غانتس أكّد لعبّاس أنّه في عهد الحكومة الحاليّة لن تجري مُفاوضاتٍ سياسيّةٍ
مُفاوضاتٍ سياسيّةٍ:
نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ إسرائيليّةٍ وفلسطينيّةٍ، كشفت القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ النقاب عن أنّه خلال اجتماع مع رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس في شهر (آب) أغسطس الماضي، كرّرّ وزير الأمن بيني غانتس دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، بينما استبعد في الوقت نفسه أيّ مبادرة سلام رئيسية في ظل الحكومة الجديدة، حسبما قالت المصادر للتلفزيون العبريّ.
وكان غانتس التقى عباس في أواخر أغسطس، في أول اجتماع رفيع المستوى يجمع مسؤولين من الطرفين منذ أكثر من عقد، وواحد من سلسلة اتصالات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية منذ تشكيلها في حزيران (يونيو)، ووصف اللقاء بالتاريخيّ، لأنّ آخر اجتماع بين عبّاس ومسؤول إسرائيليّ عُقِد في العام 2011.
وبحسب أخبار القناة 12، نقل رئيس الوزراء الفلسطينيّ محمد اشتية تفاصيل الاجتماع بين غانتس وعباس في لقاء عقده مؤخرًا مع نشطاء وصحافيين عرب من الداخل المُحتّل، كما نقل عن غانتس قوله لعباس: “أنا أؤمن بحلّ الدولتين وأعتقد أنه الحل المناسب”.
وأضاف الوزير الإسرائيليّ قائلاً، بحسب التقرير: “أريد أنْ أكون إسحاق رابين الجديد، ولكن في هذه الحكومة هناك حدود”، في إشارة إلى رئيس الوزراء الراحل الذي وقّع على اتفاقيات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية. وقال مكتب غانتس للقناة التلفزيونيّة إنّ الاقتباسات غير دقيقة دون الخوض في التفاصيل.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أفاد التقرير أنّ عباس هدد بالدعوة إلى إقامة دولةٍ فلسطينيّةٍ على أساس خطة التقسيم التي وضعتها الأمم المتحدة عام 1947 – والتي قبلها القادة اليهود في ذلك الوقت، ولكن رفضها العرب – إذا لم توافق الحكومة الجديدة على دعم حل الدولتين.
ونُقل عن رئيس السلطة الفلسطينية قوله لغانتس: “إذا كانت الحكومة الحالية لا تريد قبول حل الدولتين على أساس حدود 1967، فسنعمل على تقديم حل آخر – خطة التقسيم لعام 1947”. وخطة عام 1947 تمنح العرب مساحة أكبر بكثير من الأرض. وبحسب المصادر ذاتها، فقد فوجئ غانتس بتهديد عباس.
في حين أنّ غانتس والسياسيين من الوسط واليسار في الائتلاف الحاكم يدعمون حل الدولتين، إلّا أنّ حزب رئيس الوزراء نفتالي بينيت، “يمينا”، وحزب “الأمل الجديد” اليمينيّ شريكه في الائتلاف يعارضان إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
ومن الجدير ذكره أنّ بينيت أعاد التأكيد على معارضته لدولةٍ فلسطينيّةٍ في مقابلة أجريت معه في الشهر الماضي، في حين أعرب عن دعمه لاستمرار العلاقات والاتصالات مع المسؤولين الفلسطينيين من أجل الحفاظ على الهدوء والتعاون الأمنيّ.
وألقى كل من بينيت وعباس خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر الشهر الماضي. ولم يأت رئيس الوزراء على ذكر الفلسطينيين في خطابه، في حين طالب عباس إسرائيل بالانسحاب إلى حدود عام 1967 في غضون عام أوْ مواجهة التداعيات.