تفشي الأمراض ونقص الخدمات ينذر بكارثة صحية في السودان
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس اليوم الأربعاء إن المنظمة تتوقع الكثير من الوفيات الأخرى في السودان بسبب تفشي الأمراض ونقص الخدمات الضرورية وخروج العديد من المستشفيات من الخدمة في ظل القتال العنيف، وسط مخاوف من كارثة صحية.
وتقول المنظمة إن المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ منتصف أبريل/نيسان أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 459 شخصا وإصابة أكثر من أربعة آلاف.
وقال تيدروس “بالإضافة إلى الوفيات والإصابات الناجمة عن النزاع نفسه، تتوقع منظمة الصحة العالمية الكثير من الوفيات الأخرى بسبب تفشي الأمراض ونقص الغذاء والمياه وتعطل الخدمات الصحية الضرورية بما في ذلك التطعيم”، مضيفا أن 16 في المئة فقط من المرافق الصحية تعمل في العاصمة السودانية.
وتابع “تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ربع الأرواح التي زهقت حتى الآن كان من الممكن إنقاذها من خلال إمكانية السيطرة على النزيف بصفة أساسية. لكن المسعفين وأطقم التمريض والأطباء غير قادرين على الوصول إلى المدنيين الجرحى كما أن المدنيين غير قادرين على الحصول على الخدمات”.
وتجري منظمة الصحة العالمية تقييما للمخاطر لتحديد ما إذا كان الاستيلاء على مختبر في الخرطوم يمثل خطرا على الصحة العامة نظرا لأنه مكان تتوافر فيه مسببات الأمراض.
وقال مايك رايان مدير برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية “عندما يُجبر طاقم المختبر على المغادرة ويدخل أشخاص غير مدربين إلى ذلك المختبر فهناك دائما مخاطر ولكن المخاطر تقع في المقام الأول على هؤلاء الأفراد أولا وقبل كل شيء لتعريض أنفسهم عن طريق الخطأ لمسببات الأمراض”.
وأضاف أن عدم توافر الماء النظيف واللقاحات إلى جانب مشكلات الصرف الصحي الأخرى تمثل الخطر الرئيسي على السودانيين.
وأوضح الدكتور أوليفييه لو بولان أحد المسؤولين في منظمة الصحة العالمية في مجال الاستجابة للأزمة السودانية اليوم الأربعاء خلال المؤتمر الصحافي أن هناك أيضًا عينات من فيروس سارس-كوف-2 (المسؤول عن كوفيد – 19) ومن السل ولا سيما السل المقاوم لأدوية متعددة، مضيفا “طبعاً، نحن نعمل مع زملائنا في البلاد لفهم الوضع بشكل أفضل”.
وأفادت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء بأن أكثر من 60 في المئة من المنشآت الصحية في الخرطوم مغلقة بسبب النزاع الدائر في السودان.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال مؤتمر صحافي في جنيف “في العاصمة الخرطوم 61 في المئة من المنشآت الصحية مغلقة و6 في المئة فقط تعمل بشكل طبيعي”.
بدورها أعلنت نقـــابة أطباء السـودان اليوم الأربعاء عن توقف 59 مستشفى عن الخدمة من أصل 82 مستشفى في العاصمة والولايات، مشيرة إلى تعرض 14 مستشفى للقصف و19 مستشفى للإخلاء القسري.
وقالت النقابة في بيان على صفحتها بموقع فيسبوك إن 72 في المئة من المستشفيات المحاذية لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة، مشيرة إلى سقوط قذيفة بمركز الرومي الطبي في أم درمان مخلفة عديد من الإصابات.
ولفتت إلى أن 23 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي وهي مهددة بالإغلاق أيضا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.
ميدل إيست أون لاين