خفقة القلب (35)
تهطل أمطار الذكريات ..بعض اللحظات لا نعرف قيمتها إلا عندما تعود على شكل ذكريات ..الذكريات الجميلة لا تنتهي صلاحيتها ولا تموت ،تبقى عطراً في الذاكرة ، تسكن في القلب ،تتحكم فينا ،تقيم في ثنايا الحفريات العاطفية ، لا تحتاج لأن نبحث عنها في الزوايا خلف عنكبوت الزمن ، في كل عام أغيّر مكانها في الذاكرة لأبقيها في واجهة ذاكرتي ، حاضرة تعيش معي بكل تفاصيلها، فلا أحد يستطيع أن يدفع بها إلى الخلف في ترتيب الذكريات !
قبلها كانت الأشياء كلها في نظري لوناً واحداً وطعماً واحداً ، قبلها كان اليوم ينتظر رحيل اليوم الذي قبله ، ليأتي ويختصر من عمري يوماً دون أن أدري ، قبلها ما كانت الحياة تعني لي الكثير ، فالعمر رصيد تستهلكه منا الحياة ثم نغادر !
اكتشفتُ بعد دخولها إلى قلبي ، أن العمر رصيد لنا لنعيشه ، لا لنستهلكه ، وأن اليوم يحوي العديد من الأسباب لنستمتع به ، وأن الحياة هي كيفما نراها وليس كيفما تكون ، حتى نسمة الهواء أصبح لها طعم آخر، فقد نقلتني إلى عالم آخر وإحساس مختلف أدركته معها! من الظلم أن نحصر السعادة في لحظات هاربة ، ومن الظلم أيضاً أن تعطينا الحياة أجمل ما فيها ،وبحماقة نعطيها ظهورنا ونتجاهلها !كانت وما زالت أجمل ما حدث في حياتي ، حقاً المرأة تأتي وتصطحب الحب معها مرة واحدة في حياة الرجل !