حقول الدم في ‘بيت الكراهية’

تدور أحداث الرواية الجديدة “بيت الكراهية” للكاتب السوري محمد برهان في بيت غرناطي تكتشفه حديثاً الحكومة الإسبانية وتستدعي إليه باحثين عربا ويهودا وإسبانيين لدراسة ثمانية عشر مخطوطاً عثر عليها في البيت.

وتعد الرواية الصادرة حديثا عن دار فضاءات للنشر في الاردن الثالثة في أعمال الكاتب بعد روايتي “كاهن الخطيئة” و”عطار القلوب”، والخامسة في مجمل أعماله الأدبية التي تضم إضافة إلى الروايات الثلاث كتابيه “نصوص ناقصة” و”مذاق الخفة”.

وتعود المخطوطات المدونة باللغات العبرية والعربية واللاتينية للأعوام الممتدة بين 1499 و1501.

وتتضمن مناظرات أجراها رأسا الكنيسة الكاثوليكية في غرناطة آنذاك الكاردينال ثيسنروس والقس طلبيرة حول القرارات الكبيرة التي يجب اتخاذها في المدينة بعد سقوطها بيد الملكين القشتاليين وذلك لتحديد أوضاع المسلمين واليهود فيها. ويجري نزاع فكري بين أعضاء البعثة في رصد وتفسير الاختلافات بين محاضر المناظرات بغية وضع التقرير النهائي لهذه المخطوطات والتوصيات الخاصة بشأنها.

وهذا النزاع يكسر كثيرا من التابوهات الفكرية، الإنسانية والسياسية أيضاً ويعري الأدوار التي يلعبها الكارهون لتكريس الخلافات الدينية والإنسانية وإشعال جذوتها.

يقول الشاعر والناشر جهاد أبو حشيش، إن رواية “بيت الكراهية” هي مرآة فاضحة لوجه الحقيقة التي لم ينجُ منها أحد والتي تعري ادعاءات كثير من الأقانيم الدينية والفكرية، فأينما اختلط النص المقدس بالرغبة في السلطة وجدت الكراهية وأينعت حقول الدم، حسب جريدة الغد الأردنية.

ويضيف أنه “نص إشكالي لن يقف معه الكثيرون عند حدود الرواية حيث سيصرخ البعض ضده من منطلقات تخالف الروح التي يريد العمل إشاعتها فيما سيقف آخرون مشدوهين أما المحاولة الجديدة التي يقوم بها برهان لنفي فعل الكراهية من أضيق حلقاته و تفكيكه لحالة العداء على المستويين الفكري والإنساني”.

ويتابع أبو حشيش، أنه بالمقابل سيقف كثيرون إلى جانب النص لأنهم سيدركون أنهم أمام محاولة للخلاص، لا محاولة لفتح باب البيت.. بيت الكراهية.

وقد كتبت الناقدة الجزائرية الدكتورة بهاء بن نوار تقديما للرواية قالت فيه “إن في هذه الرواية يتناوس الغابرُ والراهنُ، ويمثل التاريخُ بكامل عنفه وهمجيّته، وتسلطه، حيث الكلُّ بريءٌ والكلُّ مُدان، وحيث تنفث الكراهية سمومَها الأزليّة مرتديةً قناعَ أزمنةٍ غرناطيّة اصطفاها الكاتبُ بجرأةٍ ووعيٍ، لتكون أحداثها البعيدة صدى وانعكاسا لأحداث اليوم المريرة”.

وتضيف “إنّه القلق الكونيّ نفسه الذي فجّره محمد برهان قبل هذا في عمليْه المميّزيْن: “كاهن الخطيئة” و”عطّار القلوب”: قلق الإنسان في كلِّ زمان ومكان، وشكواه القدَريّة من طوفانٍ مائيّ يغرقه، وحرائق ناريّة تلتهمه، وأسئلةٍ حائرةٍ تعذبه؛ أسئلة عن الجدوى وعن!! اللاجدوى، وعن الممكن وقد انزلق أو تمنّع عن التحقّق والابتذال: إنها رواية المأزق الإنساني بامتياز.. عمل يستحقّ كلَّ احتفاء”.

ومحمد برهان روائي وصحفي سوري ساهم في إنشاء العديد من المشاريع الإعلامية، وصدر له كتاب الدراما التاريخية كدراسة أكاديمية عن جامعة دمشق أتبعها برواية كاهن الخطيئة بالإنجليزية لتصدر في نسختها العربية من بعد، ومؤخرا صدرت له باللغة العربية رواية “عطّار القلوب”.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى