حرب عرسال

ليست مناوشة أو غارة أو مجرد اشتباك. إنها حرب.
إذا اتعظنا بما يجري في سوريا والعراق بات علينا أن نتحسب من انها ليست سوى البداية، قد تتآكل لبنان بلدة بعد بلدة.
لنتعظ بما جرى في سوريا والعراق، إن زالت الحدود وصارت المنطقة كلها ميداناً لحرب متحركة لنتعظ. في لبنان الصغير كل ما في المنطقة: طوائف يتآكلها الشعور بالضيم.
ما من خصوصية للبنان سوى ضعفه: ضعف دولته وجيشه ومجتمعه
خصوصية أخرى للبنان: انه انهى حرباً ويتردد في العودة إليها ولأنه صغير وضعيف فإن أحداً لن يخرج قوياً منها.
أنهى لبنان حربه بنتيجة معنوية: أدركت الأقليات المتحاربة أن لا مستقر لها إلا في لبنان ولن تكون حرة إلا فيه، فهو يعادل ذلك التوازن وتلك الحرية مهما غلب عليها التنازع.
حرب عرسال تهديد حقيقي للتعدد اللبناني وللحرية والتوازن مهما غلب عليها.
انها حرب الخارج على لبنان، لكن لم يعد هناك حدود بين الداخل والخارج، والخارج يبني كما هي الحال في سوريا والعراق على تناقضات داخلية. لذا على الجماعات اللبنانية ان تعيد الإيمان بلبنان مستقراً وحيداً وشرطاً وحيداً للحرية.
على الجماعات اللبنانية أن تجعل الآن من لبنان والحفاظ على لبنان قضيتها الأولى وربما الوحيدة، فالذي يجري يهدد مبدأ وجودها ونظام حياتها ومستقبلها.
الذي يجري يهدد معنى لبنان وميزته في المنطقة. والدفاع عن ذلك يساوي وجودنا وعلينا جميعاً أن نصطف خلفه وخلف حدوده وإلا استحال إقليماً، مجرد إقليم مفتوح في حرب المنطقة، وإلا سقط تحت نير استقواء مسلح، استبداد مسلح يقع على الجميع، فإسلامه غير إسلامنا ونظامه لا تطيقه حياتنا ولا تطيقه مجتمعاتنا ولا تاريخنا ولا علاقاتنا.
حرب عرسال حرب لبنان، لنجعل من لبنان، وقبل الكارثة، قضيتنا.
صحيفة السفير اللبنانية