منذ اليوم التالي لطوفان الأقصى تلقفت الادارة الأمريكية اللحظة وسعت لجعلها ( فرصة استراتيجية ) لتغيير في المنطقة خططت له أمريكا منذ عقود . و بمناسبة زيارته الأخيرة (الرابعة) للمنطقة تحدث وزير الخارجية الأمريكية بلينكن للصحفيين مؤكدا أن الحرب على غزة يجب أن (تغير المنطقة تغييراً كبيراً). و السبت الماضي قال أحد قادة حماس ( أسامة حمدان) في مؤتمر صحفي ( لن يستطيع بلينكن أن يشكل تحالفاً مع الحكومات العربية لتقرير شكل مستقبل فلسطين) . وهذا ما يدل على أن التوجه الأمريكي يعمل لتغيير المنطقة بدءأ من تغيير وتقرير مستقبل فلسطين أيضا.
وفق الرؤية الأمريكية الصهيونية فإن التغيير سينتج عنه إلغاء حماس و أي مقاومة مسلحة. وضمن بلينكن لاسرائيل أن ( أمريكا لن تسمح بحدوث 7 تشرين مرة أخرى). وهذا يعني أن التغيير القادم الأمريكي يريد ضمان أن لا تقوم مقاومة ضد إسرائيل مرة أخرى. وكما تسرب الادارة الأمريكية فإنه من (غير المقبول بقاء حماس في غزة). كما أن (إسرائيل لا تقبل العودة إلى غزة). وهكذا فإن بلينكن تشاور مع الوزراء العرب الذين ألتقاهم على صيغة تقوم على قيام قوات حفظ سلام عربية تضبط غزة مع استمرار السيطرة الأمنية العليا لإسرائي.ل لإنتاج إدارة مدنية فلسطينية مسالمه تدير غزة أولاً. لكن حتى الآن يقول العرب أنهم لم يقبلوا بحث شيء قبل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.
جولة بلينكن الرابعة : تغيير المنطقة على نار غزة !!
في اجتماعه الاخير مع مجلس الحرب الإسرائيلي. استمع بلينكن من الزعيم الروحي لحركة شاس الصهيونية المتطرفة ( إرييه درعي). الذي يشارك بإجتماعات مجلس الحرب بدون أن يكون له أي صفة حكومية. سوى اقترابه وقربه من نتنياهو. استمع بلينكن من درعي لاقتراح (الانفصال). وهي خطة تفصل قطاع غزة عن الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا تترك لها منفذا إلا إلى سيناء .لتحميل مصر مسؤولية القطاع كله.والمعلن حتى الآن أن مصر ترفض مثل هذه الطروحات كي لا تنتقل المقاومة إلى أراضيها وهي الموقعة على اتفاقية سلام مع إسرائيل.
خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة
من يتذكر خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل الطوفان الأقصى بأقل من شهر. يتذكر الخريطة التي عرضها للمنطقة وليس فيها فلسطين او دولة فلسطينية. وما تحدث عنه حول طرق الطاقة. رأيناه فيما بعد مشروعا وقع في قمة العشرين في الهند. لنقل الطاقة و البضائع والمنتجات والبيانات و الاتصالات والكهرباء عبر السكك الحديدية و عبر البحارمن الهند إلى أوروبا. مرورا بالخليج العربي والسعودية وإسرائيل. هل تسعى أمريكا بإدارتها الحرب في غزة إلى جعلها مرحلة من مراحل تحويل المنطقة إلى بيئة خاضعة لسياساتها واستثماراتها ومصالحها وأهدافها؟؟؟
الأكيد أن الوزراء العرب أستمعوا من بلينكن خلف الأبواب كلاماً واضحاً حول توجهات أمريكا لتغيير منطقتهم. كما أنهم لابد فهموا ما هو المطلوب منهم أمريكيا..
فهل يفهم الحكام العرب معنى التغيير الذي تصنعه أمريكا واسرائيل بدماء الفلسطينيين وعلى نار المحرقة المتأججة في غزة بأنه سيجعل الصهاينة يتسيدون المنطقة و يحتلون مركز الفعل الاقتصادي و الأيديولوجي ثم الاستراتيجيي فيها؟؟؟وهل يمكن أن يقبل زعماء العرب الحاق منطقتهم ودولهم وشعوبهم بالمشروع الصهيوني الأمريكي؟؟؟
هل يمكن أن يبقى زعماء العرب يتفرجون على العروبة وهي تتلاشى على نار غزة لتسود و تترسخ الصهيونية المتطرفة بكل أشكالها وتتسيد على المنطقة؟؟؟ غزة ليست البداية فقط إنها أيضا معنى ما يمكن أن تؤول إليه احوال المنطقة ودولها أيضا. فهل هناك ما يمكن للعرب وحكامهم القيام به لحفظ هويتهم وحقوقهم أيضا. ومصالحهم الوطنية والقوميه؟؟؟ ألم يرى العرب كيف توحد الإسرائيليون الصهاينة ضد العرب والعروبة وفلسطين والفلسطينيين ؟؟؟ الا يحفزهم ذلك على قدر ولو بالحد الأدنى من التوحد أو التنسيق في مواجهة الخطر الصهيوني المهدد للجميع والمستهدف للجميع ؟؟؟!!!!