أحوال الدنيا

حلب واللحاق بمسار ترامب: احذروا المطبات المتفجرة!!

د. فؤاد شربجي

نتنياهو كان الأسرع في اللحاق بمسار ترامب عبر تمرير اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان ولو مؤقتا (60) يوما. ولم يتوانى أردوغان عن الإسراع في القفز إلى مسار ترامب بدفع الفصائل بقيادة جبهة النصرة للهجوم على حلب. وإذا كان نتنياهو قد أعلن أنه قبل الاتفاق في لبنان كي يتفرغ لإيران التي تشكل هاجساً لدى ترامب، فإن أردوغان سرع وصول الفصائل التي يرعاها إلى حلب كي ينجز بالنار والإرهاب كل المقدمات التي يظن أنها تعطيه صفة (دولة إقليمية عظمى). ويبدو أن مسار ترامب يجمع بين نتنياهو وأردوغان على الأقل في عملية استعجال كل منهما في تحضير الأوراق التي سيستثمرها كل منهما في صفقاتهما مع رئيس الصفقات دونالد ترامب.

‏يتوقع كثيرون أن يعيد ترامب معزوفة الانسحاب من سوريا. كي ينضج مثل هذا القرار أمريكيا ويصبح قابلاً للتحقق لابد من حل مشكلة الاكراد في شمال شرق سوريا. والحل الذي يتردد يعتمد على أن يقوم ترامب بترك حرية العمل لأردوغان لإقامة منطقة عازلة بعمق 40 كيلو متر، وإجبار الاكراد على قبول ذلك بضمانة أمريكية تكفل ألا يقوم أردوغان بالتعرض لقسد بأي أعمال عسكرية. ويبدو أن أردوغان يريد زيادة أرباحه من هذه الصفقة بتوسيع المجال الذي تسيطر عليه الفصائل التابعة والخاضعة له. ولا يمكن قراءة اندفاع الفصائل للسيطرة على حلب إلا من خلال الصفقة التي يعدها أردوغان ويهيئها ليحصل عليها من ترامب بصفقه تتضمن مكاسب أمريكية أطلسية من تركيا تجاه روسيا في أوكرانيا وتجاه إيران في المنطقة.

‏ما يفوت أردوغان أن ترامب القادم إلى البيت الأبيض ليس ترامب الذي بين 2016 – 2020 كما أن خريطة القوة في العالم والمنطقة لم تعد خاضعة لسيطرة أمريكا وحدها. وأكبر ما وقع فيه أردوغان في دفع أو تسهيل اندفاع (أو غض النظر عن اندفاع) الفصائل إلى حلب أنه اعتمد على جبهة النصرة بماركة جبهة تحرير الشام المصنفة إرهابية في أمريكا والعالم. حيث أنه لن تقبل سوريا الدولة ولا سورية الشعب، ولن تقبل الدول والشعوب العربية، ولن تقبل دول العالم تمكين منظمة ارهابية من إقامة (إمارة للقاعدة) في حلب تحت أي مسمى أو ذريعة. وبالتالي فما جرى ويجري حركة مؤقتة وهي إلى زوال. ولكن زوالها لن يزيل حقيقة أن ما جرى في حلب هو مساعدة وتمكين للإرهاب لتحقيق مكاسب في صفقة مع ترامب. وربما لا ينسى العالم من أستعمل أو يستعمل الإرهاب للسيطرة على مركز المنطقة العربية.
‏على الجميع أن يدرس بعناية مسار وزمن ترامب الجديد كي لا يفاجئ أحد بأي صفقة قد يقرها ساكن البيت الأبيض القادم لأن عالم الصفقات، وخاصة لدى ترامب، لا يحترم حقوق شعوب ولا يحسب حسابا لقانون أو ميثاق لأن الربح هو الصديق الوحيد في عالم الصفقة الترامبية. انتبهوا إلى مسار ترامب واحذروا المطبات المتفجرة.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

زر الذهاب إلى الأعلى