منذ أن كان على مقاعد الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، جذب تيم حسن انتباه صنّاع الدراما السورية. موهبة ووسامة وكاريزما واضحة، لا تشبه ما حولها. هذه الخصائص، مدعّمة باجتهاد وتنويع في الأدوار، حوّلت الممثل السوري إلى نجم عربي. أعمال كثيرة ثبّتت أقدامه بين الكبار على الساحة الفنية، أبرزها «الانتظار» (2006). وإلى جانب الأعمال التاريخية خصوصاً تلك التي أنجزها تحت إدارة حاتم علي، قدّم مقترحاً مغايراً في «الملك فاروق» (2007) في مصر.
مع الوقت، صار تيم مفضّلاً لدى المنتجين، واتجه قبل سنوات صوب الدراما السورية ــ اللبنانية المشتركة، من خلال سلسلة «الهيبة». صحيح أنّ شخصية كـ «جبل شيخ الجبل»، تستند أساساً إلى المفردات الأدائية الخارجية أو الشكلانية، غير أنّها أحدثت ظاهرة جماهيرية أشبه بالحمّى التي ضرب العالم العربي خلال السنوات الماضية، واستحالت «ماركة مسجّلة». وبعد خمسة أجزاء من المسلسل الذي يدور في فلك العصابات وفيلم سينمائي لم يحصد الكثير من النجاح، يعود نجم «زمن العار» (2009) في رمضان 2023 إلى الدراما السورية، لاعباً دور «عاصي الزند» في مسلسل «الزند ــ ذئب العاصي» (كتابة عمر أبو سعدة، وإخراج سامر البرقاوي). دور وضع اسمه منذ اللحظات الأولى لبداية شهر الصوم في قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي. تدور الأحداث بین عامَيْ 1895 و1900 في منطقة تمتد بين سوريا ولبنان على مقربة من نهر العاصي، وتتمحور حول بطل القصة الذي أرغمته الظروف على التمرّد والعصيان بعد مقتل والده أمام عينيه بدم بارد، وسلب أرضه. خصومه أقوياء جداً والزمن ليس في صالحه. فهل سيمتلك «عاصي الزند» قلوب الفلاحين ويسيطر على السوق والنفوذ؟
لا شكّ في أنّ تيم حسن نجم صفّ أوّل قادر على إنجاح أي مشروع يشارك فيه، إلّا أنّه يظهر من الحلقتَيْن المتوافرتَيْن على منصة «شاهد» السعودية، لغاية كتابة هذه السطور، أنّه بذل جهداً لإخراج الشخصية بالشكل التي هي عليه، لا سيّما لناحية اللهجة الساحلية غير الغريبة عليه أصلاً، وهو المولود في قرية الشيخ بدر في محافظة طرطوس.
من المبكر الحكم على العمل الذي تقرّر خوضه السباق الرمضاني لعام 2023 في اللحظات الأخيرة، بعدما كان انسحب موقتّاً، على إثر اقتطاع مشاهد يتردّد أنّها كان ممكناً أن تعكّر صفو العلاقات السعودية ــ التركية.
بناءً على الحلقتَيْن الأوّلَيْن، يبدو أنّ «الزند ــ ذئب العاصي» متكافئ العناصر حتى الآن: نصّ يبني الأحداث بتوازن وتصاعد مثير للاهتمام، وكاميرا جذّابة، وأداء ممثلين يبشّر بالخير خصوصاً نانسي خوري وأنس طيّارة، فيما تتجه الأنظار نحو ما ستقدّمه دانا مارديني وغيرها في الحلقات اللاحقة.
فهل ستتكّلل التجربة بالنجاح النقدي لا الجماهيري فقط، أم أنّها ستلقى مصير «الهيبة»، وسط أبناء تفيد بأنّ القصّة ستُروى في مواسم عدّة؟