حكايات
“المدير يقول: إذهب.
القائد يقول: هيا بنا”
للملوك والرؤساء حكايات لا تصدق.
ولكن معظم الحكايات نعرفها بعد غيابهم.
حكاية أولى:
في زمن الانتداب الفرنسي على سورية (ثلاثينات القرن الماضي) تسلّم الشيخ تاج الدين الحسني رئاسة الحكومة. فعم الغضب الشارع السوري. وخرجت المظاهرات التي تندد به وبالاحتلال الفرنسي، وكان على رأس المظاهرات طلبة الحقوق وكانت الهتافات كلها بذيئة، وشتائمية، وحين قدموا له اقتراح قمع المظاهرات قال:”والله سأجعلهم يلحسون ط…”
مساعدوه قالوا:أمر باصدارطابع مالي يحتاجه الطلاب دائماً لإتمام معاملات القبول بالجامعة، والتخرج، والوثائق الأخرى كالتأجيل من الخدمة الإلزامية. كانت صورته على الطابع بالطول الكامل. وهكذا: كل طالب سيلحس الطابع من القفا للصقه على الوثائق المطلوبة.
حكاية ثانية:
صدام حسين ـ الرئيس العراقي الأسبق ـ قام بزيارة لإسبانيا، وكان حاكمها ـ في السبعينات ـ ما يزال الجنرال الدموي فرانكو.
طلب صدام حسين أن يزور قرطبة، وجامعها، وقد تحول إلى كنيسة. وفيما هو يتجول في أرجاء الكنيسة مستذكراً أن أحداً لم يصل في هذا المكان كجامع أندلسي منذ ستة قرون ونيف… حان وقت الصلاة فقال لمرافقيه: من منكم صوته جهوري ليؤذن؟ فتقدم واحد من الوفد وقال: أنا ياسيدي. فأمره أن يصعد إلى برج المئذنة ويرفع الأذان. وسط ذهول الإسبان والعرب. وبعد الانتهاء من الصلاة اقترب رئيس البروتوكول الإسباني، وقال لصدام:
ـ سيدي… هذه أول مرة يرتفع بها صوت “الله أكبر” منذ سقوط دولة العرب في الأندلس…. قبل عدة قرون. ابتسم صدام ابتسامته المشهوره وقال: “قرطبة في البال”.
حكاية ثالثة:
الرئيس السوداني جعفر نميري أراد السفر إلى القاهرة في زيارة رسمية (في السبعينات). وقبل أن يغادر جمع الضباط القادة الكبار، وعلى رأسهم الجنرال “سوار الذهب” رئيس الأركان، وجعلهم يقسمون على القرآن بألا يقوموا بانقلاب في غيابه.
بعد مغادرة النميري بيومين اجتمع عدد من الضباط الصغار وقرروا القيام بانقلاب. وكان عليهم، لكي ينجح الانقلاب أن يحاولوا إقناع سوار الذهب، الذي قال لهم: أنا وعدت وأقسمت على القرآن، ولا أستطيع الحنث بقسمي.
قالوا له: نأتيك بفتوى تحلّك من القسم، من مفتي الجمهورية. وهكذا صار الانقلاب… وأصبح سوار الذهب رئيساً مؤقتاً، بناء على طلبه، ريثما تتم الانتخابات. وكان أول رئيس عربي، طوال قرون، يتخلى عن منصبه بإرادته.
حكاية رابعة:
كان محمد علي باشا، والي مصر، يريد أن ينتقي قائداً لجيوشه الذاهبة إلى فتح سورية وفلسطين. فوضع تفاحة في وسط سجادة وطلب من ضباطه أن يصلوا التفاحة دون الدوس على السجادة. فشل الضباط جميعاً، فأتى آخر ضابط ليحل المشكلة. وببساطة طوى السجادة حتى وصل إلى التفاحة. صفق الجميع. وابتهج الوالي، وعيّنه قائدا للجيوش.
هذا الضابط هو إبراهيم باشا… ابن السيد الوالي.