جماعة أردوغان في شُروحات خلف السّتارة لـ”المقاومة الفلسطينية”..
تشير حيثيات رسائل خاصة أبلغت لقيادات فلسطينية متعددة من الدولة التركية او من بعض مفاتيح العمق في الدولة التركية إلى أن ثلاثة أسباب رئيسية في حسابات المقربين على الاقل من الرئيس التركي رجب طيب آردوغان هي التي تقف وراء ما يسميه بعض الفلسطينيون الآن وحتى بعض قوى الشارع العربي بالاندفاع التركي الواضح باتجاه اقامة علاقات تطبيعية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
الأهداف الثلاثة مرتبطة بما تقدر الدولة التركية الان وبعد التصعيد العسكري الذي ألحق أضرارا بالغة ومخاطر جسيمة بالمصالح التركية في البحر الأسود.
وبالتالي ثمة حزمة من المصالح التركية التي يرى مستشارو الرئيس التركي انها اساسية ومفصلية في هذه المرحلة خصوصا وسط الانطباع بان الدولة التركية ولأسباب متعددة عليها ركوب الموجة بخصوص ما بعد تداعيات ازمة اوكرانيا بما يحافظ على المصالح التركية ويحميها مستقبلا حيث الانطباع اقوى ومتكرس بان تدويل الازمة الاوكرانية والتعامل معها باعتبارها ازمة عالمية الطراز يساعد الدول الاقليمية الكبيرة مثل تركيا في التمدد والزحف وهو ما يحصل في معادلة اهتمام الرئيس اردوغان حصريا بإنجاح مبادرة الوساطة في الصدام العسكري بين روسيا واوكرانيا ولاحقا وساطة من أجل القمح.
لكن على واجهة العلاقة مع اسرائيل يعتقد بان السبب الرئيسي في الاستقبال الدافئ للرئيس الاسرائيلي والحرص على دعوة واستقبال رئيس الوزراء نفتالي بينت مرده سعى الرئيس التركي لضرب ثلاثة اهداف رئيسية بهدف واحد حسب الايضاحات والشروحات التي تم التقدم بها وبصفة رسمية خلف الستارة والكواليس لأصدقاء وحلفاء سواء في تيار الاسلام السياسي او حتى في صفوف المقاومة الفلسطينية.
السبب الاول مرتبط بصورة عميقة بفرضية تركية في اوساط استشارية قريبة من مكتب الرئيس التركي اردوغان تشير الى ان اسرائيل اظهرت مرونة في وقف التصعيد الامريكي تحديدا خلف الستارة وحصريا من جهة الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن تجاه الرئيس التركي .
والاعتقاد سائد هنا بأن إسرائيل هنا قبلت تولى مهمة تقريب وجهات النظر بين تركيا اردوغان وادارة بايدن لابل يشير مستشارون للرئيس التركي الى ان تل ابيب قدمت اختبارات مباشرة على أنها تستطيع العمل لصالح تخفيف القيود والضغط على أردوغان لدي بايدن والمساعدين المقربين منه واركان ادارته خلال الشهرين الماضيين.
بالتالي دور اسرائيلي لدى بايدن وطاقمه يعتبر مهما الان في حسابات الرئيس أردوغان بخصوص انتخابات الرئاسة الثالثة المقبلة عام 2023 والتي تدخل دائرة الاستحقاق الدستوري والقانوني والسياسي والعملي في بداية أو بعد نهاية العام الحالي 2022.
بنفس الوقت الحسابات التركية تمت الاشارة من خلال الرسائل المشار اليها الى انها مرتبطة بالرغبة في تحقيق تفاضل نوعي في عمق العلاقة التطبيعية مع الاسرائيليين على أساس أن هذا التفاضل سيتحوّل إلى ورقة سياسية تمكن تركيا من الاقتراب من المعادلات العميقة في الصراع العربي الاسرائيلي.
وبالتالي تخفيف الحصار على هذا الأساس ومن منطلق وجود شراكة استراتيجية مع الإسرائيليين على أكثر من صعيد عن قطاع غزة وعن الضفة الغربية وعلى امل وجود صديق مُتفهّم للاحتياجات الفلسطينية وللبعد الانساني والإسلامى في القضية على طاولة مبادرات الحراك المتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأبلغ الأتراك تقديرهم بأن حضورهم ضمن هذا السياق يمكن ان يخفف الكثير من الضغوط في المجتمع الدولي وعبر المؤسسات الإسرائيلية عن المقاومة الفلسطينية حصريا.
إلى ذلك إشارة مباشره للعنصر الثالث في حسابات الرئيس التركي فهو يحتاج بإلحاح لإنجاز اقتصادي يسمح له بخوض الانتخابات الرئاسية عام 2023.
وهو مرتاح تماما أو بوضع أريح من الوضع الحالي.
ولدى أردوغان ومستشاروه قناعة أكيدة بأن تحسين الوضع الاقتصادي الآن مرتبط بالتفاعل والاشتباك الايجابي مع أزمة الطاقة وإمكانية استخراج ثم تصدير الغاز عبر البحر المتوسط وكذلك عبر كل الحلقات التجارية المرتبطة بالشحن والنقل في المتوسط.
وبالتالي حسابات المصالح الاستراتيجية الاقتصادية عبر المتوسط للدولة التركية والتي يحتاج لنجاحها الرئيس اردوغان في حملته الانتخابية تطلّبت التقارب إلى اقرب نقطة ممكنة من الجانب الاسرائيلي.
وعلى هذه الاسس الثلاثة عمليا تم توضيح اسباب واسرار الاستقبال الدافئ لهيرتسوغ في انقرة ثم الحرص التركي لاحقا على استقبال رئيس الوزراء نفتالي بينت و فتح خطوط مباشرة معه علما بان العلاقات والاتصالات التركية الاسرائيلية موسمية بالعادة لكنها ترتفع وتنخفض حسب الحزب الحاكم وعلى اساس وعد تركي مباشر لقيادات في حركة حماس تحديدا بأن تصاعد أي اتصالات أو علاقات تطبيعية مع اسرائيل لن يؤثر لا من قريب ولا من بعيد سلبا على الحاضنة التركية لبعض الشخصيات الفلسطينية ولا على موقف تركيا من احتياجات وحقوق الشعب الفلسطيني.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية