تل أبيب: حزب الله يقرع طبول الحرب ولكنّه مردوعًا وإيران تجِد صعوبةً بالثأر وقوّة الردع الإسرائيليّة بغزّة تآكلت ويتحتّم على الجيش مُواجهة التهديد الصاروخيّ الإستراتيجيّ
نقلاً عن مصادر أمنية واسعة الاطلاع في تل أبيب، ذكرت صحيفة (معاريف) العبريّة، اليوم الاثنين، أنّ إيران تواجه صعوبة في تنفيذ أعمال انتقامية ضد الهجمات الإسرائيليّة، مشددةً في الوقت ذاته على أنّ هذه ليست شهادة تأمين بأنّ الهجوم لن يتحقق في المستقبل القريب.
وأضافت محلل الشؤون العسكريّة في الصحيفة أنّه لا ينبغي الاستهانة بقدرات إيران وحزب الله في المنطقة، مع تذكر أنّ الجيش الإسرائيليّ يتمتع بتفوق استخباراتي كبير يجعله الجانب البادئ، وأشار إلى أنّه لهذا السبب تأخذ إيران بعين الاعتبار أنّ النتيجة قد تكون تصعيدًا أمنيًا، مع أنّ إسرائيل أدارت في السنوات الأخيرة، نظام التوازنات بطريقة غير ملتهبة، زاعمًا أنّ حزب الله يقرع طبول الحرب، لكنه ما زال مردوعًا، والإيرانيون يجدون صعوبة في الرد على الضربات الموجهة إليهم، على حدّ قوله.
وأوضح المحلل، اعتمادًا على مصادره الأمنيّة في تل أبيب، أنّ وباء كورونا أدّى دورًا نسبيًا في خفض عتبة التوترات الأمنية في مختلف الجبهات التي تواجه إسرائيل، لافتًا إلى أنّ الفيروس سيختفي وقتًا ما، لكن من غير المتوقع أنْ تختفي التحديات الأمنية الماثلة أمام إسرائيل، والتحدي الأبرز لقائد الجيش الجنرال أفيف كوخافي، هو إعداده للحرب المقبلة، التي سيضطر فيها لتقديم خطة هجومية للرد على التهديد الصاروخيّ الإستراتيجيّ، طبقًا لأقوال المصادر.
علاوة على ما ذُكر أعلاه، أشارت المصادر عينها إلى أنّ الجبهة الشماليّة (سوريّة وحزب الله) هي الأكثر مركزية أمام إسرائيل، ولهذا السبب لن تتوقف أنشطة الجيش مستقبلاً عن استخدام القوة العسكرية لوقف محاولات إيران المستمرة لترسيخ نفسها في المنطقة، ومنع حزب الله من الحصول على ترسانة كبيرة من الصواريخ الدقيقة، لذلك أعلن الجنرال كوخافي أنّ الوجود الإيراني في سوريّة يتباطأ، كما أنّ الكمية الصاروخية التي يمتلكها الحزب لا تزال قدرتها على التأثير في الحرب القادمة ضئيلة، طبقًا للصحيفة العبريّة.
وتابعت المصادر الأمنيّة في تل أبيب أنّ الجيش الإسرائيليّ سيحتاج للاستعداد بشكل أفضل للحرب القادمة بمواجهة تهديد الصواريخ، وسوف يكتسب معيار الدقة زخمًا خلال السنوات القادمة، ولكن كما أنّ إسرائيل ليست معنية بالحرب، فيمكن قول الشيء نفسه عن إيران وحزب الله وحماس في قطاع غزة، كما أكّدت المصادر.
ولفتت إلى أنّ وباء كورونا والأزمة السياسية المستمرة في إسرائيل تصعب الأمر على الجيش، وستبقى العديد من خطط رئيس الأركان للحشد العسكريّ والإصلاحات بعيدة المدى في أدراج التخطيط، دون تنفيذ، وفيما يؤثر الوباء على القدرة العسكرية لحزب الله وحماس، وقدراتهما العملياتية بشكل أكبر، لكن سياسة إسرائيل في السنوات الأخيرة لم تخلُ من الأخطاء، خاصة في غزة، بالنظر لتآكل الردع الإسرائيلي فيها، وفق أقوالها.
وأكّدت المصادر أنّ المعادلة التي وضعها حزب الله أمام إسرائيل قد تجر المنطقة للحرب، رغم أنّ الأطراف غير مهتمة بها، ولكن من الناحية العملية، فشل الحزب على مدى السنوات الست الماضية بتنفيذ تهديداته بإلحاق الأذى بالجنود الإسرائيليين، رغم أنّ هذه المعادلة في الساحة الشماليّة تخلق مشكلة معقدة لإسرائيل، كما اتضحّ من حالة التأهب القصوى التي استمرت شهرين على الحدود الشمالية، كما قالت.
ولفتت المصادر الأمنيّة في تل أبيب أيضًا إلى أنّ مَنْ يُعلّقون الآمال على تآكل الردع الإسرائيليّ ينظرون فقط للقطرات المفقودة في الزجاج الممتلئ، ويتجاهلون أوضاع السنوات الأخيرة، حيث فرضت إسرائيل أثمانًا باهظةً على حزب الله وإيران في الساحة الشماليّة، دون أنْ تتمكّنا من الرد عسكريًا بشكل كبير ضد إسرائيل، لأنّهما يدركان قدرتها العسكرية، ويتأثران بالوضع الداخلي الصعب في لبنان، وفق ما أكّدته المصادر.
وخلُصت الصحيفة العبريّة إلى القول، اعتمادًا على مصادرها الأمنيّة في تل أبيب، خلُصت إلى القول إنّ تقديرات الجيش الإسرائيليّ للعام المقبل، أيْ 2021، ترى أنّ فرص شنّ حربٍ من الأعداء لا تزال منخفضة، فيما يُعتبر التدهور الأمنيّ والتصعيد العسكريّ سيناريو معقولاً، لكن التحدي الرئيسي لكوخافي يتمثل بإعداد الجيش للحرب أو العملية العسكرية، حتى عندما يبدو أنّ جميع الأطراف ليست مهتمة أوْ معنيةً بالمواجهة، على حدّ قولها.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية