تل أبيب: “إطلاق آلاف الصواريخ الدقيقة يوميًا سيمنع المنظومة الدفاعيّة الإسرائيليّة من توفير حمايةٍ مُحكمةٍ لأجوائها والخطر سيزداد إنْ أتت صواريخ كروز من العراق أو اليمن”
قال نير دفوري، محلل الشؤون العسكريّة في القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ إنّ “التعاون الوثيق الموجود بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي مؤشر على أهمية العلاقات بينهما، بغض النظر عن تغيير الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، لأن المناورة الأخيرة تحاكي إطلاق صواريخ مكثفة على إسرائيل، بما في ذلك تهديدات جديدة من العراق واليمن، ولهذا الغرض فقد بات مطلوبًا من الجيش إحداث ثورة في تكنولوجيا الصواريخ والتكنولوجيا والبشرية”.
وأضاف أن “مناورات “جونيبر فالكون” التي في إسرائيل، هي ذروة التدريبات الرئيسية لسلاحي الجو للطرفين، ورغم انتشار وباء كورونا، فقد تدربت فرق إسرائيلية وأمريكية معًا”.
وأكد أن “هناك احتمالا يؤخذ بعين الاعتبار حول انتقام إيراني من هجمات إسرائيل في سوريّة، وضد علمائها النوويين في طهران، ولذلك يواصل الجيشان، الإسرائيلي والأمريكي، الحفاظ على علاقات وتعاون وثيقيْن للغاية، بغضّ النظر عن التغييرات في واشنطن، لكن هذه التدريبات تبرز أهميتها بنظر الجيش الأمريكي”.
وأشار المحلل المقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، أشار إلى أنّ “إسرائيل التي اعتادت على اعتراض نظام منظومة القبة الحديدية بنسب إصابة ممتازة، تصل إلى 90 بالمائة، لن تحصل على ذات الأمر في الحملة القادمة من الجبهة الشمالية، لأنه بمجرد إطلاق آلاف الصواريخ يوميًا، بعضها دقيق، ورغم أنّ المنظومة الدفاعية الإسرائيلية تعمل جيدًا، فلن تكون قادرة على توفير حماية محكمة لأجوائها”. وتابع: “هذه النقطة تتطلب تنسيق التوقعات مع الجمهور الإسرائيلي الذي يبدو قلقًا”.
علاوة على ذلك، أكّد أنّ “المنظومات الدفاعية الجوية الإسرائيلية تخضع مؤخرًا لتغيير جذري، فقد تغيرت طريقة انتشار بطاريات القبة الحديدية و “آرو”، ولم تعد هناك حاجة لبطاريات من الشمال إلى الجنوب، والعودة بحسب التنبيه المتغير، لكنها ستعتمد الانتشار الدائم في جميع أنحاء إسرائيل، ما سيوفر حماية واسعة، وسيسمح بنشر أنظمة الكشف والرادارات، بما فيها الجو، بالتنبيه الكامل للهجوم من أي اتجاه”.
وأوضح أن “قلق إسرائيل يزداد إنْ أتت صواريخ كروز من العراق شرقا، أو اليمن جنوبا، وتحاول تحدي نظام الدفاع المتعدد، وهذا تنبيه جديد لم يتم الاحتفاظ به بسلاح الجو حتى وقت قريب، مع أن التجربة الأخيرة التي أجرتها المؤسسة العسكرية في نظام القبة الحديدية صممت لهذا الغرض، ولذلك خضعت لتحديث كبير سيسمح لها بالتعامل مع الطائرات بدون طيار من صواريخ دقيقة تحلق على ارتفاع منخفض”.
وأضاف أن “التغييرات الجديدة تعني أن المدينة الإسرائيلية التي احتاجت سابقا 3 بطاريات لتتمتع بالحماية الكاملة يمكنها الآن أن تستقر على بطارية واحدة، وسيسمح الوضع الجديد بتجنيد عدد أقل من جنود الاحتياط لنظام الدفاع الجوي في حالات الطوارئ، والاكتفاء بالفرق العادية، وفي الوقت نفسه، استمر إنتاج المنظومات الاعتراضية، لكن هذا يعتبر نقطة ضعف، لأنه في النهاية سيؤثر على مدة القتال”.
وختم بأن “الخطوة الأخرى التي تحدث هي بناء قدرة تحليل في الوقت الحقيقي للصواريخ التي تطير باتجاه إسرائيل، وهنا يطرح السؤال عمن يهدد أهدافها المدنية، ومنشآتها الاستراتيجية، ومتى ولمن يعطى التحذير حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، وكيف يفعلون ذلك، بحيث لا يُطلب سوى الحد الأدنى الضروري للإسرائيليين لدخول المنطقة المحمية، ولأجل الحد الأدنى من الوقت”.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية