حيوية الفن والثقافة هل تكسر الحاجز العربي ؟
خاص ــ دمشق :
لاقت المشاركة السورية في مؤتمر دبي للكتاب والأدباء العرب ترحيبا في أوساط الكتاب السوريين الموجودين في سورية، حيث اعتبر البعض مثل هذه الخطوة شكلا من أشكال العودة إلى التطبيع العربي مع المؤسسات السورية حتى من بواباتها الثقافية والفنية . فآثار الحرب على المواطن السوري اتسعت لتشمل كل أنشطة الحياة ليس في سورية فحسب بل حتى في الأنشطة العربية والدولية.
وقد عانت مختلف المؤسسات السورية وحتى الثقافية والفنية منها من حواجز وضعت في وجهها على الصعيد العربي والدولي، إلى الدرجة كان تحجب موافقات السفر وتأشيرات الدخول إلى الدول العربية على الفنان والمثقف السوي لمجرد أنه يعيش داخل بلده، وكأن هذا يعني انضوائه في صفوف الموالاة وخضوعه بالتالي لكل أشكال المقاطعة ؟
الصحف السورية تحدثت مؤخرا عن خطوة نشاط سينمائي توحي بحيوية جديدة على الصعيد الثقافي في الساحة العربية، وقال الناقد الفني فؤاد مسعد إن حضورا سوريا متميزا تشهده الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، التي ستُقام خلال الفترة الواقعة بين 21 و27 أيلول الحالي تحت شعار (السينما والمقاومة)..
ويشارك في أقسام المهرجان تسع وعشرون، وستكون كل من سورية والجزائر وفلسطين ضيف شرف فعالية (السينما والمقاومة).
وعلى صعيد الفعاليات السورية في هذا النشاط أوضح خالد مسعد أن أفلام المؤسسة العامة للسينما تحقق حضوراً عبر مسابقتي القسم الرسمي للمهرجان، حيث يشارك الفيلم الروائي الطويل (أنا وأنت وأمي وأبي) ضمن مسابقة دول البحر المتوسط للأفلام الطويلة، وهو سيناريو وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد، ويتناول حكاية حب وسط سعير الحرب بإطار مفعم بالشفافية، إنه فيلم يحاول التسلل إلى عمق الأزمة التي تمر بسورية من خلال أشخاص يعيشونها ويسعون إلى تلمس الحياة من خلال حالة عشق تنقلنا إلى أجواء ساحرة..
أما الفيلم الروائي القصير (سينما ميكنج أوف) فيشارك في مسابقة دول البحر المتوسط للأفلام القصيرة، وهو من تأليف وإخراج المهند حيدر وتم إنتاجه ضمن إطار مشروع دعم سينما الشباب، ويحمل الفيلم خصوصيته عبر موضوعه وطريقة تناوله وتصويره، حيث يحاول الولوج إلى عالم الفن السابع من الباب الداخلي له كاشفاً كمية الجهود المُقدمة من جنود مجهولين يعملون بصمت ضمن هذا الحقل..
صحيفة الثورة، بينت من خلال مقال للناقد المذكور أن مشاركة أفلام المؤسسة العامة للسينما في القسم غير الرسمي في المهرجان جاءت متعددة وغنية، وشملت في مسابقة (نور الشريف) للفيلم العربي فيلمين هما (سوريون، فانية وتتبدد) لنجدة أنزور و فيلم (سوريون) سيناريو وإخراج باسل الخطيب ..أما في مسابقة الفيلم العربي الوثائقي الطويل التي تنظمها الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بالتعاون مع الاتحاد العام للجمعيات السينمائية العربية يشارك فيلم (الموسيقار) سيناريو واخراج عوض القدرو ويسرد الفيلم سيرة حياة الموسيقار فريد الأطرش، وضمن هذا الإطار وبعيداً عن الأفلام التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما يشارك في هذا القسم من المهرجان أيضاً فيلم امتلك سحره الخاص هو فيلم (أيقونة الفرح) سيناريو وإخراج نضال سعد الدين قوشحة وإنتاج النبلاء للإنتاج والتوزيع الفني، ويأتي الفيلم ليشكل تحية موجهة من صانعيه للفنانة الكبيرة الراحلة صباح..
ويقوم المهرجان في دورته الثانية والثلاثين بتكريم كل من الفنان العالمي غسان مسعود وبهذه المناسبة يتم عرض فيلم (خروج الآلهة مملكة السماء) اخراج ريدلي سكوت، ويدير الندوة الناقدة لمى طيارة، كما يُكرم المخرج عبد اللطيف عبد الحميد ويُعرض فيلمه (أنا وأنت وأمي وأبي) ويدير الندوة الناقدة ناهد صلاح. كما تم اختيار الفنان دريد لحام ضمن إطار (رموز عربية) حيث سيعرض فيلم وثائقي عن حياته بعنوان (المنتمي) إخراج ماجي أنور ويدير الندوة الناقدة رانيا يوسف، وهناك مؤتمر للفنانة سلاف فواخرجي تديره د. رانيا يحيي، كما تُقام ندوة عامة بالتعاون مع الاتحاد العام للفنانين العرب، بعنوان (نحو صناعة فيلم لكل العرب)، يديرها الناقد طارق الشناوي، ويشارك فيها عدد من الكتاب والمخرجين والفنانين، ويشارك فيها من سورية كل من: الفنان المخرج دريد لحام، المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، المخرج باسل الخطيب، المخرج محمد عبد العزيز.