حين يصرّ الزوج على العلاقة الحميمة وتقابله المرأة بالرفض
تعتبر تفاصيل الحياة الحميمة التي تربط الرجل بالمرأة من أكثر الأمور دقّةً وإثارةً للجدل. وفي حين يعتقد البعض أن الإقدام عل خطوة الزواج يشرّع أمام الثنائي حريّة مطلقة في تعامل الواحد مع الآخر تحت إطار ما يعرف بالحقوق الزوجيّة، الّا أن غياب المصارحة البنّاءة حول الهواجس والإشكاليّات والملاحظات التي تعتري أحد الشركاء حول مضمون العلاقة الحميمة، عاملٌ سلبيّ يؤدّي حتمًا الى تكوين ترسّباتٍ سلبية تلقي بثقلها على العلاقة بين الزوجين وقد تؤدّي الى نفورٍ متبادل بينهما ما يعزّز فرضيّة إقدامهم على خطوة الانفصال أكثر. وفي حال وجدت المرأة أن مقاربة زوجها لمضمون العلاقة الحميمة غير منطقيّ وفيه الكثير من مظاهر المبالغة وعدم الاستقرار عليها أن تبحث عن الأسباب التي تدفعه الى ذلك السلوك والذي عادةً ما يرتبط بمشكلات خاصّة نفسيّة كانت أم اجتماعيّة تلقي بثقلها على شخصه وتؤدّي الى بروز اضطرابات في سلوكه من دون معرفته بحقيقة الأسباب التي تدفعه الى ذلك. وفي هذا الإطار اليكم 4 استراتيجيّات تنظمون من خلالها تفاصيل حياتكم الزوجيّة وتساهم حتمًا في حلّ الإشكاليّات المثيرة للجدل.
• الروتين يفقد الإنسان زمام الأمور
هي اليوميّات تكرّر نفسها في حياة الثنائي حاملةً معها هموم العمل والعائلة وتفاصيل الاستحقاقات الماليّة والاجتماعيّة. سيطرة هذه الصورة القاتمة على حياة الزوجين ستدخلهم حتمًا في دهاليز الروتين ويجعلهم يعانون ارتداداته عليهم، الأمر الذي يؤدّي بهم الى فقدان السيطرة على زمام الأمور في حياتهم التي تفتقر الى التنظيم البنّاء، وهذا ما ينعكس غالبًا اضطرابًا في العلاقة الحميمة. من هنا يتوجّب على الشريكين مواجهة تفاصيل حياتهم الروتينيّة من خلال ابتكار أفكار خلّاقة تنظّم حياتهم المهنيّة والاجتماعيّة وتغيّر في انطباعاتهم الفحوى الحقيقي للمهنة والضغوطات الحياتيّة لأن التنظيم هو سرّ من أسرار الحياة الناجحة.
تجبر التزامات تربية الأسرة الثنائي على قضاء غالبيّة أوقات فراغهم داخل المنزل بين حيطانٍ أربعة مما يؤثّر سلبًا في وضعهم النفسي وينعكس ذلك الوضع على كل مفاصل الحياة العائليّة ومنها علاقة الشريكين الواحد بالآخر ما يسبّب اهتزازًا في العلاقة الحميمة التي قد تتحوّل الى سلوكٍ معتاد بدلًا من كونها ناتجة من مشاعر الحبّ. من هنا لا بدّ للزوجة أن تتيقّظ الى هذا المفصل وتحاول تغيير نمط عيش عائلتها من خلال تفعيل النشاطات الترفيهيّة والرياضيّة ومشاركتها مع زوجها ومن الأمثل قضاء أوقات الفراغ خارج المنزل.
• على مشاعر الحبّ أن تتقّد من جديد
يلعب الزمن لعبته فيحوّل مشاعر الحبّ الجميلة التي كانت تجمع الثنائي في المرحلة الأولى للعلاقة الى سراب. يحصل ذلك بعد أن تتولّى الهموم الحياتيّة مسألة تحويل العلاقة بينهما من غراميّة الى مجرّد شريكين تجمعهما قواسم مشتركة اجتماعيّة وعائليّة. وهذا ما يؤدّي الى خلوّ العلاقة الحميمة من الأحاسيس، فتتحوّل مجرّد واجبات زوجيّة. من هنا تكمن ضرورة الحفاظ على اتقاد مشاعر الحبّ مهما تغيّرت الظروف الحياتيّة، ويحصل ذلك من خلال مساهمة المرأة في الاعتناء بزوجها من باب أنه حبيبها وهي بذلك ستعيد واقع حياتهما الحميمة الى طبيعتها.
• المصارحة خيرٌ من الكتمان
من الضروري أن يتصارح الزوجان بجميع تفاصيل الخبايا الحساسة التي تعتري حياتهما الخاصّة. وعلى المرأة في هذا الإطار أن تكون صريحة وتوضح لزوجها كل الملاحظات والهواجس التي تعتريها وهو حتمًا سيتفهّم وجهة نظرها في حال اعتمدت أسلوبًا مناسبًا وكانت مقاربتها منطقيّة. ومن المستحسن أن تطمئنه حيال مشاعرها العاطفيّة وتحاول استعادة الروابط التي تجمع بين الحبّ والعلاقة الحميمة.
صحيفة النهار اللبنانية