حديث عن مؤتمرين للمعارضة في دمشق !

عندما تنفي كل أطراف المعارضة السورية، وحتى الحكومة السورية، وجود أي فكرة جدية لعقد مؤتمر للمعارضة في مدينة دمشق، ماذا يمكن أن تكون المسألة في جوهرها؟
هل هي مجرد بالون اختبار؟ هل هي بذرة رميت في التربة السورية تحتاج من يرعاها ويسقيها ويجعلها تنبت؟ أم أنها سر من أسرار الحرب السورية يحتاج إلى توافق إقليمي لاطلاقه إلى العلن.!
بدأت المسألة في تقرير نشرته صحيفة رأي اليوم التي يترأسها عبد الباري عطوان، يتحدث عن نشاط يجري لاطلاق مؤتمر للمعارضة السورية في الداخل والخارج يعقد في قلب العاصمة السورية ؟
ثم ما لبثت ردود الفعل حولها أن تدحرجت، ولم يرد أي تأكيد أو إيضاح إلا من قبل حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق المعارضة الذي قدم جوابا ينفي ويؤكد في الوقت نفسه؟ فيما نفت الدكتور بثينة شعبان المستشارة الإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية أي فكرة لمثل هذا المؤتمر.. والغريب أن ردا نشره الفنان السوري المعارض جمال سليمان على عبد الباري عطوان، يخبره فيه أنه ليس ضد الحوار، وليس ضد العودة إلى دمشق، وليس ضد انعقاد مثل هذه المؤتمر في دمشق، ولكن على أي أساس ينعقد مثل هذا المؤتمر؟
كذلك نفى الوزير السابق المعارض رياض نعسان آغا مثل هذه الفكرة، وهو المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات ، وكتب رئيس تيار بناء الدولة لؤي حسين يقول صراحة إنه لايعتقد أن هناك مساع جدية لمثل هذا المؤتمر، وبالنسبة لكلام حسن عبد العظيم فهو كلام غير دقيق وعمومي ومعتاد من هيئة التنسيق.ويربط لؤي حسين مثل هذا التحرك ببدء مرحلة أوباما .. أما الدكتور قدري جميل رئيس الجبهة الوطنية للتغيير المعارضة، وأحمد الجربا فإنهما لم يعلقا على الموضوع رغم أن عبد العظيم تحدث بشكل أو بآخر عن علاقة ما بين المؤتمر وبينهما ..
لقد تواقت الحديث عن مؤتمر دمشق للمعارضة يحمل أطيافا داخلية وخارجية، شبه حسن عبد العظيم بمؤتمر إنقاذ.. تواقت ذلك مع حديث عن مؤتمر آخر يحمل عنوان: مؤتمر دمشق للمعارضة، جرى الحديث عنه بداية من قبل المعارض فاتح جاموس، ثم عقدت اللجنة التحضيرية التي تعد له اجتماعا حددت يوم السبت القادم موعدا لانعقاده في أحد فنادق دمشق . بل إنها وزعت الدعوات للمعنيين بانعقاده من الأحزاب والشخصيات المعارضة الموجودة في دمشق. وقد ميزت اللجنة التحضيرية هذا المؤتمر بعبارة (( منصة دمشق)) الذي يأخذ الآن طريقه للانجاز ..
كيف تقرأ كل هذه المعطيات في مرحلة ينظر فيها الجميع إلى المستجدات التي تتولد عن معركة حلب، وينتظر الجميع الدخول في زمن دونالد ترامب الذي خلط الأوراق كلها ودفع الجميع إلى ((لوبي)) الانتظار !
بين الأوراق التي يجري تبادلها في سياق الحراك السياسي المعارض في دمشق ورقة تتحدث عن دور روسي ينظم كل هذه المعطيات ويسعى لاستثمارها في تقوية الداخل السوري، مع التقدم الذي تشهده جبهات القتال بين يوم وآخر، والتي دفعت البيت الأبيض الأمريكي إلى التنويه بضرورة وقفها سريعا في وقت يدعو فيه الرئيس باراك أوباما نظيره الروسي إلى استثمار الشهرين المتبقيين من أجل حل ما للأزمة السورية !