر حيث نسبته أقل من 1 % من اجمالي المرضي الذين يخضعون لهذه العملية يصابون به إلا ان ممكن الخطورة انه قد يكون مدمرا للبصر كذلك من المضاعفات ايضا احتمال حدوث ندوب بالقرنية والتي لا يلاحظها المرضي عادة وتتحسن مع مرور الوقت إلا ان بعض المرضي يمكن أن يحدث لهم ندوب كبيرة والتي يمكن ان تؤثر سلبيا وبشكل دائم علي الرؤية لديهم وذلك يحدث غالبا مع المرضي الذين يخضعون للعلاج من قصر النظر ذي الدرجات العالية وتكون فرصة حدوث ندوب القرنية التي يمكن ان تضعف الرؤية في حدود 10 % من الحالات وفي معظم هذه الحالات تقل الرؤية بشكل طفيف لا يتعدي خطا واحدا أو خطين علي لوحات العلامات. وتؤكد الدكتورة انعام حامد مرسي مدير عام طب العيون بوزارة الصحة انه ما دام هناك تدخل جراحي فلابد من وجود مضاعفات وتتوقف تلك الآثار السلبية علي خبرة الطبيب والحالة النفسية للمريض وان كان هذا النوع من العمليات قد شهد تطورا هائلا وخاصة في الدول الغربية إلا انها بدأت في الانتشار علي نطاق واسع في الدول النامية ومنها مصر من أجل الوصول الي افضل نتائج لمعالجة عيوب الأبصار وخاصة قصر النظر ومهما بلغت كفاءة الطبيب المعالج فلن تصل النتائج الي الحالة الطبيعية للعين خاصة مع حدوث تغيرات في الشبكية كما ان التأثيرات المستقبلية للتدخل الجراحي أمر متوقع ووارد ولن يكون قياس مقدار ضغط العين سليما علي الاطلاق لأن القرنية قد تأثرت من جراء هذا التدخل الجراحي وتمت ازالة طبقة منها لذا لابدان يدرك المريض جيدا تلك السلبيات ويعمل علي التأقلم معها ومع الوضع الجديد له. في النهاية يمكن ان نؤكد ان عمليات تصحيح النظر باستخدام الليزر أو عملية تشريط القرينة تتطلب المزيد من الدراسات والأبحاث لان سلامتها وفعاليتها ليست معروفة كليا والوقت لايزال مبكرا لتقويم المضاعفات التي تحدث في مرحلة ما بعد اجراء الجراحة أو التوصل الي استنتاجات بخصوص التأثيرات التي تحدث علي المدي البعيد بالنسبة لهذا النوع من الاجراءات الجراحية إلا انها بديل واعد للنظارات والعدسات لقصيري النظر وهي عملية آمنة ولكنها مع ذلك ليست خالية من الأخطار.