جدال سليم

في احدى السجالات أو الجدالات التي دخلت بها أنا وابنتي حول ان أدفع لها نقودا مقابل خدمة طلبتها منها وأدتها على أكمل وجه كنت قد وعدتها ب١٠$ تقديرا لها ( سأتحدث بالدولار ليفهمني القارئ ). بدأ نقاشنا كالتالي :

– ماما أريد ١٠$ التي وعدتني بها فقلت لها على عيني تستحقينها ..

ابتسمت منتصرة وأكملت :

– وأريد أرباع الدولار التي أقرضتها لك .. وبدل الغذاء الذي لم أشتريه من المدرسة ، وبدل مبلغ كنت قد أقرضته لك لدفع في الشهر الفلاني … وقد وعدتني منذ كم سنة بمبلغ فلاني …. وووو……!!!

فبدأت علامات الامتعاض ترتسم على وجهي ، وبدأ الأدرينالين يرتفع عندي رويدا رويدا .. وبدأ الدخان يتصاعد من رأسي .فابتلعت حنقي وبدأت معها … :

– حسنا يا حبيبتي فلنبدأ اذا . اذا أردت نقودك سأعطيك إياها مقابل أن تعيدي لي : منذ ١٣ سنة أريد منك كلفة عملية انجابك مع الألآم والأدوية والمعاناة …وأقساط المدرسة التي أمضيتي فيها منذ كنتي في الثالثة من عمرك ٩ سنوات ، ناهيك عن المصروف والحفاضات والحليب والطعام والشراب والهدايا والسفر والدلال والرفاهية ليتراوح المبلغ من حينها الى الان آلاف الدولارات .. وأنا لم أطالبك بأي بدل أتعاب .

فضحكت ابنتي ، وضحكت معها حتى هرت دموعنا .. وقالت: أمي لقد غلبتني …!!

وقلت لها اقبلي يا ابنتي بالـ ١٠$ واركضي بها قبل أن أغير رأيي وتذهبي خالية الوفاض ، بعد أن استعرضنا في خضم سجالنا المضحك تضحية الأهل وتكلفة الأبناء ..

فقبلت مبتسمة وركضت محتفية بنصرها ، وأنا سعيدة بدرس أتمنى أن يكون له مع الوقت قيمة وفائدة ، ويكون لي في أبنائي عزاء ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى