جنرالان: إسرائيل تجلِس على “برميل متفجرّات”
قال الجنرال احتياط عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابِقًا، وأودي أفنطال، عسكري وباحث في معهد هرتسيليا لدراسات السياسات والإستراتيجيّة، إنّ “موجة العمليات القاتلة التي اجتاحت المدن الإسرائيليّة في الشهر الماضي، التي بدأت من الجنوب، مرورًا بالقدس، وصولاً إلى غوش دان، (مركز الدولة العبريّة)، جاءت في وقت لم تكن إسرائيل جاهزة، وبعد فترة من الهدوء النسبيّ”.
وشدّدّ العسكريان الإسرائيليان في مقالهما على موقع القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، على أنّ “الحديث يدور عن التقاء عدة جبهات وعدة مناسبات حساسة، من شأنها تحويل هذه الموجة إلى “عاصفة ممتازة” للإرهاب”، وأضافا أنّ “هذه ساعة طوارئ، والمهمة الملقاة على الحكومة الإسرائيلية معقدة جدًا، فيها تحديات كثيرة على المستوى العملياتي، والسياسي الداخلي والخارجيّ”، وفق ما أكّداه.
الجنرالان أوضحا أنّه “على الجبهة السياسية، على حكومة إسرائيل العمل على تعزيز التنسيق والتعاون مع الجبهة الإقليمية: مقابل مصر بهدف احتواء غزة، ومقابل السلطة والأردن بهدف إغلاق الحدود ومنع تهريب السلاح، وفي الأساس بهدف منع التصعيد في الضفة وغزّة والأماكن المقدسة”، كما قالا.
بالإضافة إلى ذلك، قالا الجنرالان إنّه “على إسرائيل استغلال العلاقات الوطيدة مع دول الخليج، كما انعكست في “قمة النقب”، بهدف استمرارها في إدانة الإرهاب ودعم خطواتنا لتهدئة الأوضاع. هذا بالإضافة إلى أن “التقارب” في العلاقات مع تركيا مهم، لقدرتها على المطالبة بهدوء واستقرار في القدس، أو على الأقل من أجل عدم قيامها بإشعال الأمور من خلال تصريحات تحريضية.
أمّا على الساحة الدوليّة، فأكّدا على أنّه يجِب تجنيدها لدعم إسرائيل، ولفتا إلى أنّ هذه الخطوة تُعتبر هدفًا لا يقل أهمية، لكنه أيضًا تحدٍّ، وخصوصًا في ظلّ ظرفٍ يتوجه فيه انتباه العالم كليًا إلى الأزمة الأوكرانية، وفق حديثهما.
“بعد الأعياد”، أضافا الجنرالان في مقالهما، الذي نقلته للعربيّة (مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة)، “سيكون على إسرائيل تعزيز معالجة “برميل المتفجرات” الذي نجلس عليه. التحديات الجدية التي علينا التركيز عليها هي: الإجرام المنظّم المسلح، والتهميش المتصاعد لجيل محبَط في المجتمع العربي، والتهميش الخطِر في التجمعات البدوية، ووضع السيادة الخطِر، وانعدام الثقة بمؤسسات الدولة، وضعف السلطة الفلسطينية وانعدام الأفق السياسي”.
وشدّدّا على أنّ “هذه المشاكل الإستراتيجية تحتاج إلى موارد كثيرة في التعليم أولاً، والمجتمع، والأمن، وتطبيق القانون. وترغم الحكومة على العمل بالتنسيق بين قوات الأمن، ومكاتب الحكومة المختلفة، وصولاً إلى المركّبات السياسية، واستغلال وجود حزب عربي معتدل في صفوفها”.
واختتما تحليلهما بالقول إنّه “في السطر الأخير، عادت هذه الموجة من العمليات لتوضح لمَنْ احتاج إلى ذلك أنّ الصراع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ هو تحدٍّ سياسيٍّ-أمنيٍّ من الدرجة الأولى، ولا يقلّ خطورة عن التهديدات الإستراتيجية، كالنووي الإيراني وتعاظُم قدرات الأعداء في المنطقة”.
وأضافا في خلاصتهما أنّ “هذا تحدٍّ لن يختفي، حتى لو كانت في إسرائيل حكومة تحاول الحفاظ على الوضع القائم في الجبهة الفلسطينية. لا يوجد حلّ سحري للصراع الطويل مع الفلسطينيين، وصحيح أنّ دولة إسرائيل لا تستطيع السماح لنفسها بالعودة إلى أيام انتشار الإرهاب في شوارعها. لذلك، خلال انعقاد مؤتمرات إقليمية مقبلة، يجب أنْ يكون هناك سياسات، ودبلوماسية، وقيادة، ومسؤولية من الدرجة الأولى”، قال الجنرالان يدلين وأفنطال.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية