خفقة القلب 38
أعيش في لحظات قمة الألم الإنساني ، ولحظات اشتعال اللهيب في قلبي ومشاعري..أحمل جنين الحب قتيلاً ..أفتح ثقباً في ذاكرتي ..مؤلمة هي الذكريات حين يغيب من يشاركنا بها.
أتذكر قسوة اللحظات التي كانت تنتابني..أتذكر النواعير التي كان صوت أنينها هو الحقيقة لحنين دائم لحزن لم يعد يسأل أحد عن سببه .. الآن كل شيء قد تغير .. الأحزان تملأ دفاتري ..الكآبة تتسرب إلى نفسي .. هكذا هي الحياة بيدر أحزان وخسائر مفاجئة. رحتُ ألملم بعضي .. أتدثر بفروة الكلمات ..أسترجع خسائري العاطفية..شتاء القلب..الخدود التي مرت عليها سواقي الدموع.
فقدتُ كل شيء : أحلامي.. مشاعري.. مستقبلي.. قادتني أفكاري إلى أحلام سوداء! لم يعد لدي رصيد في ذكرياتي ..الحزن لا يفارق وجهي ، يغلف قلبي ويفرش خيامه في ساحة العينين ، الحزن علّمني لغة القلب!
انكمشتُ على نفسي ،جسدي يرتعش، أنفاسي تتردد في صدري باضطراب، آلام شديدة تعصف برأسي، طعم المرارة في فمي، أغالب دموعي المشتعلة وجعاً، أنهار من الدموع تسيل من عينيّ ، ماذا أجيب ؟ خفتُ حين رأيت قلمي جافاً رغم وجود الحبر الذي تخثر في جوفه، قلمي أغلق فمه !
ضاعت ثروة الكلمات مني، وأفلس بنك كلماتي.. شيء ما يعتمل في داخلي من مشاعر لا تفسير لها..هكذا هي الحياة.. لحظات السعادة قليلة لا تلبث أن تتسرب من أيدينا دون أن نشعر بها ،والوقت المحدد للسعادة والفرح لا يدوم طويلاً فقد انتهت صلاحيتهما.
الحزن ينبت من أحشاء الألم ، يأكل الفرح ويلتهمه كما تلاحق الشمعة الظلام وتطرده ، يأخذ مداه إلى الأبد فنبدو معه أشد ضعفاً من ورقة يابسة في مهب الريح. الحزن هو ارغام جميع حواسنا وأحاسيسنا على الانحناء والقبول بما أراد الخالق لنا، ولا نستطيع مناقشة العدالة الإلهية !تؤلمني رائحة الحزن ، في كل مواجهة مع الحياة يأتي الحزن أعنف وأقوى مما كان عليه.
الحزن جرح مفتوح في القلب ، يأتي ملتهباً بالألم ، يأخذ كل شيء في طريقه ، كالعاصفة تأخذ في طريقها البشر والحجر والرمال والبيوت والشجر. الحزن جرن مليء بالدموع ، فقد اعتاد أن يرافق كل فرحة كما يصاحب فنجان القهوة كوب الماء المجاني ليساعد على ابتلاع الغصة !