بين قوسين

جردة عام مضى

جردة عام مضى…ومازالت الأيام تمضي وعداد السنين يسجل أرقاما متضاعفة على جدار أعمارنا .. وما زلنا نودع عاما ونستقبل عاما جديدا .. ويبقى السؤال الأهم … كيف ؟؟؟

كيف تمضي بِنَا هذه السنوات ؟؟ وماذا فعلنا ؟؟ وكيف ستكون سنتنا القادمة وماذا سنفعل ..؟؟!!

جردة العام ..

هي مراجعة سريعة لما فعلناه .. وماذا لم نفعل وماذا يجب علينا فعله .. ؟؟

أراجع نفسي في أخر يوم من العام ٢٠١٧ !!

كيف كان عامي ؟؟!!

هذه اول سنة لي أمضيها كاملة في الغربة .. أول سنة .. كاملة !!أجتر غربتي ؟؟ أغص بحنيني ؟؟!! أم أحارب أشواقي .. أو أنني أخذت قرارا صح ؟؟!!

أراجع نفسي وانا أكتب هذا المقال ..!

سنتي كانت مليئة بالدمع .. بالتحدي .. بالضياع .. بالخسارات ..ولكنها أيضا لم تخلو من الضحكات .. من الإنجازات .. من استكشافات جديدة ، من خبرات مختلفة وصداقات جميلة ، ومشاعر صادقة ..

لم أختر الغربة … لا أحبها .. لا أحد يحب الغربة سواء أكانت داخل البلد أم خارجه !!

الغربة هي شعْور داخلي .. يبدأ من الواقع ، من الاختلاف والخلاف ، من القمع والكبت ، من عدم التأقلم والانسجام مع المحيط ..من رفض هذا المحيط .. ورفض المحيط لك ..

الغربة تبدأ من الداخل .. وليست مرتبطة فقط بتغيير المكان .. ففي بلدك تشعر بالغربة في كثير من الأحيان .. وانت بين ناسك واهلك …

ولكن الغربة فرضت نفسها علي ..علينا .. من واقع الحرب .. فرضت نفسها علينا لنعيشها بالداخل والخارج .. أصبحنا غرباء دون أن ندري .. نبحث عن انتماء .. !! انه واقع الحرب .. واقع التشتت والضياع ..

نحاول أن نلملم شتاتنا ..أشلاء ضياعنا .. ننجح أحيانا ونفشل في كثير من الأحيان ..

أخذت قراري أن اجد مفاتيح لأستمتع بغربتي بدل أن ألعنها صبح مساء ..

أخذت قرارا أن أحاول ان أتقبل واقعي وأن أبحث فيه عن السعادة ..

أخذت قرارا أن أتوقف عن البكاء على الأطلال واجترار الذكريات ..

أخذت قرارا أن ابذل ما في وسعي لأستفيد من غربتي ، واتعلم منها مهارات ومعارف جديدة ..

أخذت قرارا ان لا أهدر سنوات عمري بانتظار السعادة

أخذت قرارا ان أمسك زمام أمري من جديد ، وأبدأ بخلق فرص .. للسعادة ..

كل عام وأنتم بخير ...

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى