جولاندرون
ملاحظة : بمناسبة تبرع ترامب بالجولان لإسرائيل اعيد نشر هذا النص المكتوب عام1999 ___________________________________
يقول التركي للإسرائيلي: حسناً فعلتم بإعادة التصويت على موضوع الجولان. حين ثبتم قرار الضم القديم. هذا يعطيكم فرصة عشر سنوات من المماطلة.
فيرد الإسرائيلي الضيف: المشكلة أن السوريين يعتبرون الجولان من محتويات الكرامة الشخصية. ليس الوطنية وحسب، وليس لأنه مهم كأرض وحدود وسكان.
ويقول التركي: لا تقلقوا من هذه الناحية. نحن نعرف العرب أكثر منكم. فقد حكمناهم أربعمئة سنة بذريعة الاسلام .وحين غادرناهم كان هناك من يطالبنا بالبقاء صوناً لوحدة إسلام الشرق أمام صليبية الغرب.
ويسأل الإسرائيلي: كيف استطعتم أن تجعلوا السوريين ينسون مدينة بحجم محافظة… اسكندرون؟
فيجيب التركي: “ببساطة، طبقنا مبادئكم، أليس بن غوريون من قال: “الفلسطينيون ثلاثة: واحد يتقدم في السن ويموت، وثانٍ نهجره أو نقتله، أما الثالث… فهو الذي ينسى”.
زكي الأرسوزي وجماعته من جيله ماتوا. غطفان وعدنان وسليمان من الجيل الجديد أصبحوا أتراكاً بالمصلحة والقوة، والبقية غادروا إلى اللاذقية وحلب ودمشق… ”
ويستوضح الإسرائيلي: أنا أسألك عن السوريين، فيقول التركي: “بمرور الوقت، تصبح القضية أكثر تعقيداً ونصبح أكثر قوة، وهذا ما حصل، لقد أخذتم عنا عبئاً بحروبكم معهم. ونحن بين الحين والآخر نسبب لجيراننا السوريين قلقاً: مرة من أجل نهر الفرات، ومرة بسبب الأكراد وأحياناً الأرمن ونرعبهم بالتحالف (معكم اليوم). تمتلىء أجندة السوريين بالمشاكل فيملَون المطالبة بشيء أصبح ـ واقعياًـ قابلاً للنسيان.
فرنسا أعطتنا رشوة صغيرة من مناطق انتدابها، بحجم محافظة على حدودنا، لكي نبقى بعيدين عن احتمال التحالف مع المانيا النازية، ألم يحدث لكم ذلك أنتم اليهود؟ كل الفرق بيننا هو توقيت الحصول على الغنيمة، نحن قبل الحرب العالمية الثانية، وأنتم بعدها بقليل”!
ويحاور الإسرائيلي: أخشى أن موضوع الجولان مختلف قليلاً والظروف مختلفة، ربما كان الجولان هو الرشوة التي نقدمها مجبرين للسوريين لكي يقيموا سلاماً معنا، ويرد التركي على الفور: “لا تخطىء… السلام ممكن من دون الجولان، فليس فيه زحمة سكان يضربونكم بالحجارة كما في الخليل ونابلس والقدس، وليس فيه ثروات ومعادن كما أنكم امضيتم فيه حتى الآن ثلاثين سنة هادئة تخللتها حرب واحدة كسبتم نصف نصرها. وفي حال العرب اليوم لا يمكن تكرارها. ستقول أنها قضية وطنية ومبدئية وقضية كرامة بالنسبة للسوريين، وأقول لك: بالنسبة إليهم ليست قضية حياة أو موت. كم سورياً قتل نفسه حزناً على المدن الجولانية …بانياس ومسعدة والحمه والمنصورة؟”
عصرنا عصر مصالح، والسؤال في أيامنا: كيف تتجنب المزيد من الخسائر، انظر إلى أشلاء البلقان، إلى المعزاة النووية الروسية، إلى المتسابقين على حلف الناتو من الشيوعيين… إلى ماكدونالد في موسكو، وبلغراد، وصوفيا، وبراغ”!
سكت التركي معجباً بنفسه: وفجأة يرن الهاتف ويفتح عينيه دهشة وتبرقان سروراً: “هذا خبر الأخبار”. يلتفت إلى محدثه الإسرائيلي: “قبضنا على الإرهابي الكردي عبدالله أوجلان” .
هل أقدم لك نصيحة أخوية ؟ قل لرئيس وزرائكم الوسيم والصلب، إذا نجح في الانتخابات، قل له أن يتقدم إلى الكنيست بمشروع قرار يتضمن تغييراسم الجولان ، بدمج احرف من الجولان واسكندرون ليصبح… جولاندرون.