خفقة القلب 41
يوم رحلتْ أخذت معها مفتاح قلبي.. قلبي ما عاد قلبي ..أصبح غريباً عني.. ما عاد يعرف ماذا يريد..أنا الذي وحدي معي ..أفك خلايا جسدي !
ينبغي عليّ أن أكتب أنيني ووجعي ، فالكتابة حصانة ضد الموت وملجأ آوي إليه كلما شعرت بالضيق. حروفي خرساء أمام سيل عارم من الكلمات ،هذه الكلمات لها أنياب ومخالب، حزينة لا لأنها من الحزن جاءت ولكن لأنها إلى الحزن انتهتْ ، ولأنها من لسان كان يترجم لغة القلب !
أُلازم غرفتي ، أروّض حزني ،أسلّي وحدتي باجترار الذكريات ،أُوقظ مخيلتي لتعينني على تحمّل ألم الفراق ، تتعانق السحب استعداداً للنحيب. أدعو الغيوم إلى مائدة الحزن، تمطر السماء في يوم غير متوقع للبكاء، أتناول وجبتي من الحزن في صمت ، أتصبب بالعرق الممزوج بالحزن بين قميصي وجلدي ، أعيش برفقة أوراقي وقلمي، بجاني فنجان القهوة المرة التي لها طعم أحزاني..
أفتح دفتر الذكريات .. أمواج من الأفكار تضرب شواطئ رأسي.. يشتعل القلم بين أصابعي.. أكتب الآن من هناك.. من مصب القلب.. من موقع الجريمة..كنت أدرك جيداً بأن حروفي وحدها من ستحزن عليّ .. بالكلام وحده يكتب الانسان عصير روحه، هو نائب ينطق بلسانه، أكتب كلاماً مريضاً وحروفاً مشققة ،فقد خرجتُ من المعركة بعد أن تركني الحب واستوطنني العذاب !
ها هو الحزن يهبط دون استئذان من أحد، أراني سأبتدئ أيامي من آخرها وهي تموت بعد أن تركتني كالقنبلة التي فرغ حشوها من الحب وانفلت فتيلها وتريد أن تنفجر! في صدري يستلقي الحزن متعباً، وفي عينيّ الدموع ، وكلما هبطت دمعة من عيني قالت للتي تليها صبراً ستأتي لتمسحها بيدها ، وتنامين في دفء راحتها، لقد احتلتْ الأحزان جسدي وماتت جنود الحب التي تحاربهم!