أحوال الدنيا

خربشات ترامب فضيحة لا توصله إلى نوبل

د. فؤاد شربجي

عندما اختلف إيلون ماسك مع الرئيس ترامب قبل أكثر من شهر اتهم ماسك ترامب بضلوعه في فضيحة جيفري ابستاين الذي أتهم بالإتجار الجنسي بالفتيات القاصرات. وفي هذا الأسبوع، وضمن نفس السياق، نشرت وول ستريت جورنال، تقريراً قالت فيه أن ترامب أرسل في العام 2003 تهنئة لإبستاين بعيد ميلاده الخمسين كانت عبارة عن رسم رسمه بنفسه ويحمل مشاركة الصديقين في أعمال جنسية إباحية، ووقع ترامب أسمه على الرسم الهدية. ورد ترامب على هذا التقرير عبر منصته تروث سوشيال بالقول (أنا لا أرسم صوراً).

‏هذا ما دفع الصحافة لمراجعة تاريخ ترامب بخصوص رسم الصور. والتقطت النيويورك تايمز ما كتبه في العام 2008 ضمن كتابه (ترامب: لا تستسلم أبداً)، حيث كتب (يستغرق الأمر مني بضع دقائق لرسم شئ ما، وغالباً ما يكون مبنى أو مشهد من ناطحات سحاب، ثم اوقع اسمي). وبرر دافعه لهذه الرسومات بـ “العمل الخيري”، حيث أنها حسب قوله (سرعان ما تجمع هذه الرسومات آلاف الدولارات لمساعدة الجوعى في نيويورك). ومع التبرير الخيري فإن ترامب يعترف أنه يرسم، وأن رسوماته معروفة وتباع بالمال وهذا ما يرجح صحة بطاقة تهنئته لابستاين برسم امرأة عارية مع عبارات مبتذلة وبتوقيعه عليها.

‏تعود علاقة ترامب وابستاين إلى بداية تسعينات القرن الماضي عندما أصبح جبفري جارا لتراب، وتوافق الرجلان على حب النساء والحفلات والبذخ والمال. وكانت حفلات ابستاين في قصره بنيويورك و حفلات ترامب في منتجع مالاراغوا التي تتميز بتوفر عارضات الأزياء، ومشجعات الفرق الصغيرات، والكثير من الفتيات القاصرات. وكان التحرش وقلة الأدب المادة الرئيسية لكل من ترامب وابستاين في هذه الحفلات. وقال ترامب في العام 2002 لمجلة نيويورك (أعرف ابستاين منذ 15 سنة. انه رجل رائع يحب النساء الجميلات مثلي. وكثير منهن صغيرات في السن) انه اعتراف واضح! وعندما اختلف ترامب مع ابستاين بسبب تسابقهما للحصول على شراء قصر في بالم بيتش وأدى هذا الاختلاف إلى انفصالهما. وعند نشوب فضيحة ابستاين، بدأ مؤيدو ترامب باتهامه بتأييد الديمقراطيين له وبعلاقة تربطه ببيل كلينتون. والآن تعود الفضيحة لتكشف أن المتورط مع ابستاين هو ترامب نفسه، وتوقيعه واضح على رسم التهنئة الذي تضمن عبارة بخطه تشي بقيامهما معا Esty بعمل جنسي قذر مع إحدى النساء أو الفتيات الصغيرات.

‏رسومات ترامب في الحقيقة هي اسكتشات مرسومة بقلم أسود، مثل رسم مبنى امبايرستيت، وافق منهاتن، وناطحات سحاب نيويورك، وجسر جورج واشنطن، وشجرة النقود. وإذا كانت معظم رسوماته لها علاقة بالعقارات فإن رسمه “شجرة النقود” له علاقة بعقيدته التي تقدس المال. ورغم أن هذه الرسومات ما هي إلا خربشات بالأسود. فإن بعضها بيع بألاف الدولارات. خاصة عندما أصبح ترامب رئيسا. حتى خربشات الرؤساء يصبح لها قيمة بسبب مناصبهم.
‏وإذا عدنا إلى اتهام ترامب بإرسال رسم بذيء تهنئة لابستاين فإن الأمر ممكن. أولا لأن الرجل معترف أنه “نسونجي” ، والكل يعرف أنه حكم أكثر من مرة بقضايا تتعلق بالنساء. إضافة إلى الاكتشاف أنه يخربش ويرسم ويحتفظ بخربشاته، ويعرضها للبيع ولو تحت عنوان العمل الخيري. المشكلة الآن أن أحد هذه خربشات “تهنئة ابشتاين” قد تدينه وتشكل فضيحة له.
‏من جهتي أرتحت لأن ترامب نفى أن يكون رساما، وأنكر قدرته على رسم الصور. وهذا النفي الإنكار يعني أنه لن يفكر بالسعي للحصول على نوبل للفنون. خاصة وان نوبل السلام التي رشحه نتنياهو لها ما زالت متعثرة.

ترى لماذا لا نرى خربشات للحكام العرب؟ أم أن أنشغالهم بنا وبحكمنا لا يترك لهم أي مجال للخربشة؟ ؟ ؟ !

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى