خفقة القلب (36)
آن الأوان لأن أفتح سجّل الأحزان وخوابي العذاب ..آن الأوان لأن أتجول في منعطفات الفراق الذي هو سحب مصل الحب من الشرايين ، هذا المصل الموصول مباشرة إلى القلب !
آن الأوان لأروي ما حدث في مثل هذا القلب الذي أصبح خارج الخدمة.. آن الأوان لدفع ضريبة لحظات الفرح ..آن الأوان للإضراب العاطفي المفتوح ، وللجوع من بعد ولائم الحب وأطباق الأشواق ..
آن الأوان لأبدأ حياة جديدة مختلفة لا مكان فيها للأحلام التي تحولت إلى سراب عاشته روحي.. فكرتُ بهشاشة أحلامي البالية والتي بدأت تلهث وتحتضر وتنتحر.. سأتبرع بما تبقى أحلامي قبل أن ألفظ أنفاسي الأخيرة..الأحلام لا تكفي لمواجهة الواقع .. الآن أدركت بأن الأحلام خُلقت كي لا تتحقق!
آن الأوان كي أخلع رداء الأمل وأطوي صفحة أحلامي وأدفنها في صدري .. العذاب والحزن والألم هي مشتقات الحب بعد الفراق ، ففي الحياة لحظات مظلمة ، وفترات نفقد فيها عزيمتنا، ولا نقدر فيها على رؤية جمال السماء بسبب كثرة الغيوم ، وربما علينا أن نتعامل مع آلام موجعة ، أو مرض مزمن ، أو فراق من نحب .
الفراق هو نفاذ وقود الحب .. هو الإفلاس المفاجئ لبنك الحب وبورصة الأحلام..هو الشيك الملغى بالأمس..هو آلام تستيقظ وتعيش طويلاً بعد الذكريات الجميلة .. هو ألم استئصال عضو من الجسم دون مخدر ..هو جرح يظل مفتوح الشفتين مدى الحياة..هو حريق يشبّ في القلب ..هو إعصار لا يُبقي على شيء .. هو ريح يقلع في طريقه كل ما كان جميلاً في حدائق الحب وفي بستان القلب ويتركه للعراء ..هو موت سريري.. هو نوع من أنواع القتل الرحيم !!