جنرال روسي يتابع معركة قتال الموت في الغوطة

تقدم الجيش العربي السوري اكثر دخل الغوطة الشرقية التي مساحتها 110 كلم واصبح يسيطر على 38 كلم لكن المدن الرئيسية حيث تتمركز القوى الاسلامية المتشددة ما زالت خارج هذا النطاق وبعيدة عن سيطرة الجيش السوري واعلن فيلق الرحمن انه نشر من اصل 16 الف مقاتل لديه 10 الاف مقاتل في محيط مدينة دوما الاستراتيجية وتلالها اضافة الى شوارعها الداخلية وقال مراسل قناة الجزيرة الذي تحدث بواسطة سكايب ان معركة “قتال الموت 2” تحصل اليوم بعدما اطلقت القوات الاسلامية التكفيرية على معركة الغوطة الشرقية معركة “قتال الموت” اي القتال حتى الموت.

وكانت التنظمات الاسلامية الثلاث المتشددة رفضت عرضا من الجيش الروسي للانتقال من الغوطة الشرقية الى ادلب بضمانة وحماية الجيش الروسي ونقل اسلحتهم معهم المتوسطة والفردية اضافة الى عائلاتهم وان روسيا تضمن حمايتهم وعدم ملاحقتهم القانونية، لكن المنظمات الثلاث التكفيرية رفضت ذلك وهو ينطبق عليها اكثر اسم “المنظمات الاسلامية المتشددة والمسلحة” لانها تخالف الى حد ما مبدأ داعش وجبهة النصرة، لكن بالنتيجة في تعاطيها تصل الى التكفير انما هي منظمات اسلامية متشددة ومسلحة، وقال الناطق باسم فيلق الرحمن عبر جهاز سكايب لقناة “الجزيرة” ان القتال اصبح وجها لوجه والمقاتلون هم على بعض امتار من بعضهم البعض، وانهم يرمون القنابل اليدوية على بعض. وقال انه شاهد دبابة سورية تم اطلاق صاروخ تاو عليها الاميركي لكنه لم يعطبها ثم جرى اطلاق صاروخ ثاني فتم اعطابها.

وقام الجيش السوري بسحب الدبابة من الطريق وتقدمت وحدات خاصة مع الدبابات ودمرت تحصينات لفيلق الرحمن الذي اعد خطة هجوم مضادة بواسطة 3 الاف عنصر مزودين بالصواريخ وقاذفات ار بي جي واسلحة رشاشة ثقيلة ومتوسطة وقال ان فيلق الرحمن لن يتراجع وسيقوم باسترجاع المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري لكن محطة “سي بي سي” اعلنت ان الجيش السوري ما زال يتقدم وان هجوم فيلق الرحمن لم ينجح في صد الهجوم وقال: ان المعركة الكبرى هي في دوما ومن يربح دوما يربح الحرب فاذا اقتحم الجيش السوري مدينة دوما انتهت الغوطة الشرقية وسقطت اما اذا قاتل 10 الاف مقاتل من فيلق الرحمن موجودون في دوما والحقوا خسائر كبيرة بالجيش السوري ومنعوه من اقتحام مدينة دوما فان ذلك يشكل هزيمة للجيش السوري في حربه على التكفيريين في الغوطة الشرقية وبالتالي ستبقى مدينة دوما وعربين وحرستا وهم معظم الغوطة الشرقية تقريبا، تحت سيطرة الفصائل الاسلامية المتشددة وما لم ينجح الجيش السوري باقتحامها فانه يكون قد خسر جزءا كبيرا من المعركة.

على صعيد آخر، ذكرت وكالات انباء كما نشرت محطات تلفزة عربية عديدة صور لطائرات تقصف الغوطة الشرقية وقالوا انها طائرات روسية وانه يجري التركيز على استعمال سوخوي 34 المتطورة والتي تحمل 10 اطنان من القنابل والصواريخ، لكن في المقابل ذكرت الوكالات ان اهالي دوما مضى عليهم 4 اسابيع وهم يعيشون تحت الارض في الملاجئ وحصلوا امس على محتويات 33 شاحنة تحمل مواد غذائية ويستفيدون منها لمدة اسبوع ل27 الف نسمة. اما مقاتلي فيلق الرحمن فقد سدوا كل طرق دوما وزرعوا العبوات الناسفة على بعد كيلومترين منها حيث تزن الواحدة ما يقارب بين مئتين وخمسمئة كلغ ويمكنها اعطاب اي الية عسكرية كانت دبابة او ناقلة جند اذا انفجرت هذه العبوات بها.

كما ان عناصر فيلق الرحمن لجأوا اثناء التحامهم بالوحدات الخاصة السورية الى تفجير احزمة ناسفة مما ادى الى قتلهم وقتل الجنود السوريين الذين كان الانتحاريون يهاجمونهم ويصلون الى قربهم ثم يفجرون الحزام الناسف.
في اليوم الثاني مما تم تسميته معركة “قتال الموت” تقدم الجيش السوري الى مزيد من الاراضي، لكن هذه الاراضي هي قرى صغيرة وبساتين، اما المركز القوي فهو مدينة عربين عاصمة الغوطة ودوما الاستراتيجية وحرستا التي يقصفها الطيران لكن المقاتلون في الانفاق ويحملون صواريخهم منتظرين قدوم الدبابات لاطلاق صواريخ تاو عليها كما ان مئات الانتحاريين من جيش احرار الشام وجيش الاسلام وفيلق الرحمن لبسوا الاحزمة الناسفة ويستعدون للالتحام مع الوحدات الخاصة السورية لتفجير انفسهم وقتل اكبر عدد ممكن من الجنود السوريين في الوحدات الخاصة.

وهنا يقود الجنرال كوتشوف وهو جنرال روسي يشرف على معركة الغوطة الشرقية انه لم يعد امامنا الا تدمير مدينة دوما وحرستا وعربين بالطيران والقنابل الثقيلة بشكل كامل لان القتال البري بدأ يوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش السوري نتيجة الانتحاريين كما ان تفجير العبوات الناسفة المزروعة تحت الارض في الدبابات وناقلات الجند توقع خسائر كبيرة

كما اتهم الولايات المتحدة انها دولة تدعم الارهاب لانها زودت جيش الاسلام وفيلق الرحمن واحرار الشام بأكثر من 9 الاف صاروخ مضاد للدبابات والمدرعات، كما يجوز للجيش الاميركي تسليح الارهاب فيما اميركا تدعي انها تقود اتحاد دولي لمحاربة الارهاب، وقال: انه لولا الجيش الروسي لكانت سوريا تحولت الى دولة يحكمها الارهابيون والتكفيريون والمتوحشون وللاسف فان الولايات المتحدة كانت تدعمهم.

وانهى الجنرال كوتشوف حديثه والمشرف على العمليات في الغوطة الشرقية انه امامنا 48 ساعة لاتخاذ القرار وقد نتخذ القرار في القاعدة العسكرية للجيش الروسي قاعدة حميميم حيث تتواجد 148 طائرة حربية روسية لتدمير دوما وحرستا وعربين وهم المدن الكبرى حيث يتمركز حوالى 33 الف مقاتل من الاحزاب الاسلامية المتشددة الثلاث او قبول هذه المنظمات بالخروج من الغوطة الشرقية تحت ضمانه الجيش الروسي كي لا تحصل مجزرة ضخمة في الغوطة الشرقية.

وقال الجنرال كوتشون لقد وصلت المعرك الى نهايتها وكل متر تقدم للجيش السوري يكلف عشرات القتلى كذلك كل متر للجيش السوري يكلف قتلى مدنيين واطفال ونساء اضافة الى مقتل ارهابيين لكن الارهابيين اوقفوا قتالهم وباتوا يختبأون بين المنازل وعند مرور مجموعة من الجنود السوريين من الوحدات الخاصة يفجرون انفسهم بهم وهذا يوقع خسائر بشرية في الجيش السوري، كما ان الدبابات لا تستطيع الدخول الى شوارع دوما الداخلية التي ينتشر فيها فيلق الرحمن وجيش الاسلام والقتال اصبح من منزل الى آخر ومع وجود انتحاريين باحزمة ناسفة فان المعركة قد تتحول الى صالحهم.

ويبقى هل يتم اللجوء الى القرار الحاسم باستعمال الطيران لتدمير المدن الثلاث عربين ودوما وحرستا باكثر من 1500 غارة جوية ترمي كل غارة 10 اطنان من القتال على المدن الثلاث وعندها يتوقف الجيش السوري عن التقدم وينتظر نتائج القصف الجوي الذي سينهك ويدمر مراكز التنظيمات التكفيرية الثلاث وربما عندها اما ان يستسلمون او يعلنوا رضوخهم وقبولهم بالخروج من الغوطة تحت حماية الجيش الروسي الى محافظة ادلب.

صحيفة الديار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى