تل أبيب لا تُعلن وواشنطن تقول العكس.. خطوات “التهجير إلى سيناء” تحصل على الأرض …
مجددا قفزت إلى واجهة الإنطباعات السياسية الأردنية كل مخاوف “التضليل الأمريكي” بعد تصويت الولايات المتحدة بالفيتو على قرار مجلس الأمن الأخير الذي يوصي بوقف الحرب على قطاع غزة فيما عادت الدبلوماسية الأردنية حسب مصادر الوفد العربي الإسلامي في واشنطن للغرق في الحسابات المعقدة بسبب جملة ملاحظات على “الصدود” الذي واجتهه مهمة الوفد في واشنطن.
في نفس التوقيت يراكم الأردن ملاحظات من الميدان عبر ممثليه على معبر رفح المصري وفي السفارة الأردنية في القاهرة توحي ضمنا بأن “سيناريو التهجير” على الأقل وخلافا للإنطباعات السابقة لم يختفي بعد من شاشة الرادار لا الإسرائيلي ولا الأمريكي رغم إتفاق مباشر مع مصر في هذا المسار.
ولسبب غير مفهوم تعثرت مهمة الوفد الوزاري العربي الخماسي الذي يشارك به وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في واشنطن.
وتقول مصادر مقربة من الوفد إن مسؤولين في الخارجية الأمريكية وفي البعثة الأمريكية في مجلس الأمن نصحوا الوفد مسبقا بأن يتوقف عن محاولته وقف إطلاق النار في غزة حيث حائظ صد أمريكي برز لصالح التصور الإسرائيلي مما يعني ضمنا بان مهمة الوفد فشلت واخفقت في كواليس مشاورات مجلس الأمن يومي الخميس والجمعة وأن الوفد قد يعود بخفي حنين.
لذلك استبدل الوفد الذي يقوده وزير الخارجية السعودي مهمته بخصوص تحقيق إختراق محتمل في الموقف الأمريكي بعد ظهور علامات وإشارات الفيتو بحوارات ونقاشات مع أعضاء في الكونجرس ولاحقا بندوة “إعلامية” في واشنطن يوحي حضور الوزراء الخمسة لها بالفشل ويوحي ايضا بأن مهمة الوفد بدأت تتحول إلى مشروع دعاية وإعلام وسياحة سياسية فقط.
وكل ما حصل عليه وفد واشنطن الممثل لقمة الرياض هو “وعود” في الخارجية الأمريكية بخطوات لحماية المدنيين أكثر وبتوسيع المساعدات مع التأكيد على ان الفرصة غير متاحة الآن للمزيد من”الهدن الإنسانية”.
الحائظ الأمريكي “رفس بخشونة” كل المبادرات المأمولة هنا.
لكن الأهم في ظل “تقارير الميدان” هو تشكل الانطباع الأردني الدبلوماسي بأن ما يجري على الأرض هو خطوات عملية نحو سيناريو التهجير لسكان غزة بعد تجويعهم وتعطيشهم بالرغم من كل التصريحات والتأكيدات الأمريكية المعاكسة.
على الأرض تحدّثت تقارير أردنية عن “زحام كبير ديمغرافيا” في أعتاب مدينة رفح وبرقعة جغرافية محدودة للهاربين من الجحيم الإسرائيلي وعن تشدد كبير في إدخال المساعدات بعد ضرب البنية التحتية الصحية حصرا وبنية خدمات الطاقة والمياه.
كما تحدّثت التقارير عن عمليات قصف عنيفة جدا للنازحين في شمال غزة وضد تجمعات وضواحي خان يونس التي تعاني الآن من نقص حاد في المياه والغذاء ولا يمكن تفسيره أردنيا ومصريا إلا في باب الإحساس بالخديعة وتكريس التهجير.
اعتبر وزراء عرب في واشنطن أن ما يجري هو فعلا “خطوات تدفع بأهالي القطاع قسرا نحو سيناء المصرية” وعلى الأساس الواقعي والميداني رغم أن واشنطن تقول العكس وتل أبيب لا تعلن ذلك.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية